loader
 

أهمية الجلسة السنوية: مقاصدها وأغراضها وبركاتها

بقلم:ابن داؤد الدَّرْعَمِيّ (الداعية الإسلامي الأحمدي)

في عام 1882م، تلقى سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام إلهامًا عظيمًا يحمل في طياته بشارة مستقبل مشرق: " يأتيك مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ، يأتون مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ ". لم تكن هذه الكلمات مجرد وعد سماوي، بل كانت خريطة طريق لتحول جذري سيشهده العالم الإسلامي.

قبل عامين من هذا الإلهام، في عام 1880م، انبثق من بلدة قاديان المغمورة نبع في شكل كتاب "البراهين الأحمدية" الذي سرعان ما تحوّل إلى نهر عظيم من المعرفة والإيمان. كانت كتب وإعلانات حضرة سلطان القلم هي التي فجرت ذلك النبع الدفاق من الحكمة، وكانت الخطب الربانية والمجالس الروحانية لتلك الروح النقية هي التي أحدثت تحولات جذرية في القلوب وجلبت الإيمان من أعلى السماوات.

شرح سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هذا الوحي" يأتيك مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ، يأتون مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ " قائلاً: "سيأتيك ذلك النصر مِن كل طريق بعيد يصبح عميقًا من كثرة القادمين إليك. سيأتيك الناس بكثرة حتى تصبح الطرق التي يأتون عبْرَها عميقة محفرة". (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 77)

 

وقد اقترن بهذا الإلهام إلهامان آخران في نفس العام، ، فقد ذكرهما سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في كتابه "السراج المنير: "... ولا تصعِّرْ لخلق الله، ولا تسأَمْ من الناس"... "ووسِّع مكانك". يوضح حضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هذه الإلهامات قائلا: "فقد صرَّح في هذه النبوءة بجلاء أنه سيأتي عليك زمان يزدحم عندك الزُوّار، حتى سوف يصعب على كل واحد منهم أن يقابلك، فلا تملّ حينها ولا تتعبْ من مقابلات الناس. سبحان الله ما أعظم شأنَ هذه النبوءة! وقد صدرت قبل 17 عاما من اليوم في زمن كان يحضر مجلسي ربما رجلان أو ثلاثة وذلك أيضا نادرا، فكم يترشح منه علم الغيب الإلهي!"(السراج المنير، الخزائن الروحانية، ج 12، ص 73)

 

ولإعطاء هذا الجهد الطوعي شكلاً جماعياً ومنظماً، وضع سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أساس الجلسة السنوية في عام 1891م بهدف تعليم وتدريب الجماعة الأحمدية، والدعوة إلى الله، وتحقيق أهداف دينية أخرى.

 

*أهمية الجلسة السنوية وبداياتها من الإشارات الإلهية:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "إن الجلسة السنوية آية من آيات الله تعالى، ووسيلة من وسائل الترقي التي قدرها الله عز وجل لجماعتنا. والدليل على ذلك أن معظم الأصدقاء من غير الأحمديين الذين يحضرون الجلسة يعودون بعد أن يكونوا قد بايعوا. وهذا يدل على أن الجلسة تحمل في طياتها من البركات ما يجعل من يشهدها لا يسعه إلا أن يتأثر بها."(تعريب خطبات محمود المجلد الثاني عشر صفحة 195)

 

"لقد أخبرنا حضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام مسبقاً عن جلستنا السنوية أنَّ الناس سيتوافدون على قاديان في هذه المناسبة بأعداد غفيرة للأغراض الدينية، وأن هذا الحشد العظيم الذي لا يجتمع إلا في سبيل الدين سيكسب أرض قاديان اسم 'الأرض الحرام'." (تعريب خطبات محمود المجلد التاسع صفحة 391)

 

حضور الجلسة ليس بالأمر العادي:

يقول حضرة المسيح الموعود عليه السلام:

 "لا تحسبوا هذا الاجتماع كالاجتماعات العادية، إنما هو أمر قد أُسِّسَ على محضِ تأييد الحق وإعلاء كلمة الإسلام. إن الله تعالى بيده قد وضع اللبنة الأساسية لهذه الجماعة، وأعدَّ لها أقوامًا سوف تنضم إليها قريبا، لأنه فعل ذلك القادر الذي لا شيء مستحيل عنده." (مجموعة الإعلانات المجلد الأول صفحة 341)

*ويقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "لا يظننَّ أحدكم أن المجيء إلى هنا أمر عادي، وأن هذا المجلس كسائر مجالس الدنيا العادية، لأن من يعتقد هذا الاعتقاد لا يؤمن بوعود الله تعالى، ولا يمكن أن يكون مؤمناً من لا يوقن بأننا نجتمع هنا لنشيّد أرضاً جديدة وسماءً جديدة. اعلموا أنكم البذرة التي ستنبت منها شجرة عظيمة الشأن يستظل بظلالها العالم كله، وقلوبكم هي الأرض التي ستنبت منها غراس مغفرة الله تعالى. فإنْ كان العالم لا يبصر هذا الأمر فهو أعمى، وإن كان لا يسمع وعود الله فهو أصم. لكنكم سمعتم وعود الله تعالى ورأيتموها تتحقق. كل فرد منكم بايع مسيح الله، سواء بايعه مباشرة أم عن طريق الخلفاء، فهو آدم الذي ستتسلسل منه الأجيال الجديدة. أنتم أرض الله المختارة التي  سينهمر عليها غيث رحمته. سيجعلكم الله تعالى الشجرة التي يجلس إليها كل سعيد، ومن يهجرها فلن ينال الراحة لا في الدنيا ولا في الآخرة."  (تعريب أنوار العلوم المجلد الثاني عشر صفحة 548)

 

*آيةٌ من آيات الله تعالى:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "إن هذه الجلسة، كما بيّنت مراراً من قبل، لَمِن آيات الله تعالى. فقاديان هي ذلك المكان الذي لم يكن يوماً ما يولّي إليه أحدٌ وجهه. وكان من الناس مَن إذا سمعوا باسم قاديان وحضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، انطلقوا من أقاصي البلدان شوقاً للوصول إلى قاديان، غير أنهم كانوا إذا بلغوا بتالة أو أمريتسار عادوا أدراجهم، لأنهم أُخبروا بأن في قاديان فتنة دجالية عظيمة. وما زال في جماعتنا اليوم أناسٌ يعضّون أصابع النَّدم على أنهم لم يأتوا إلى قاديان في عهد حضرة المسيح الموعود عليه السلام، إذ رجعوا من بتالة أو أمريتسار لمجرد أن الأعداء قالوا لهم أقوالاً حملتهم على عدم الرغبة في المجيء إلى قاديان. ولو أنهم وصلوا في ذلك الوقت لَدخلوا في زمرة الصحابة. وقد أَدخلهم الله تعالى فيما بعد في الأحمدية نظراً لإخلاصهم، لكنهم حُرموا شرف الصُحبة...

فهذه أيضاً آية تتجلى في أيام الجلسة، إذ يجتمع الناس هنا بأعداد غفيرة لم يكن يُتصوَّر قط أن تكون. وتظهر هذه الآية أيضا أن أولئك الذين كانوا يُعتبرون جَهَلة، يشربون من هذا المعين بشوق لا يستطيع حتى العطاشى من الأمم الأخرى أن يجدوه.

لقد جعل الله تعالى سكان قاديان وسيلة لحفظ هذه الدار التي يجمع الناس إليها ويأتي بهم هنا من أجل بركتها. لذا أنصح إخوة الجماعة هنا بأن يستعدوا لهذا اليوم القادم. فلْيقدم أصحاب المنازل بيوتهم للضيوف، وليقدموا أيضاً أجسادهم وأوقاتهم للخدمة. وأنصح المنظمين بأن يدرّبوا العاملين قبل العمل، كما قلت مراراً." (تعريب خطبات محمود المجلد 12 ص 509-513)

 

*الآية العظيمة لصدق حضرة المسيح الموعود عليه السلام:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "إن الجلسة السنوية أيضاً آية عظيمة تتجلى لنا كل عام انظروا كيف تنهض جماعة الله الصالحة وتنجح، وكيف يخيب أعداؤها ويخذلون. ولا شك أن في قاديان جلسة في كل وقت، وأن الناس يأتون ويذهبون في كل حين. ثم إن هنا أناساً من الهند، ومن البنجاب، ومن أفغانستان، ومن البنغال، ومن أوروبا، ومن العرب وغيرهم يعيشون، وهم برهان على صدقنا. لكن الاجتماع السنوي يحقق نتائج أخرى كثيرة غير هذا، وهي أن مَن يقوم لله لا يسلمه الله للضياع." (تعريب خطبات محمود المجلد 4 ص 540)

 

*الحث على حضور الجلسة:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "إنني من جهة أوجه انتباه أحباب الجماعة وصُحف الجماعة إلى أن يحثوا الناس على حضور الجلسة ليأتي أكبر عدد ممكن، ويصيروا بعملهم وارثين لفضل الله، حتى يُظهر الله تعالى أن أهل العداوة والبغضاء لا يستطيعون الإضرار بالسلسلة. والأمر الثاني الذي أريد قوله هو أنه كلما ازداد عدد الحاضرين إلى الجلسة ازدادت النفقات. لذا أوجه انتباه أهل قاديان والذين هم خارجها إلى ترتيب نفقات مَن يأتون إلى الجلسة. إن وعد الله تعالى لحضرة المسيح الموعود عليه السلام هو: {يَأْتِيكَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} و{يَأْتُونَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} أي: ستأتيك الهدايا من كل مكان بعيد، وسيأتي إليك الناس من كل مكان بعيد. لقد جعل الله تعالى القادمين في النهاية. وكان حضرة المسيح الموعود عليه السلام يقول في هذا الشأن: إن هذا الترتيب وُضع هكذا لأن إعداد الأسباب للضيف يجب أن يكون مقدماً على مجيئه." (تعريب خطبات محمود المجلد 11 ص 248)

 

*ضيوف الله:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "فانهمكوا في إكرام الضيوف الذين قَدموا إليكم. فلا يقولن أحد إن هؤلاء ليسوا ضيوفي، فما الحاجة إلى خدمتهم؟ بل ينبغي أن يتذكر أن هؤلاء إنما هم ضيوف الله تعالى، وأنتم عباده، أفليس من واجب العبد أن يتولى رعاية ضيوف سيده؟ بلى، ذلك واجب محتم. فهؤلاء الضيوف قد أتوا إلى بيت الله وبدعوة الله ذاته، لأن صوت المأمور من الله إنما هو صوت الله عز وجل. فتولوا رعايتهم والعناية بهم. وإن أصابكم من أحدهم أذى فاصبروا عليه واحتملوه، ولا تخطر ببالكم فكرة الإساءة إلى أحد منهم. فمن أساء إلى الضيف فإنما أساء إلى نفسه، لأن الضيف شرف له وعزة. فأي أحمق ذاك الذي يهدم شرفه بيده، أو يجز عنقه بيده؟ فاستغرقوا في إكرام الضيوف وحُسن ضيافتهم من كل وجه." (تعريب خطبات محمود المجلد 4 ص 257-258)

 

آثروا الآخرين على أنفسكم:

قال سيدنا أحمد عليه السلام:

"الحق والحق أقول: لا يؤمن أحدكم ما لم يؤْثر راحة أخيه على راحة نفسه قدر الاستطاعة. إذا كان أخ لي ينام على الأرض على ضعفه ومرضه وأنا أستأثر بالسرير لكي لا يستلقي هو عليه مع أنني أرفل في ثوب العافية والصحة فحالتي مؤسفة جدا. إذا لم أنهض ولم أقدم له سريري بدافع الحب والمواساة، ولم أوثر لنفسي الأرض فراشا، فحالتي تبعث على الرثاء. وإذا كان أخي مريضا ويعاني من الآلام، وبقيت نائماً نوما هانئا، ولم أبذل جهدي لتوفير الراحة والسلوان له فحالتي مؤسفة وإن أحد من إخواني في الدين شدد علي في الكلام مدفوعا بثوائره النفسية، ورددت عليه بالمثل متعمدا، فعلى حالتي الأسف. كلا، بل يجب أن أصبر على كلامه القاسي وأدعو له في صلواتي بكل تضرع وابتهال لأنه أخي وهو مريض روحانيا. وإذا كان أخي مغفلا أو جاهلا، أو أخطأ بسبب سذاجته، فلا يليق بي أن أستهزئ به أو أحتدم مقطِّبا، أو ألتمس عيوبه بسوء النية، لأن هذه كلها سبل الهلاك. لا يؤمن أحدكم إيمانا حقيقيا ما لم يكن قلبه ليِّناً، وما لم يعتبر نفسه أحقر من الجميع، وما لم يزل عنه كل نوع من الشعور بالمشيخة والكبرياء. كُون المرءِ خادمَ القوم دليل على أنه مخدوم القوم، والرفقُ في الكلام مع الفقراء والمساكين والتواضع معهم علامةٌ على أنه مقبول في حضرة الله تعالى، ودفع السيئة بالتي هي أحسن من علامات السعادة، وكظم الغيظ وتجرُّعُ مرارة الكلام شجاعة كبيرةٌ." (شهادة القرآن ص409-410)

 

"عقد الجلسة يتوقف على صحة النية وجني ثمار حسنة":

قال سيدنا أحمد عليه السلام:

"مع أن قلبي يتوق إلى أن يأتي المبايعون لوجه الله ويمكثوا في صحبتي ويعودوا بعد أن يُحدثوا في أنفسهم تغييرا طيبا لأن الموت يمكن أن يصيب المرء فجأة. وإن رؤيتي تنفع المبايعين ولكن لا يراني على وجه الحقيقة إلا الذي يبحث عن الدين بالصبر ولا يبتغي إلا الدين فقط. فإن في مجيء مثل هؤلاء من أصحاب النيات الطيبة خيرا دائما، ولا يتوقف مجيؤهم على الجلسة فقط بل يمكنهم أن يناقشوا الأمور بمناسبات الفراغ الأخرى أيضا. وإن هذه الجلسة ليست من قبيل الاحتفالات الدنيوية وليس ضروريا عقدها بالتزام دون مبرر، بل عقدها يتوقف على صحة النية وعلى ثمار حسنة، ولا فائدة منها دون ذلك. وما لم يتحقق ذلك، وما لم تشهد التجربة على أن هذه الفائدة الدينية حاصلة منها، وهذا هو تأثيرها على سلوك الناس وأخلاقهم فإن عقدها- بعد العلم بأنها لا تؤدي إلى نتائج طيبة - ليس عبثا فقط بل معصية وضلال وبدعة شنيعة. لا أريد قطعا أن أجمع الذين بايعوني مثلما يفعل بعض أصحاب الزوايا المعاصرون بُغية إظهار شوكتهم الظاهرية، بل الغاية المتوخاة التي أسعى إلى تحقيقها هي إصلاح الخلق. وإن لم يتحقق الإصلاح من خلال أمر أو نشاط ما بل كان مدعاة للفساد فإنني أعادي ذلك النشاط أكثر من أي شخص آخر على الإطلاق." (شهادة القرآن، ص 408)

 

التخلق بالأخلاق الحسنة:

قال سيدنا أحمد عليه السلام:

"الغرض والهدف الحقيقي من هذه الجلسة هو أن يُحدِث أبناءُ جماعتنا في نفوسهم باللقاءات المتكررة - بوجه من الوجوه - تغييرا حتى تميل قلوبهم إلى الآخرة ميلا كاملا، وتنشأ فيها خشية الله تعالى، وأن يكونوا أسوة حسنة للآخرين في الزهد والتقوى وخشية الله والورع ورقة القلب، والحب المتبادل والأخوّة، وأن ينشأ فيهم التواضع والانكسار والصدق، وليتحمسوا للمهمات الدينية." )شهادة القرآن، ص 407)

 

الترقي في الحقائق والمعرفة:

قال سيدنا أحمد عليه السلام:

"سوف نعمل أثناء هذا الاجتماع على بيان الحقائق والمعارف التي هي ضرورية للزيادة في الإيمان واليقين والمعرفة. سوف ندعو بتركيز خاص قدر المستطاع في حضرة الله أرحم الراحمين أن يجذبهم إليه ويتقبلهم ويُحدث فيهم تغيرا طيبا. وثمة فائدة مؤقتة لهذه الجلسات بتعرف جميع الإخوة المنضمين حديثاً للجماعة بشكل سنوي على إخوتهم القدامى حين حضورهم في الموعد المحدد، فتزداد بينهم علاقة الود والتعارف وتزدهر. كما سندعو في هذه الجلسة لإخواننا الذين غادروا هذه الدار الفانية في هذه الفترة، سوف نعمل - في حضرة الله جل شأنه- على توحيد الإخوة من الناحية الروحانية، ورفع الجفاء والغُربة والنفاق من بينهم. وتكون هناك فوائد ومنافع روحية أخرى من هذا الاجتماع الروحاني، وستظهر للعيان بين حين وآخر بإذن الله القدير." (الحكم السماوي، ص 66)

 

*"إن من أعظم أغراض الجلسة أن تُتاح لكل مخلص فرصة الاستفادة الدينية باللقاء المباشر، وأن تتسع معارفهم، ويترقى عرفانهم بفضل الله تعالى وتوفيقه. ثم إن من الفوائد التابعة لذلك أن هذا اللقاء سيزيد من تعارف جميع الإخوة، وستترسخ روابط الأخوّة في هذه الجماعة. وفضلاً عن ذلك، فإن من ضرورات الجلسة أن تُقدّم التدابير الحسنة للتعاطف الديني مع أوروبا وأمريكا، إذ بات أمراً ثابتاً أن النفوس السعيدة في أوروبا وأمريكا تستعد لقبول الإسلام، وهي من تفرق المذاهب الإسلامية في وجل وهلع شديد...

فاعلموا يا إخوتي يقيناً أن هذه الجماعة إنما تعدّ لأجلنا. فالله تعالى لا يترك صادقاً بلا جماعة. وإن شاء الله القدير، فإن بركة الصدق ستجذبهم جميعاً إلى هذا السبيل. لقد أراد الله تعالى ذلك في السماء، وما من أحد يستطيع تغيير ما أراد. فلزم على كل راغب ممن يملك زاد الطريق أن يتشرف بالحضور إلى هذه الجلسة المشتملة على مصالح مباركة عديدة." (تعريب مجموعة الإعلانات المجلد الأول صفحة 340-341)

 

"هذه الجلسات تُعقد في العالم من أجل النصيحة والتذكير":

قال أمير المؤمنين سيدنا ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز:

"فهذه الجلسات تُعقد في العالم من أجل النصيحة والتذكير أيضا، إنها تعقد للإخبار بأنه ينبغي تذكر عهد البيعة على الدوام بعد الانضمام إلى جماعة إمام الزمان، فإذا كان شيء من الضعف والقصور قد طرأ بسبب المشاغل الدنيوية، فعليكم أن تلتفتوا الآن إلى أوضاعكم الدينية بالاستماع إلى المواعظ والنصائح في الخطب العلمية والتربوية. وينبغي أن يسعى بعضكم لجذب حسنات الآخر بالجلوس معا في مكان واحد وإزالة السيئات. تذكروا على الدوام أنه ينبغي أن لا تلتفتوا إلى أموركم الشخصية أثناء برامج الجلسة، بل يجب أن تستفيدوا من جميع البرامج وتنشغلوا في الذكر الإلهي أثناء البرامج المختلفة وبعدها أيضا. يجب أن يكون حضور الجلسة بنيّة تجديد عهد البيعة بقضاء يومين أو ثلاثة أيام في المحيط الروحاني، لكي يتقوى إيمانكم أكثر فأكثر بانتظام، ولكي تتقدموا على دروب التقوى ولنيل هذا الهدف يجب أن تضعوا نصب أعينكم دوما ما قاله المسيح الموعود عليه السلام: "فليتضح لجميع المخلصين الداخلين في بيعة هذا العبد الضعيف أن الهدف الحقيقي من البيعة هو أن يفتر حب الدنيا ويستولي على القلوب حب الله على وحب الرسول الأكرم ، وتتيسر لهم حالة من الانقطاع عن الدنيا حتى لا يعود السفر إلى الآخرة مكروها لديهم. (آسماني فيصله الحكم السماوي)، الخزائن الروحانية، ج ٤ ، ص ٣٥١"

(خطبة الجمعة لسيدنا أمير المؤمنين سيدنا ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز يوم 18.05.2012)

 

"ليكون اهتمامهم بالآخرة أكثر من هذه الدنيا "

قال أمير المؤمنين سيدنا ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز في الجلسة السنوية للجماعة الإسلامية الأحمدية في الولايات المتحدة الأميركية:

"هذه الجلسات التي يعقدها أبناء الجماعة في كل بلد تابعة للجلسة التي أسسها سيدنا المسيح الموعود عليه السلام التي استهدف منها أن يجعل أفراد الجماعة ورثة للبركات الحقيقية التي تتسبب في تحسن دنياهم وعقباهم، والتي ينبغي أن يستمروا في اكتسابها بجعلها جزءا من حياتهم. واعلموا أن هذه البركات لا تنال إلا بالتقوى الحقيقية. ولقد توقع سيدنا المسيح الموعود عليه السلام من كل مشارك في الجلسة أن ينال هذه المعايير وأبدى براءة شديدة من الذين لا يهتمون بهذه المعايير. فإذا كانت هذه الجلسة تأتي ببركات كثيرة ففي الوقت نفسه هي مقام خوف كبير أيضا للأحمدي الصادق؛ إذ إن الله هيأ له فرصة لإصلاح نفسه وإزالة ضعفه بالحضور مرة واحدة في السنة في بيئة معينة، وصقل إيمانه وإيقانه وتقوية روحانيته من جديد، لكنه لم يسع للانتفاع منها بأداء حقه كما يجب. وإذا كان قد سعى لها جاهدا فلم يقدر على المحافظة على سعيه بالمستوى نفسه في المستقبل. فإذا حصل للأحمدي إدراك حقيقي لبركات الجلسة وفيوضها، وسعى لذلك ثم جمع هذه البركات والتغييرات الطاهرة بحضور الجلسة كل سنة فسوف نرى محطات جديدة للتقدم على درب التقوى كل عام. ومحطات التقدم هذه سوف تمكننا من الوصول إلى حيث كان سيدنا المسيح الموعود عليه السلام يريد أن يرانا فيه. فنحن بحاجة ماسة إلى الاعتناء بأمنية سيدنا المسيح الموعود عليه السلام القلبية بحق المشاركين في الجلسة، ونحن بحاجة إلى السعي لنيل ذلك الهدف الذي كان في قلبه من عقد هذه الجلسات السنوية، والذي أعرب عنه في قوله "... ليكون اهتمامهم بالآخرة أكثر من هذه الدنيا ".

(خطبة الجمعة لسيدنا أمير المؤمنين سيدنا ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز يوم 29.06.2012)

 

 

*ذكر الله في أيام الجلسة:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "إنني أوصي الأحباب أن يكثروا من الانشغال بذكر الله في هذه الأيام، وأن يداوموا على الدعاء، فإن دعوتم لنجاح مبلغي جماعتنا فعسى أن تتمخّض عن ذلك ثمرةٌ نافعةٌ جليلة. فأنتم حيث تدعون لأنفسكم، فلِمَ لا تدعون للمبلغين؟ ادعوا لهم حتماً، واعلموا أنكم إذا دعوتم لهم فإن ذلك سيكون لأنفسكم أيضاً، لأن الله تعالى سيقول: إذا كان هؤلاء يدعون لعبادي الذين خرجوا في سبيلي، فإني أتمم أعمالهم. كان الله معكم. آمين." (تعريب أنوار العلوم،المجلد 4،ص 526)

 

*عدم إضاعة الوقت الثمين:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: " أرى من اللّازم أن أُبيِّن جُملة أمور قبل الشّروع في صُلب خطابي. أولاً: إني أريد أن ألوم أولئك الأحباب الذين يأتون إلى هنا ثم يضيّعون وقتهم خلال هذه الجلسة، ولا يشاركون مشاركة كاملة في الاستماع إلى الخطابات. لقد رأيت بالأمس في الجزء الأخير من خطابي أن قرابة ألفي صديق نهضوا من قاعة الجلسة حوالي الساعة الخامسة والنصف، ولم يوفقوا للعودة حتى السابعة والنصف، وهذا أمر مؤسف للغاية.

لا شك أن الجلوس لمدة طويلة أمر شاق، وأن الإنسان يمل من الجلوس طويلاً، لكن لا شك أيضاً أن التحدث لمدة طويلة أشق من ذلك بكثير. فإذا كان إنسان - مع كونه ضعيف الصحة جداً، ومع إصابة العضو الذي عليه مدار العمل- يستطيع أن يتحدث ست ساعات متواصلة، فلا يمكنني أن أقبل البتة أن إنساناً آخر لا يملك القدرة على الاستماع أكثر من ذلك."        (تعريب أنوار العلوم،المجلد 9،ص 440)

 

 

*أدعية للمسافرين القادمين إلى الجلسة:

يقول حضرة المسيح الموعود عليه السلام:

"كان الله عز وجل مع الإخوة الذين يتحملون عناء السفر لهذا الاجتماع المنعقد خالصا لله تعالى، وجزاهم خير الجزاء ورحِمَهم، وسهَّل عليهم مشاكلهم وحالة قلقهم، وأزال همومهم وغمومهم. ونجاهم من كل مصيبة، وفتحَ عليهم سُبُلا لتحقيق مُناهم، وحشَرهم يوم القيامة مع عباده الذين تغمرهم رحمته وفضله، وكان خليفتهم من ورائهم إلى نهاية سفرهم." ( آمين ) (مجموعة الإعلانات المجلد الأول صفحة 341)

 

*نصائح للعائدين من الجلسة:

يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه: "إنّي أنصح الأحبة الذين سيعودون من الجلسة أن يحفظوا ما سمعوه هاهنا من الكلام النافع كما تُحفَظ الكنوز الثمينة. وإذا رجعوا إلى ديارهم فليُسمِعوا أعزّاءهم وأقاربهم وأصدقاءهم وأهل محلّتهم ومدينتهم، لأنّ خير الهدايا كلماتُ الحق. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَةُ الحِكْمَةِ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ، أَخَذَهَا حَيْثُ وَجَدَهَا". فخير هديةٍ تستطيعون أن تحملوها من هاهنا هي هذه الكلمات النافعة التي تُفيدكم وتُفيد الأقربين إليكم. بها ستزداد علومكم وعلوم الآخرين، وسيحصل الترقّي في الروحانية. وحين تُسمِعون الآخرين ستنالون أنتم أيضاً النفع، لأنّ الكلام بإسماعه للغير يُحفَظ أحسن من مجرّد سماعه.

والأمر الثاني: أن تُكثِروا من الدعاء في السفر عند العودة، وخاصّةً أن تداوموا على الدعاء للجماعة."

(تعريب خطبات محمود المجلد 7 ص 434)

كلمات ختامية:

ما بين أول جلسة سنوية عقدها سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بحضور خمسة وسبعين أحمديا، وبين عشرات الجلسات اليوم التي تنعقد تحت ظل الخلافة في عديد من دول العالم، ويحضرها عشرات آلاف الضيوف، يتجلى المعنى الحقيقي لنصرة الله تعالى وتأييداته للجماعة الأحمدية.

فإن النمو والتطور والازدهار علامة الحياة ، وعنوان الصدق والإخلاص ، لاسيما لو كان مقرونا بوحي إلهي ونبوءات ربانية تشير إلى تحقق تلك الأمور في وقت لم تكن الظروف أبدا مهيأة لذلك.

فلو قلنا اليوم إن الجلسة السنوية هي دليل من آلاف أدلة صدق سيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام لم نكن مبالغين.. فلتسمع الآذان ولتشهد العيون.

(تمّتْ بالخير)

  


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة