loader
 

الخلافة الراشدة الأولى

الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه

اسمه : عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي
كنيته: أبو بكر الصديق
أمه : أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمي

أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال ,وأول الخلفاء الراشدين. سمي بالصديق لأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الإسراء, وقيل لأنه كان يصدق النبي في كل خبر يأتيه من السماء. كان يدعى بالعتيق; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار. كما قيل أنه سمي بالعتيق بسبب جمال وجهه. كان سيدا من سادات قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية.
وقف في العصر النبوي مواقف عظيمة حيث شهد الحروب والغزوات واحتمل الشدائد وبذل الأموال, وكان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة وإليه عهد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بالناس حين اشتد به المرض. بويع بالخلافة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنة 11 للهجرة. حارب المرتدين وأقام دعائم الإسلام. افتتحت في أيامه بلاد الشام وقسم كبير من العراق. توفي ليلة الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة, وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف.
 

الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه

اسمه : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي
كنيته: أبو حفص , ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق
أمه : حنتمة بنت هشام بن المغيرة المخزومية, وهي أخت أبي جهل عمرو بن هشام

ثاني الخلفاء الراشدين, وأول من لقب بأمير المؤمنين. كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم, وكانت له السفارة فيهم, ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره. أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات وشهد الوقائع مع النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في عدة سرايا. بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر الصديق وبعهد منه, بعد استشارة الناس فيه فوافقوه. ولاه أبو بكر القضاء في عهده فكان أول قاض في الإسلام, ولم يأته مدة ولايته القضاء متخاصمان; لأن طلاوة الإيمان وأخوّة الإسلام كانت تمنع الناس من التخاصم, فإذا اختلفوا استفتوا ونزلوا عند إفتاء من يفتيهم من الصحابة.  

أول من بدأ التأريخ بسنة الهجرة النبوية, وأول من دون الدواوين في الإسلام, جعلها على الطريقة الفارسية, لإحصاء الأعطيات وتوزيع المرتبات لأصحابها حسب سابقتهم في الإسلام. اتخذ بيت مال للمسلمين, وكانت الدراهم على أيامه على نقش الكسروية , فزاد فيها (الحمد لله) وفي بعضها زاد (لا إله إلا الله) وفي بعضها (محمد رسول الله).

اتخذ دارا للدقيق وجعل فيها الدقيق والتمر والسويق والزبيب وما يحتاج إليه, يعين به المنقطع, وكان يخرج إذا صلى العشاء فيطوف بدرته على من في المسجد, فينظر إليهم ويعرف وجوههم ويسألهم هل أصابوا عشاء, وإلا خرج فعشاهم. كان له عيون يتقصى بها أحوال الجيش وأحوال عماله في الأمصار, وكان إذا أتاه وفد من مصر من الأمصار سألهم عن حالهم وأسعارهم وعمن يعرف من أهل البلاد وعن أميرهم, وهل يدخل عليه الضعيف وهل يعود المريض, فإن قالوا نعم, حمد الله, وإن قالوا: لا, كتب إليه: أقبل.

انتصب في مدة خلافته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام. أنشأ سبلا بين مكة والمدينة ووفر بذلك على السالكين حمل الماء. اغتاله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة بن شعبة في صبيحة يوم الأربعاء 25 ذو الحجة وهو يؤم الناس في صلاة الفجر, فمات ودفن إلى جانب أبي بكر في الروضة الشريفة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر. قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر، توفي عن ثلاث وستين من العمر.
 

الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه

اسمه: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي القرشي
كنيته: أبو عبد الله وأبو عمرو، ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بذي النورين
أمه: أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس

من كبار رجال الإسلام الذين اعتز بهم عند ظهوره. ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل. كان غنيا, شريفا في الجاهلية, ومن أعظم أعماله تجهيزه جيش العسرة في السنة التاسعة للهجرة الذي غزا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم تبوك. تولى الخلافة بعد اغتيال عمر بن الخطاب فهو ثالث الخلفاء الراشدين, وتم اختياره من ستة من الصحابة للخلافة اختارهم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما طعن ليختاروا خليفة منهم، وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة. وانتهى الأمر بعد ثلاثة أيام باختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه ومبايعة المسلمين له.

كان عهد عثمان عهد فتوحات ففي عهده فتحت أرمينية وأذربيجان وإفريقية وبدأ غزو الروم برا وبحرا, وفتحت جزيرة قبرص. يرجع إليه الفضل في إزالة الخلاف في قراءة القرآن بجمعه صحفه التي كانت محفوظة عند حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين, زوج النبي صلى الله عليه وسلم ونسخها في مصحف واحد بمعرفة زيد بن ثابت وآخرين من الصحابة الحافظين للقرآن, وأمر بإحراق ما سواه. حدثت فتنة في عصره جعلت بعض الثائرين من المصريين يحاصرونه في داره بسبب خديعة مجهولة لا يعلم من خلفها. حيث طلبوا إليه أن يتخلى عن الخلافة فلما أبى دخلوا عليه وقتلوه ونهبوا داره وعدلوا إلى بيت المال فأخذوا ما فيه. وبمقتل عثمان انعطفت مسيرة التاريخ الإسلامي إلى عهد بدأت فيه الفتن ونشبت فيه الثورات. قتل عثمان رضي الله عنه في شهر ذي الحجة في يوم جمعة, بعد حصار دام شهرين, وكان عمره 82 عاما.
 

الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه

اسمه:علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي
كنيته: أبو الحسن
أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية

أمير المؤمنين, رابع الخلفاء الراشدين, وأول الفتيان إسلاما. ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والفصحاء والعلماء بالقضاء والإفتاء. كان اللواء في يده في أكثر المشاهد، ولم يتخلف في مشهد من المشاهد إلا في غزوة تبوك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. اختاره عمر بن الخطاب بعد طعنه بين الستة من أصحاب الشورى ليخلفه واحد منهم وهم: علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص.

بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة 35هـ, فقام أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم, وتوقى علي الفتنة, فتريث فغضبت عائشة أم المؤمنين, وقام معها جمع كبير في مقدمتهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وقاتلوا عليا ,فكانت وقعة الجمل سنة 36هـ, وظفر علي على مقاتليه بعد أن بلغ عدد القتلى في الفريقين عشرة آلاف, ثم كانت وقعة صفين سنة 37هـ وخلاصة خبرها أن عليا عزل معاوية بن أبي سفيان من ولاية الشام يوم ولي الخلافة, ولم يأخذ برأي من أشار عليه بالتريث, فعصاه معاوية فاقتتلا مئة وعشرة أيام.

ولما رأى معاوية أن النصر اقترب من علي أشار عليه عمرو بن العاص برفع المصاحف وطلب التحكيم, فحكّم علي أبا موسي الأشعري وحكّم معاوية عمرا بن العاص. وقد اجتمع الحكمان بأذرح من أعمال الكرك واتفقا سرا على خلع علي ومعاوية وعلى رد الأمر للمسلمين, يختارون من يشاؤون, وأعلن أبو موسى ذلك وخالفه عمرو فأقر معاوية وعزل عليا, فافترق المسلمون ثلاث فرق:

الأول بايع معاوية وهم أهل الشام والثاني حافظ على بيعته لعلي, والثالث اعتزلهما ونقم على علي رضاءه بالتحكيم, فقد أنكر هذا الفريق أن يحكم علي الرجال في حقه بالخلافة, فهو صاحب هذا الحق, وليس له أن يتنازل عنه ويحكم الرجال فيه, فهو حق لله لا يحل فيه التحكيم, وقد جادلهم علي وذكرهم أنهم هم الذين أرغموه على قبول التحكيم حين سئموا القتال, وكانت وقعة النهروان بينه وبينهم (سنة 38هـ) وفيها قضى على كثير منهم وتفرق من بقي حيا يدعون لمذهبهم الذي عرفوا به وهو ( الخوارج ) ,كما دعوا أيضا بالحرورية نسبة إلى ( حروراء ) التي تجمعوا فيها وأعلنوا فيها خروجهم على علي, وكان منهم جماعة من كبار الصحابة, ويسمون أيضا بالشراة لأنهم شروا أنفسهم وابتاعوا آخرتهم بدنياهم.

أقام علي بعد ذلك بالكوفة وجعلها دار الخلافة إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في مؤامرة يوم 17 رمضان سنة 40هـ, واختلف في مكان قبره, وكان عمره يوم قتل 63 سنة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر, وروى عنه بنوه الحسن والحسين ومحمد ( ابن الحنفية ) وروى عنه الصحابة وكثير من التابعين.
 


 

خطب الجمعة الأخيرة