الحياة بعد الموت هي الفقرة الثانيّة من كتاب "فلسفة تعاليم الاسلام" للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام, وأصل هذا الكتاب القيم محاضرة من تأليفه ألقاها أحد صحابته حضرة عبد الكريم السيالكوتي رضي الله عنه في مؤتمر للأديان بلاهور الهند بتاريخ 26-28 ديسمبر 1896.
لقد ألف الإمام المهدي هذه المحاضرة بتأييد إلهي خاص, وأعلن أنّ الله تعالى بشره بالوحي أن محاضرته هذه ستكون الغالبة على جميع المحاضرات والمقالات التي سوف يقدمها ممثلوا الأديان المختلفة. فقام حضرته بنشر هذا النبأ الإلهي العظيم على نطاق واسع في كل أرجاء الهند... فنشرت إعلانات في الجرائد ووزعت منشورات وألصقت لافتات في كثير من الأماكن العامّة بلاهور حثاً للناس على حضور المؤتمر لسماع محاضرته. أمّا الصحف والمجلات العالميّة فقد نشرت تعليقاتها القيمة حول هذا الكتاب, نذكر منها مايلي:
|
كيف تكون حالة الإنسان بعد الموت؟ |
حقيقة نعيم الجنة |
المعارف القرآنية الثلاث عن عالم المعاد |
المعرفة الأولى |
ثلاثة أقسام للعلم |
العوالم الثلاثة |
عالم البرزخ |
لا بد للروح من جسم |
تجربة ذاتية |
عالم البعث |
إزالة سوء فهم |
المعرفة الثانية |
ظل ذو ثلاثة فروع |
وصف تمثيلي لنِعَم الجنة |
المعرفة الثالثة |
كيف تكون حالة الإنسان بعد الموت؟ |
أقول في جواب هذا السؤال إن حالة الإنسان بعد الموت ليست في الحقيقة حالةً جديدة، بل إن حالة الدنيوية نفسها هي التي تنكشف يومئذ بجلاء أكثر. إن كيفيات العقائد والأعمال - صالحة كانت أم طالحة - تكون كامنةً في باطن الإنسان في هذا العالم، تبعث في كيانه تأثيراً خفياً ناجعاً أو سامّاً؛ وأما في العالم الأخروي فلن يظل الأمر هكذا، بل إن كل هذه الأحوال سوف تنكشف انكشافا واضحا. ونجد مثال ذلك في عالم الرؤيا، فإن الحالة الغالبة على الجسم تتراءى في عالم المنام في صورة مجسّمة. فمثلا كثيراً ما يرى المريض في منامه النار ولهيبها قبيل إصابته بالحمى، ويرى المصاب بالإنفلونزا والزكام والرشح أنه في الماء. وهكذا، فإن حالة المرض التي يدخل فيها الجسم تتمثل كيفياتها في عالم المنام. |
حقيقة نعيم الجنة |
فبالتدبر في عالم المنام يستطيع كل إنسان أن يدرك أن هذه السنّة جارية أيضا في الآخرة. فكما أن المنام يحدث فينا تغييراً معيناً.. ويرينا الحالة الروحية في صورة مجسمة.. كذلك يحدث في ذلك العالم، فتتمثل يومئذ أعمالُنا ونتائجها في صور محسوسة، ويلوح على وجوهنا بوضوح كلُّ ما نكون قد استصحبناه من هذا العالم في صورة خفيّة. وكما أن النائم يوقن فيما يراه من تمثلات شتى بأنها أمور حقيقية، ولا يتوهم أبداً أنها تمثلات، كذلك يحدث في ذلك العالم، بل الواقع أن الله سوف يظهر قدرته الجديدة يومئذ بواسطة التمثلات.. لأنه تعالى هو القدرة الكاملة. إذن فلو لم نُسمِّ تلك الأمور تمثلاتٍ، بل قلنا إنها خلق جديد تمَّ بقدرته سبحانه وتعالى.. لكان هذا القول هو الأصح والحق والواقع. يقول سبحانه وتعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} (السجدة: 18).. يعني لا تدري أية نفسٍ صالحةٍ النعيمَ الذي أُخفي لها في عالم الآخرة. لقد وصف الله جميع نعم الآخرة بأنها مخفيّة عنا.. لا مثال لها في النعم الدنيوية. والواضح أن نعم الدنيا غير خفية علينا، فإننا نعرف اللبن والرُّمان والعنب ونأكل منها دوماً. فيتبين من ذلك أن نعم العالم الثاني هي غيرُ ما في هذا العالم، وإنما تشترك مع هذه في الاسم فقط. فمن ظن أن الجنَّة عبارة عن موجودات هذه الدنيا فلم يفهم من القرآن حرفاً. |
المعارف القرآنية الثلاث عن عالم المعاد |
ولنتذكر أيضا كقاعدة أن القرآن المجيد قد جعل للحالات التي سوف نمر بها بعد الموت ثلاث فترات، وهي معارف ثلاث قرآنية عن عالم المعاد.. نفصِّل كل واحدة منها على حدة فيما يلي: |
المعرفة الأولى |
يقول القرآن الكريم مرة بعد أخرى.. أن عالم الآخرة ليس شيئًا جديدًا.. بل إن جميعَ مظاهره هي آثار هذه الحياة الدنيا وظلالُها كما يقول الله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا} (الإسراء: 14).. أي أننا ربطنا برقبة كلِّ إنسان آثارَ أعماله، وأننا سوف نُظهر له هذه الآثار الخفية يوم القيامة، وسوف نريه إياها في شكل كتاب مفتوح. (التكاثر) أي أن كثرة الأهواء المادية والرغبات الدنيوية قد شغلتكم عن ابتغاء الحياة الآخرة، حتى وقعتم في القبور. فإيَّاكم وحُبَّ الدنيا، فسوف تعلمون أنه لا خير في حب الدنيا. وأؤكد لكم أن لا خير في حبها. ولو أنكم علمتم علمَ اليقين لرأيتم الجحيمَ في هذه الدنيا نفسها. ثم إنكم سوف ترونها رؤية اليقين في عالم البرزخ. ثم إنكم يوم حشْر الأجساد تعلمونها حق اليقين.. لا بالمشاهدة فقط، بل بالحال الواقع، إذ تؤاخَذون بشدة، ويغشاكم العذاب كاملاً. |
ثلاثة أقسام للعلم |
لقد أخبر الله تعالى في هذه الآيات بصراحة أن الحياة الجهنّمية موجودة للفجَّار في هذا العالم نفسه وجوداً خفيا، ولو أنهم فكروا لأبصروا جحيمهم ههنا. |
العوالم الثلاثة |
وليكن واضحا هنا أن القرآن الحميد يخبرنا بوجود ثلاثة عوالم. |
عالم البرزخ |
والعالم الثاني هو البرزخ. وكلمة "البرزخ" في اللغة العربية تعني أصلاً الحاجز بين الشيئين، وقد سمِّي العالم الثاني بالبرزخ لوقوعه بين النشأة الأولى وبين عالم البعث. وهذه الكلمة تطلق على العالم الوسط منذ القِدم، بل منذ أن خُلقت الدنيا. لذلك فهذه الكلمة بذاتها تتضمن شهادة عظيمة على وجود العالم المتوسط. وقد أثبتنا في كتابنا (مِنَن الرحمن) أن الكلمات العربية هي كلمات الله التي فاضت من فم الله سبحانه وتعالى، وأن العربية هي اللغة الوحيدة في الدنيا التي هي لغة الله القدوس، وأنها أقدم اللغات، ومنبع جميع العلوم، وأم الألسنة كلها، وأنها العرش الأول والعرش الآخِر للوحي الرباني. أما كونها العرشَ الأول للوحي الرباني فلأنها كانت كلامَ الله الذي لم يزل منذ القديم معه تعالى، ثم نزل هذا الكلام في الدنيا، واتخذ أهلها منه لغاتهم. وأما كونُها العرشَ الأخير لوحي الله فلأن كتاب الله الأخير.. القرآن المجيد.. نزل بالعربية. |
لا بد للروح من جسم |
إذن فإنه لزعم باطل تماما أن نقول بأن الروح - مجردةً عن الجسم - ستحظى بالسعادة يوماً ما. يمكن أن نقبل هذا الزعم كخرافة.. إلا أنه لا يؤيده برهان معقول. إننا لا نستطيع أن نتصور مطلقاً كيف تبقى الروح على حالتها الكاملة إذا حُرمت تماماً من علاقات جسمانية.. مع أنها - على ما نعلم عنها - تتعطل عند كل خلل ولو بسيط يطرأ على الجسد. أفلا توضح لنا التجربةُ اليومية أن صحة الجسم ضرورية لصحة الروح؟ عندما يصبح الإنسان شيخا فانيا.. تشيخ روحه أيضا وتهرم.. ويختلس سارقُ الشيخوخة منه بضاعةَ علمه.. كما يقول الله تعالى: {لكيلا يعلم من بعد علم شيئا} (الحج: 6).. أي عندما يصير الإنسان شيخا هرِمًا يبدو - رغم دراسته وقراءته - كأنه صار جاهلا. |
تجربة ذاتية |
وملخص القول: إن ذلك الجسم الذي يتكوّن بحسب نوعية أعمال الإنسان.. هو الذي يصير في عالم البرزخ واسطة لمجازاة الصالح والفاجر، وإني لصاحب تجربة في هذا الأمر. لقد حصل لي مراراً - في حالة اليقظة أن لقيتُ بعض الموتى كشفًا، ومنهم بعض الفاسقين والضالين.. فرأيت أن أبدانهم كانت مُسوَدَّة وكأنها خلقت من الدخان. والخلاصة أن لي معرفة شخصية بهذا الطريق. وأقول بكل قوة ووثوق أن كل واحد يُعطى بعد الموت - يقينا كما قال الله - جسما نورانيًا أو ظلماتيًا. |
عالم البعث |
ثم بعد البرزخ يأتي زمن يسمّى عالم البعث، تتلقى فيه كلُّ روح جسماً محسوساً بيناً، صالحة كانت تلك الروح أم طالحة. وقد قُدِّر يوم ذلك المحشر للتجليات الربانية الكاملة، التي بفضلها يعرف كلُّ إنسان ربَّه حق العرفان، ويبلغ كلُّ واحد عندئذ الذروةَ من جزائه. (يس: 78-84) أي ألم ير الإنسان أننا خلقناه من قطرة ماء تُلقى في الرحم، ثم صار شخصا كثير الخصومة، وبدأ يتحدث عنا بأنواع الحديث، ونسي كيف خُلق هو، وبدأ يقول: كيف يمكن أن يحيا الإنسان مرة أخرى بعد أن تصير هذه العظام بالية؟ من ذا الذي يملك القدرة على إحيائه؟ قل لهم: سوف يحييه الذي خلقه في المرة الأولى، فهو يعلم كيف يحيي وبأي طريقة يحيي.... إنما أمره أنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له "كُن" فيتكون هذا الشيء إنه منزه عن كل عيب.. ذلك الذي له الملك على كل شيء، والكل سوف يُرجعون إليه. فالله جل شأنه قد صرح في هذه الآيات أن لا شيء مستحيل عنده، فالذي خلق الإنسان من قطرة حقيرة.. هل يعجز عن بعثه مرة ثانية؟ |
إزالة سوء فهم |
ربما يقول الذين لا يعلمون أنه ما دام ثالث العوالم.. أي عالم البعث.. سوف يأتي بعد زمن طويل.. فصار عالم البرزخ إذن بمثابة سجن يُعتقل فيه الصالح والفاسق طوال تلك المدة.. الأمر الذي يبدو محض عبث. |
المعرفة الثانية |
وأما المعرفة الثانية.. التي ذكرها القرآن الكريم تبيانًا لعالم المعاد.. فهي أن جميع الأمور الروحانية في الحياة الدنيا ستتمثل في عالم المعاد مجسَّمة، سواء أكان عالم المعاد في طور البرزخ أم في طور البعث والنشور. ومما قال الله في هذا الصدد: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} (الإسراء: 73).. والمراد أن العماية الروحانية التي يصاب بها أحد في الدنيا.. تتجسم في عالم المعاد محسوسة مشهودة. (الحاقة: 31-33) أي خذوا هذا الجهنمي، وضعوا الغُلَّ في عنقه، ثم أحرقوه في الجحيم، ثم صفِّدوه في إحدى السلاسل التي طولها سبعون ذراعا. فالآيات تبين أن عذاب الدنيا الروحاني سوف يتجسد في عالم المعاد. فطوْقُ الشهوات الدنيوية الذي كان قد أخضع رأس الإنسان إلى الأرض سوف يتراءى في صورة غُلٍّ يُطَوِّق العنق؛ وسلاسلُ الشواغل الدنية ستظهر في صورة أصفاد تقيد الأرجل، ولوعات الأماني المادية سوف تُرى يومئذ ناراً ملتهبة ظاهرة. إن الإنسان الفاسق في الحياة الدنيا ليحمل في داخله جحيماً من الشهوات والأهواء، ويشعر بحرقة هذه الجحيم عند الخيبة والخسران؛ ولذلك فإنه عندما يُقذف بعيدًا عن شهواته الفانية، ويغشاه القنوط الأبدي.. سوف يكشف الله له تلك الحسرات في صورة نار مجَسّمة، كما يقول سبحانه وتعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} (سبأ: 55).. أي سوف يوضع حاجز بينهم وبين شهواتهم، وهذه الحيلولة هي نفسها أصل عذابهم. وأما قوله تعالى: {ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} (الحاقة: 33).. فهو إشارة إلى أن الفاسق في أحيان كثيرة يعمَّر سبعين سنة، بل كثيرا ما يُرزق عمرا أطول من ذلك للعيش في هذه الدنيا، بحيث يتاح له - باستثناء أيام الصبا والهرم - سبعون عاما من حياة خالصة صافية، يستطيع أن يقضيها في جدٍّ وعملٍ بحزم، ولكن ذلك الشقي يضيع هذه السنين من حياته الثمينة في الانهماك في مشاغل الدنيا.. ولا يريد أن يتحرر من قيودها. لذلك يقول الله تعالى أن السنين السبعين التي قضاها في قيود الشهوات الدنيوية.. سوف تتمثل يوم المعاد في شكل سلسلة طولها سبعون ذراعاً، كل ذراع بإزاء سَنة من سِني حياته. |
ظل ذو ثلاثة فروع |
ويجب أن نتذكر هنا أن الله تعالى لا يصبّ من عنده على الإنسان أيَّ مصيبة.. وإنما يعرض عليه ما ارتكب هو نفسُه من السيئات.. وتبيانا لهذه السُّنة نفسها يقول الله في موضع آخر: {انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب * لا ظليل ولا يغني من اللهب} (المرسلات: 31-32).. أي أيها الفجار الغواة امشوا إلى ظل ذي ثلاثة فروع، لا يهييء لكم ظلاًّ ولا يحميكم من الحر. |
وصف تمثيلي لنِعَم الجنة |
لقد بيَّن الله هنا بصراحة أن الجنة يمكن أن تفهموها - على سبيل التمثيل - أن فيها أنهارًا لا حد لها من تلك النعم. ففيها أنهارٌ ظاهرة من ماء الحياة الروحاني الذي كان العارف يشربه في الدنيا شرباً روحانيًا؛ وأنهار ظاهرة من اللبن الروحاني الذي كان يتغذى به كالطفل الرضيع في الدنيا غذاء روحانيا؛ وأنهارٌ من خمر المحبة الإلهية التي كان بسببها في نشوة روحانية دائمة في الدنيا.. يراها يومئذ ماثلةً أمامه رأيَ العين؛ وأنهارٌ ظاهرة محسوسة من عسل الحلاوة الإيمانية الذي كان يدخل في فمه بصورة روحانية في الدنيا. وسوف يكتشف كل واحد من أهل الجنة مستوى حالته الروحانية عن طريق أنهاره وبساتينه. وأيضا سوف يَبرز الله تعالى لأهل الجنة من وراء الحجب. |
المعرفة الثالثة |
والمعرفة الثالثة هي أن سلسلة الارتقاء في عالم المعاد بدون نهاية، يقول الله تعالى: (التحريم: 9) فقوله عن الذين آمنوا أنهم لن ينفكوا يدعون ربهم أن يتم لهم نورهم.. إنما هو إشارة إلى ترقيات غير متناهية، بمعنى أنهم كلما استكملوا درجةً من درجات النور.. تراءت لهم درجةٌ أخرى منه، فيرون كمالهم الحاصل نقصًا بالنسبة إلى الكمال الثاني.. فيلتمسون من الله إحرازَ تلك الدرجة، فإذا أحرزوها.. تراءت لهم درجة ثالثة منه، فيعتبرون الكمالات الأولى ناقصة، ويطمعون في هذه الأخيرة. إن هذا النزوع المستمر للرقي يعبر عنه قولهم: "أتمِمْ". إذن فهكذا سوف تستمر حلقات من سلسلة غير متناهية من الارتقاء، ولن يصيبهم الانحطاط أبدا، كما أنهم لن يخرَجوا من جنتهم، بل سيقدمون يوما فيوما ولا يتراجعون. وأما قولهم "واغفرنا" فينشأ عنه سؤال: ما داموا قد دخلوا الجنة.. فهل لم يغفرِ الله لهم؟ وما داموا قد غُفر لهم.. فما الحاجة إلى الاستغفار بعد ذلك؟ فالجواب أن المغفرة معناها في الأصل سَتر الحالات الناقصة غير الملائمة.. وتغطيتها. فالمراد أن أصحاب الجنَّة سيطمعون أن ينالوا الكمال التام، وأن يغرقوا كلّيةً في النور. إنهم باستمرار يجدون حالتهم الأولى ناقصةً عند رؤيتهم الدرجة التالية من الكمال، فيودون تغطية حالتهم الأولى. ثم إذا رأوا درجة الكمال الثالثة تمنّوا تغطية حالتهم الثانية.. أي أن تُستر حالتهم الناقصة تلك وتُخفى. وهكذا سوف يظل أصحاب الجنَّة يتمنون المغفرة غير المتناهية بعد كل مرحلة. إن كلمة الاستغفار أو الغفران هي نفس الكلمة التي يطعن بها بعض الجاهلين في نبينا (. ولعلكم - أيها المستمعون الكرام - قد أدركتم مما سلف أن الرغبة في الاستغفار إنما هي مفخرة للإنسان. فمن كان مولودًا من بطن امرأة.. ومع ذلك لا يتخذ الاستغفارَ ديْدنًا في كل حال.. فهو دودة وليس إنسانا، وأعمى وليس بصيرا، ونجسٌ غير طيب. فخلاصة القول إن الجنة والجحيم، بحسب تعليم القرآن الكريم، ليستا شيئًا ماديًّا جديدًا يأتي من الخارج.. وإنما هما في الحقيقة آثار الحياة البشرية وظلالُها. إنه لحق أن كل واحدة منهما ستتمثل عندئذ مجسمة.. ولكنها لا تكون في الحقيقة إلا آثار الحالات الروحانية وأظلالها. إننا لا نؤمن بجنة هي عبارة عن أشجار مغروسة غرسًا ظاهريًّا، ولا نؤمن بجحيم فيها أحجار من كبريت مادي، بل الجنة والجحيم - طبقًا للعقيدة الإسلامية - إنما هما انعكاسات للأعمال التي يعملها الإنسان في الحياة الدنيا. |
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8