loader
 

تاريخ الأحمدية في الديار العربية

Orange Dot في زمن الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام
Orange Dot في زمن حضرة الخليفة الأول نور الدين رضي الله عنه
Orange Dot حضرة الخليفة الثاني وزيارته للبلاد العربيّة
Orange Dot جلال الدين شمس (رضي الله عنه)
Orange Dot أبو العطاء الجالندهري (رحمه الله)
Orange Dot مبلغون أخر إلى الديار العربية
Orange Dot النهاية...

في زمن الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

لم يهمل سيدنا أحمد عليه السلام العرب في توجيهاته بل دعاهم وخاطبهم بعبارات تفيض بالرقة والمحبة. وكان أول ما كتبه للعرب كتاب "التبليغ" الإعجازي، والسبب الذي أدى إلى تأليف هذا الكتاب هو كالتالي: لقد ألف سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام كتابه "آئينة كمالات إسلام" (أي "مرآة كمالات الإسلام"، واسمه الآخر "دافع الوساوس") باللغة الأردية، إظهارًا لكمالات الإسلام وردًّا على وساوس القسوس وبراهمة الهندوس والملاحدة وبعض ضعاف المسلمين المنهزمين أمام الثقافة الغربية. فاقترح عليه صحابيه الجليل المولوي عبد الكريم السيالكوتي رضي الله عنه أنه ربما يكون من المستحسن لو ضم حضرته إلى هذا الكتاب رسالةً موجّهةً إلى "المتصوفة" الغارقين في صنوف البدعات، والمعرضين عن تعاليم القرآن، والغافلين عن هذه الجماعة التي أقامها الله تعالى بيده. فاستحسن عليه السلام هذا الاقتراح، وقال بهذا الصدد ما تعريبه:

"كنت أنوي تأليف هذه الرسالة باللغة الأردية، ولكن تبين لي -بناءاً على بعض الإشارات الإلهامية التي تلقيتها البارحة- أن هذه الرسالة يجب تأليفها بالعربية. كما تلقيت إلهامًا بأن القوم لن يتأثروا منها إلا قليلاً، غير أن الحجة ستتم عليهم." (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية ج 4 ص 360)

ومما قال حضرته عليه السلام في ذلك الكتاب الإعجازي:

"السلام عليكم أيها الأتقياء الأصفياء من العرب العرباء, السلام عليكم يا أهل أرض النبوة وجيران بيت الله العظمى. أنتم خير أمم الإسلام وخير حزب الله الأعلى وكفى لكم فخرا أن الله افتتح وحيه وختم على نبي كان منكم ومن أرضكم وطنا ومأوىً ومنزلا.

وما أدراكم من ذلك النبي محمد المصطفى-صلى الله عليه وسلم- سيد الأصفياء وخير الأنبياء وخاتم الرسل وإمام الورى. يا سكان أرض أوطأته قدم المصطفى, إن ظني فيكم جليل وفي روحي للقائكم غليل يا عباد الله, وإني أحن إلى أعيان بلادكم وبركات سوادكم لاْزور موطئ أقدام خير الورى وأجعل كحل عيني تلك الثرى. يا إخوان إني أحبكم وأحب بلادكم وأحب رمل طرقكم وأحجار سكككم.

فيكم بيت الله الذي بوركت به أم القرى وفيكم روضة النبي المبارك الذي أشاع التوحيد في أقطار العالم وأظهر جلال الله وجلى, فأنتم المخصوصون بتلك الفضائل ومن لم يكرمكم فقد جار واعتدى. يا إخواني أكتب إليكم مكتوبي هذا بكبد مرضوضة ودموع مفضوضة فاسمعوا قولي جزاكم الله خير الجزاء: أيها الإخوان من العرب من مصر وبلاد الشام وغيرها إني لما رأيت هذه النعمة نعمة عظيمة ومائدة نازلة من السماء فلم تطب نفسي ألا أشارككم فيها ورأيت التبليغ حقا واجبا ودينا لازما لا يسقط بدون الأداء فها أنا قد قلت لكم ما تبدى لي من ربي وأنتظر كيف تجيبون."

وفي كتابه" حمامة البشرى" توجه للعرب بهذه الكلمات:

"إن الرب تبارك وتعالى قد تجلى علي لتأييد الإسلام وتجديده بأخص التجليات فصبوت إلى إشراككم يا معشر العرب في هذه النعم وكنت لهذا اليوم من المتشوقين, فهل ترغبون أن تلحقوا بي لله رب العالمين؟"

وكان نتيجة ما كتبه عليه السلام أن تعرف عليه نفر من العرب فبايعوه في قاديان كما يقول حضرته "بالصدق والصفاء"، ومنهم محمد بن أحمد ساكن شعب عامر بمكة وعلي طايع. وكان أول من بايعوه من بلاد الشام محمد سعيد الطرابلسي.

في زمن حضرة الخليفة الأول نور الدين رضي الله عنه

بعد وفاة سيدنا أحمد عليه السلام نأتي إلى المرحلة الثانية في مجال الدعوة والتبليغ وذلك زمن الخليفة الأول مولانا نور الدين القرشي رضي الله عنه، ففي سنه 1913 أرسل حضرته الصحابي زين العابدين إلى مصر للتخصص في اللغة العربية، فدرس هناك بعض الوقت ثم انتقل إلى بيروت ودرس فيها على يد الأستاذ صلاح الدين الرافعي الذي تأثر من شخصيته وقبل الأحمدية وأعلنها في حفل عام.

بعدها اشتهر زين العابدين في الأوساط الثقافية في البلدان العربية مما أدى إلى تعيينه مدرسا لتاريخ الأديان في كلية صلاح الدين الأيوبي في القدس, وهذه الكلية أقيمت لتخريج كوادر من الدعاة المسلمين, من أجل كبح جماح التبشير المسيحي الذي اجتاح البلاد الإسلامية آنذاك, وكان من تلاميذه الشاب منير الحصني(الأحمدي فيما بعد). ومن أساتذة هذه الكلية: عبد العزيز جويش, رستم حيدر، إسعاف النشاشيبي، وجودت الهاشمي.

وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها(1914-1918) أغلق البريطانيون كلية صلاح الدين ووقع الأستاذ زين العابدين في الأسر وظل مدة طويلة لا يعرف أحد عنه شيئا. وللأستاذ زين العابدين الفضل في تعريب كتاب سيدنا احمد "سفينة نوح" والذي سمي بكتاب "التعليم", وله كتب وتراجم أخرى, وكان صحابيا مقربا للخلافة.

حضرة الخليفة الثاني وزيارته للبلاد العربيّة

في سنة 1924 سافر الخليفة الثاني, مولانا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه مصطحباً أحد عشر مبلغاً إلى لندن لافتتاح مسجد بيت الفضل, ثم عقد هنالك مؤتمراً للأديان فيه ألقى حضرته خطابا هاما نشر في كتابه " الأحمدية أو الإسلام الصحيح", وأثناء عودته عرج على البلدان العربية وزار كلا من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين.

وفي مصر زار الخليفة وصحبه المعالم الدينية والتاريخية واجتمع إلى بعض علماء الأزهر والشخصيات المصرية. وأثناء وجوده في القاهرة أقام حضرته في بيت السيد محمود أحمد عرفاني وقد صرح بأمور تجدر الإشارة إليها, منها قوله:

"لقد اتخذ الغرب من مصر جسرا لنشر ثقافتهم الفاسدة في البلدان الإسلامية".

"وقد استنبطت من نصوص القرآن الكريم, وقلت ذلك مرارا, أنكم ترون اليوم ازدهار حضارة أوروبا في مصر, ولكن مصر, وهي بنت العالم الإسلامي هي التي ستهدم هذه الحضارة, ’حين تدخل في حصن الله’. وكما تسبب موسى في هدم الحضارة الفرعونية وخيب أمل فرعون في أن يصبح عوناً له, هكذا ستجد أوروبا نفسها مغرورة و مخدوعة إن ظنت أن مصر ستظل عونا لها على المدى البعيد. قد يبدو كلامي هذا عجبا ولكن من يعيش منكم فسيرى كيف سيتم ذلك ويتحقق".

بعدها عرج حضرته على فلسطين فزار حيفا. ثم انتقل مع حاشيته المؤلفة من أحد عشر مرافقا إلى بيت المقدِس وهناك مكث يومين زار خلالهما بيت لحم والخليل. وقد غطت الصحف المحلية هذه الزيارة. لقد سجل الأستاذ عبد الرحمن قادياني ,وكان احد المرافقين للخليفة أمورا كثيرة عن زيارة الخليفة للقدس,من ذلك:

"دعا مفتي القدس أمير المؤمنين لتناول الشاي في بيته, واستقبله المفتي والقاضي الشرعي وعدد من أشراف المدينة. ثم جرى حديث باللغة العربية الفصحى, فاستغرب المفتي وسأل الخليفة أين درس اللغة العربية, فأجابه أمير المؤمنين:لقد أمرنا إمامنا, مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عليه السلام بأن نجتهد لإحياء لغة القرآن ولتكون لغتنا الثانية, ففي ذلك عامل هام لتوحيد الأمة الإسلامية. وفي قاديان أقيمت كلية لترويج علوم اللغة العربية. ثم استطرد أمير المؤمنين وقال: لقد سافرت شخصيا من بلادي إلى مصر لتعلم اللغة العربية وكان وقتها موسم الحج فقررت أن أحج البيت أولا وبعدها أذهب إلى مصر. وفي مكة أقمت عشرين يوما ثم توجهت إلى مصر ولكن منعتني السلطات من الدخول نظرا لتفشي بعض الأوبئة هناك."

الخليفة الثاني, مولانا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه مصطحباً أحد عشر مبلغا إلى الديار العربيةً


وقبل مغادرته بيت المقدس التقى حضرة الخليفة ببعض الزعماء ومشايخ المسلمين ومن خلال حديثه معهم شعر بأنهم واثقون كل الثقة بأنهم سيطردون اليهود من هذه البلاد. وحول تساؤلاتهم أجابهم الخليفة: "بحسب ما أفهم من آيات القرآن الكريم يبدو أنهم سيرجعون مرة أخرى إلى هذه البلاد.

ثم رد حضرته على سؤال أحدهم عن تلك الأحوال وقال: إن الزعماء العرب يستخفون بالموقف ولا يقدرون الأمور حق قدرها وطلب منهم أن يدعوا الله تعالى ليخفف عنهم وطأة تلك الأحوال".

ثم تجول حضرته وصحبه في المدينة بزيهم الوطني وبانتظام (وكانوا أشبه بكتيبة عسكرية) ملفتين أنظار الناس إليهم. فزاروا الأماكن المقدسة واختتموا الزيارة لبيت المقدس بزيارة الحرم الشريف حيث صلى الخليفة وحاشيته في الأقصى ركعتين طويلتين دعا فيهما لأسماء كثيرة كانت مكتوبة عنده. ثم قفل راجعا بالقطار إلى اللد ومنها إلى حيفا فوصلها الساعة العاشرة والنصف ليلا ونزل مع أربعة من أصحابه في فندق(جراند نصار) ونزل الباقون في فندق آخر اسمه(دار الفرح). وفي اليوم التالي وبعد مقابلة قصيرة جرت مع حاكم المحافظة غادر الوفد حيفا الساعة العاشرة والنصف صباحا إلى دمشق بالقطار فوصلوها في الساعة الثامنة والنصف مساء.

وفي دمشق نزل حضرته في فندق (السنترال) الواقع شرقي المنارة البيضاء لمسجد (السنجقدار) وقد مكث حضرته وصحبه في دمشق أربعة أيام قابلوا فيها العديد من العلماء والمشايخ ومنهم العالم الكبير بدر الدين. وأثناء وجود الخليفة في دمشق قال له أحد المشايخ "إننا نكرمك لأنك رجل صالح ولكن لا تتوقع أن يدخل في سلسلتك أحد من العرب", فأجابه أمير المؤمنين:

"سأرسل لكم مبشرا حال رجوعي إلى قاديان إن شاء الله", ثم سرعان ما أثار الأعداء المفسدون فتنة في المدينة وأحدثوا ضجة وهياجا دينيا لم تشهد له دمشق مثيلا في الماضي حتى أن بعض الأشرار حاولوا نسف الفندق الذي نزل فيه الخليفة.

عندها أعلنت الحكومة الفرنسية آنذاك أنها عاجزة عن حمايته وصحبه ونصحت له بمغادرة البلاد بعد أن صودرت النشرة التي أعدها الوفد باسم "النداء" وكانت لم تزل بعد في المطبعة. فعاد الوفد إلى حيفا عن طريق بيروت, وأثناء عودته زار الخليفة عكا, ومن حيفا سافر إلى بورسعيد.

لقد أحدثت زيارة الخليفة الثاني لبلدان الشرق الأوسط هزة عنيفة في الأوساط الدينية وكان ما حدث في دمشق الشرارة للقيام بالتبشير المنظم. وقد مهد لذلك الخليفة أثناء جولته هذه خاصة بعد أن لمس وشعر بوطأة التبشير المسيحي في هذه البلاد تحت غطاء وحماية بريطانيا في فلسطين وفرنسا في سوريا, تماما كما كان الحال في بلاد الهند. وبعد رجوع الخليفة إلى قاديان باشر في الحال بإعداد أول بعثة تبشيرية منظمة وإلى دمشق بالذات رغم المعارضة الشديدة التي واجهها الخليفة بنفسه أثناء وجوده هناك وقد عين على رأس هذه البعثة المبشر الفاتح الشاب جلال الدين شمس رضي الله عنه.

جلال الدين شمس (رضي الله عنه)

أحد (خوالد الأحمدية) كما سماهم حضرة الخليفة الثاني رضي الله عنه في خطابه بالاجتماع السنوي للجماعة بربوة سنة 1956. وهم الأستاذ جلال الدين شمس, والأستاذ أبو العطاء الجالندهري, والأستاذ ملك عبد الرحمن خادم, رحمهم الله تعالى. وقد استحقّوا هذا الاسم العظيم لغزارة علمهم, وقدرتهم الفذة على الحوار والدعوة, وكتاباتهم وتصنيفاتهم العظيمة الباقية, وجهادهم المشكور في سبيل الله ورسوله ودينه, وأخلاقهم الإسلامية المثالية.

وُلد مولانا جلال الدين عام 1901. وكان أبوه من أصحاب الإمام المهدي والمسيح الموعود المرموقين, هو إمام الدين السيكواني. لاحَظَ حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام أنه يشخص ببصره إلى أعلى, فتنبأ له أنه سيكون ذا شأن في خدمة الدين, ومسح على رأسه مرارا.

وقد تحقق النبأ.. فكان مولانا جلال الدين عالمًا ربانيًا, وشاعرًا مجيدًا, وخطيبًا مفوهًا, ومناظرا لا يشق له غبار, وكاتبا فذا.. صنف أكثر من أربعين كتابًا باللغات الأردية والعربية والانجليزية, واشترك في مناظرات كتابية مع المشايخ والقساوسة ودعاة البهائية.

كان ذات مرة ألقي محاضرة في دار الحكمة بمصر.. موضوعها (عصمة الأنبياء).. شهدها عدد من العلماء والمثقفين والفضلاء. وفي وسط المحاضرة, لم يملك أحد علماء الأزهر نفسه من الإعجاب فوقف مقاطعًا: على رِسْلِك أيها الأستاذ. فتوقف مولانا جلال الدين عن الكلام ونظر مستفسرا. وإذا بالرجل يقول: إني أحس وكأن روح ابن عباس في مجلسنا هذا. وعبر عن سعادته وإعجابه بما يسمع, وأنشد أبياتًا من الشعر حول هذا المعنى.

مولانا جلال الدين شمس هو أول مبعوث أحمدي للدعوة الإسلامية في البلاد العربية. أرسله حضرة الخليفة الثاني عام 1925 بعد أن لمس حضرته بنفسه ما يشاع من أكاذيب ضد الأحمدية في دمشق وبلاد العرب عامة. لقد كان حقًا كاسمه, فبجهاده أشرقت (شمس) الإسلام الصحيح على بلادنا العربية, وتوطد (جلال الدين) في القلوب ورسخ.

أنشأ جماعة الشام في دمشق, وجماعة فلسطين في الكبابير وجماعة مصر في القاهرة. أسس أول مسجد للجماعة ومدرسة لأطفال الأحمدية بفلسطين عام 1930. وقف حياته لخدمة الإسلام في عام 1917, ودرس بالجامعة الأحمدية بقاديان وكان من خريجي الدفعة الأولى. قضى في بلاد العرب خمس سنوات ونصف, وزار مصر مرتين عام 29 و 30.

وأثناء جهاده في سوريا طعنه أحد المتعصبين بالخنجر في دمشق محاولاً قتله, وعندما بلغ الخبر قاديان جمع حضرة الخليفة الثاني أهلها في المسجد ودعوا له بالشفاء, فنجاه الله تعالى. عاد إلى قاديان من بلاد العرب عام 1931, ثم أرسله أمير المؤمنين في سنة 1936 إلى لندن, فمكث فيها يبشر بالإسلام 11 عاما متواليا, بعيدًا عن الأهل والأولاد. ورجع في سنة 1946. شغل حضرته عدة مناصب بارزة في الجماعة, كناظر التصنيف والتأليف, ومدير للشركة الإسلامية, وناظر للإصلاح والإرشاد, وعضو في (صدر أنجمن أحمدية) وهي الإدارة المركزية للجماعة. وعندما مرض الخليفة الثاني مرضه الأخير.. أناب مولانا لإمامة صلوات الجمعة وإلقاء الخطب. توفي حضرته في ربوة تشرين الأول ( أكتوبر) 1966 بعد حياة حافلة بخدمة الدين الحنيف. رحمه الله تعالى وجزاه أكرم الجزاء.

أبو العطاء الجالندهري (رحمه الله)

اسمه (الله دتّا) أي عطاء الله, وكنيته أبو العطاء لأنه سمى كل ولد من أولاده باسم عطاء. وُلد في 14.4.1904 بقرية (كريها) بمحافظة جالندهر بالهند. والده حضرة ميان إمام الدين رضي الله عنه من أكابر صحابة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام.

تخرج في الجامعة الأحمدية, وبدأ يخدم كمبلِّغ عام 1927. وفي عام 1928 ألقى أول خطاب له في الاحتفال السنوي للجماعة, واستمر في إلقاء الخطب كل عام إلى حين وفاته عام 1977.. فيما عدا السنوات التي خدم فيها في البلاد العربية.

وصل إلى فلسطين عام 1931 ليأخذ مكان الأستاذ جلال الدين شمس, وبقي في الديار العربية حتى 1936. في هذه الفترة أكمل مسجد سيدنا (محمود) هناك (بالكبابير,فلسطين).

وهو الذي أسس مجلة "البشارة الإسلامية الأحمدية" لسان حال الجماعة في الديار العربية, وغيّر اسمها إلى "البشرى" فيما بعد. قام حضرته بمناظرات مشهودة مع المشايخ والقساوسة ودعاة البهائية.. اشتهرت منها مباحثة في مصر مع بعض القساوسة المسيحيين الكبار.

وبعد عودته للهند عمل أستاذا ثم عميدًا للجامعة الأحمدية عام 1944. كما تولى مناصب عديدة أخرى منها ناظر ثانٍ للإصلاح والإرشاد, ورئاسة المجلس المشرف على نظام الوصية, وعضو بمجلس الإفتاء المركزي. كان خطيبًا وكاتبًا ومناظرًا من الطراز الأول. له أكثر من سبعين مناظرة كبيرة, وما ينوف على أربعين مؤلفا, أشهرها كتابه الضخم (تفهيمات ربانية) الذي يبحث في المسائل الجدلية الخلافية بين الجماعة الإسلامية الأحمدية وغيرها.

وله أيضا: القول المبين, ومقامات النساء, والتعليق على الحركة البهائية. ومن آثاره الخالدة أيضًا إنشاء مجلة (الفرقان) التي كان يحررها ويصدرها بنفسه من قاديان ثم من ربوة لمدة 27 عامًا متواصلة إلى حين وفاته. وقد كانت مجلة رفيعة المستوى.. لا يكتب فيها إلا كبار العلماء. كان حضرته عضوا في وفد الجماعة الإسلامية الأحمدية برئاسة حضرة الخليفة الثالث للدفاع عن موقف الجماعة أمام مجلس الشعب أيام فتنة عام 1974 بباكستان. حاز على لقب خالد الأحمدية مع زميلين آخرين له. توفي حضرته سنة 1977. رحمه الله تعالى وأرضاه.

مبلغون أخر إلى الديار العربية

الأستاذ محمد سليم الهندي
خدم في البلاد العربية بفلسطين من كانون الثاني (يناير) 1936 الى أواخر 1938. كان رئيس تحرير لمجلة البشرى. نشرت له مقالات عديدة وموضوعات قيمة وتراجم لخطب إمام الجماعة.

الأستاذ شودري محمد شريف
المبشر الإسلامي الأحمدي ذو العِشرة الطويلة في الديار العربية فقد ضرب مولانا محمد شريف الرقم القياسي في طول الخدمة في بلاد العرب, حيث أنه مكث فيها زهاء 18 عاما في فلسطين والبلاد العربية. وصلها في تموز (يوليو) 1938, وغادرها في كانون الأول (ديسمبر) 1955م. كان رئيس تحرير مجلة (البشرى) طوال هذه الفترة. ترجم عددًا ضخما من كتب خلفاء المسيح الموعود عليه السلام. كما وأسس فرع الجماعة في غامبيا، حيث كان أول مبشر أرسل إلى غامبيا، وبسعيه وتبليغه دخل في الأحمدية الحاج ف.م سنغانه وهو أول ملك مسلم يدخل في صفوف الأحمدية، كما وكان أستاذا بالجامعة الأحمدية بربوة.

الأستاذ جلال الدين قمر
جاء إلى الديار العربية في 1954 . كان رئيس تحرير البشرى في فلسطين ومديراً للمدرسة الأحمديّة. خدم أيضا في أوغندا خدمه ممتازة. وتحت إشرافه تمت ترجمة القران الكريم للغة "لوغندا" وهي لغة أوغندا، كما وعمل مدرساً في الجامعة الأحمدية بربوة.

من اليمين: محمد سليم، محمد شريف، جلال الدين قمر


الأستاذ فضل الهي بشير
ذهب لخدمة الإسلام في الديار العربية في أواخر السبعينيات. تولّى رئاسة تحرير البشرى. قام بتراجم خطب أمير المؤمنين. وألّف كتابا قيّما بالعربية يبحث في المسائل الاختلافية بعنوان "نسأل المعارضين وعلمائهم". عمل كمبشر إسلامي أيضا في جزر موريشس وتنزانيا وغيانا (أميركا الوسطى ). وعمل أستاذا بالجامعة الأحمدية.

الأستاذ ملك مبارك احمد
درس في مصر وسوريا في أوائل الخمسينيات قام بترجمة العديد من كتب المسيح الموعود عليه السلام وخليفته الثاني . ومن أعماله الجليلة ترجمة التفسير الكبير للخليفة الثاني ( المجلد الأول ) من الأردية للعربية. كما أنه تولى رئاسة تحرير مجلة (البشرى ) العربية في باكستان حوالي عشر سنين . كان أستاذا ثم عميدا بالجامعة الأحمدية بربوة .

الأستاذ نور الحق تنوير
درس في الأزهر في الخمسينيات. وترجم كثيرا من خطب حضرة الخليفة الثاني. وبعدها عمل أستاذاً للغة العربية ونائب عميد بالجامعة الأحمدية بربوة.

الأستاذ غلام احمد مبشر
خدم الجماعة في( عدن) ، وصلها عام 1947 م . وفي ظروف صعبه غرس غراس الدعوة الإسلامية الأحمدية في نفوس أهل اليمن. وأسس الجماعة هناك بصفه رسميه عام 1949 م. وبعد أن أسسها غادر مطمئنا بعد أن سلم هذه الأمانة لبعض من الأفراد الأوفياء هناك.

الأستاذ روشن دين
خدم الإسلام في منطقه قطر من الجزيرة العربية في الأربعينيات لسنوات طويلة، وفي ظروف صعبه، لكون البلاد صحراويه شديدة الحرارة والرطوبة، ولم تكن بها وسائل الحياة المتيسرة في أيامنا هذه. وبعد خدمته في تلك البلاد حمل شعلة الإسلام في شرق أفريقيا. كما عمل بالتدريس بمدرسه الدعاة بالوقف الجديد: وهو المعهد الذي يدرب الدعاة للتبليغ داخل باكستان.

الحاج شريف احمد اميني
هو من مواليد 1917 تخرج في الجامعة الأحمدية 1939 دخل ميدان التبليغ عام 1951 . خدم في البلاد العربية من تشرين الأول (أكتوبر) 1984 إلى كانون الأول (ديسمبر) 1985 وعمل ناظرا للأمور العامة بقاديان.

من اليمين: فضل إلهي بشير، شريف أحمد أميني

النهاية...

اللهم، يا من جعلت للعرب الحظ الأول في نشر دينك الحنيف، أعد لهم مكانتهم ومجدهم، واجعلهم أعظم أنصار عبدك الإمام المهدي والمسيح الموعود.. خادم حبيبك مولانا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. واجعل لهم النصيب الأوفر في نصرة الإسلام وإضاءة الدنيا بالشمس المحمدية في هذا الزمن الأخير. آمين


 

خطب الجمعة الأخيرة