الجماعة الإسلامية الأحمدية هي النشأة الثانية الموعودة للإسلام، والظهور الثاني الآخَر لجماعة المسلمين الملحقة بالأولين التي أنبأ عنها القرآن الكريم، وهي تلك الفرقة الناجية الموعودة التي أنبأ عنها النبي صلى الله عليه وسلم والمقدَّر ظهورها بعد مرحلة الفُرقة والاختلاف والضعف والفساد الذي سيصيب الأمة، وهي التي نشأت بها وفيها الخلافة الراشدة الثانية الموعودة على منهاج النبوة، وهي تلك الجماعة التي جاءت أنباء كثيفة ومتنوعة عن قيامها ووقت نشأتها وظروفها وأحوالها في القرآن الكريم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
هذه الجماعة هي الجماعة المنوط بها تكميل تبليغ رسالة الإسلام إلى العالم كله، والتي سيحقق الله تعالى بها ظهور الإسلام على الدين كله، ويُحقِّق على يديها وعود النصرة، ويعيد بها الإسلام والمسلمين إلى الأمن والسلم والمجد والسؤدد، ويرسي بها أركان السلام العالمي.
فالجماعة الإسلامية الأحمدية ليست حركة دينية قامت على اجتهادٍ نتيجة ظرف معين، وليست مذهبا فكريا قام ردا على مذاهب أخرى، وليست جماعة سياسية بلباسٍ ديني تطمح لتحقيق مصالحها الإقليمية أو العالمية، بل هي جماعة المؤمنين الأخيرة الموعودة التي نشأت بأمر الله تعالى وبدأت بها النشأة الثانية للإسلام، والتي تحمل على كاهلها عبء نشر الدعوة الإسلامية الحقَّة ورسالة الإسلام السامية، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل إظهار صدق الإسلام وصدق النبي صلى الله عليه وسلم وإعلاء كلمة الإسلام ونشْر رسالته السمحة، وتعمل على تربية المؤمنين وتعليمهم الكتاب والحكمة والإسلام الحقيقي الأصيل، وتعمل على تجديد إيمانهم برؤية آيات النصرة والتأييد الإلهي - بعد أن انحرف المسلمون عقديا وعمليا، وأصبح الإسلام جسدا بلا روح، وقشرا بلا لبٍّ، وبعد أن تفرق المسلمون واختلفوا وفشلوا وذهبت ريحهم بسبب فسادهم وفساد زعامتهم، مما أدى إلى وقوعهم تحت طائلة غضب الله تعالى وعقابه.
كذلك هي تلك الجماعة التي تُعَدُّ تجليًّا وتجسيدا جديدا للإسلام الحقيقي وللرحمة المهداة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة للعالمين. فغايتها رفع المعاناة والآلام عن البشرية المعذَّبة، وهداية البشر كافة إلى ما فيه الخير لهم وللعالم أجمع، وذلك بالتأكيد على أن الأمن والسلام لن يتحقق في العالم إلا إذا رضيت البشرية بالله تعالى ربًّا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وبالتأكيد على أن إنكار الله تعالى أو اتِّباع الآلهة الباطلة المتنوعة والمذاهب والأديان الفاسدة إنما يقود البشرية إلى الهلاك والدمار وإلى الكوارث المحققة التي شهد العالم نموذجا لها من قبل، وأن العالم إذا أعرض عن رسالة الإسلام فإنه يقود نفسه إلى الفناء عاجلا أو آجلا.
للتعرف إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، وللاطلاع على النبوءات التي تحققت بقيامها، اقرأ هذا الكتاب الموجز: