loader
 

رسالة خاصة لأبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية من حضرة خليفة المسيح الخامس أيده الله تعالى بنصره العزيز

 أعزائي أبناء الجماعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت وفاة حضرة خليفة المسيح الرابع رحمه الله بمثابة زلزال هز الجماعة بأكملها. في الواقع إن عيوننا دامعة وقلوبنا خاشعة من الحزن والأسى، ولكننا نقول مسلّمين بقضاء الله وقدره "إنا لله وإنا إليه راجعون" راضين بهذه المحنة الصعبة التي وضعنا الله تعالى بها.
ما أروع إلهنا الذي أرسل المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) في هذا العصر لإصلاح العالم وإقامة شريعة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ومن أجل أن يسود هذا الهدف العظيم باستمرار وعد بأن تستمر "القدرة الثانية" حتى يوم القيامة وهي التي تبدل حالة المؤمنين من الخوف بعد وفاة كل خليفة إلى الأمن من خلال الخليفة الجديد.
لقد قال المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام):
"فيا أحبائي ما دامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يري قدرتين، لكي يحطم بذلك فرحتين كاذبتين للأعداء.. فمن المستحيل أن يغير الله تعالى الآن سنته الأزلية، لذلك فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا، إذ لا بد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة" (الوصية/ الخزائن الروحانية، المجلد 20 صفحة 305، 306)

إنها نعمة عظيمة من الله تعالى أنه قد بدّل حالة الخوف التي ظهرت بعد وفاة الخليفة الرابع (رحمه الله تعالى) إلى الأمن وأرى "القدرة الثانية" حسب وعده الإلهي. لذلك آزروني بالدعاء، لأن إنسانًا واحدًا بمفرده لا يمكنه إنجاز أعباء هذه المهمة الرائعة التي منّ بها الله تعالى علينا. اشغلوا أنفسكم بالدعاء وأكثروا من الأدعية لتثبتوا أن "القدرة الثانية" والجماعة اليوم كما في السابق كيانٌ واحد وستظل هكذا دائمًا
إن شاء الله.
إن"القدرة الثانية" هبة عظيمة من الله تعالى تهدف إلى توحيد الأمة وحمايتها من الفتنة. إنها الخيط الذي ترتص فيه الجماعة كحبات اللؤلؤ وإذا تفرق اللؤلؤ فلن يكون آمنًا ولن يبدو جميلًا. في الواقع إن اللؤلؤ المجموع في العقد هو الوحيد الآمن وذو المظهر الأروع. لا يمكن أن يتقدم الإيمان الحقيقي بدون "القدرة الثانية". لذلك حافظوا على صلات الحب والإخلاص والتفاني معها، واجعلوا حماسكم لطاعة الخلافة أبدي. واجعلوا حبكم لها إلى حد تظهر معه جميع العلاقات الأخرى تافهة مقارنة به. كل النعم في الولاء للإمام وهذا هو الدرع الوحيد لكم ضد جميع المتاعب والفتن. وقد قال حضرة خليفة المسيح الثاني (رضي الله عنه): "كما أن الغصن المتصل بالشجرة هو وحده يمكن أن يحمل أثمارًا، أما المقطوع عن الشجرة فلا يمكن أن يثمرَ، وهكذا تمامًا فإن الذي يتمسك بأهداب الإمام هو وحده يمكن أن ينجز عملًا مفيدًا للجماعة، أما الذي لا يكون على صلة بالإمام فلن ينجز ما يمكن أن ينجزه الجَدْيُ حتى لو كان متمكنًا من علوم الدنيا بأسرها."
لذلك، إذا كنتم تسعون إلى إحراز التقدم والانتصار في العالم، فأنصحكم أن تحافظوا على الصلات القوية مع الخلافة وأن تعتصموا بقوة بحبل الله هذا. كل تقدم نحرزه منوط بالتمسك بالخلافة. أدعو الله أن يعينكم ويمكنكم من أن تتمسكوا بأعلى معيار من الصدق والإخلاص للخلافة الأحمدية.
والسلام
خاكسار

ميرزا مسرور أحمد
خليفة المسيح الخامس
لندن 11/05/2003


خطب الجمعة الأخيرة