loader
 

هل يُحسب حول الزكاة وفق السنة الميلادية أو الهجرية؟

فتوى أمير المؤمنين سيدنا مسرور أحمد  أيده الله بنصره العزيز في الأمر:

 

في الأحكام الإسلامية قُدّر الوقت بحسب القمر والشمس كليهما. وقد أُمر بتقدير أوقات الصلوات وكذلك أوقات السحور وإفطار الصوم وفق النظام الشمسي. وقد أُمر ببداية شهر رمضان ونهايته وكذلك أيام الحج وفق النظام القمري. والحكمة في ذلك هي تمديد بركة العبادات مثل رمضان والحج في أوقات مختلفة من السنة، وأن يحصل المؤمن على الطمأنينة القلبية أنه وُفق في حياته لأداء عبادات الله تعالى المختلفة في كل لحظة من السنة. إذن، العبادات في الإسلام مرتبطة بكلا النظامين، القمري والشمسي.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي المراعاة أيضًا أن القدرة العلمية للناس تختلف في أزمنة مختلفة، ففي الزمن القديم كان الناس أكثر إلمامًا بالنظام القمري وكانوا يحفظون حسابهم وفقًا له، لكن الآن صار الناس أكثر إلمامًا بالنظام الشمسي، لذلك أخذ الإسلام كلا النظامين في الاعتبار في أحكامه.

أما فرضية الزكاة وحساب أدائها، فيمكن أن يكون ذلك بحسب أي من النظامين، القمري والشمسي، لكن المهم في هذا الشأن أنه ليس لأداء الزكاة علاقة مباشرة بالنظام القمري أو الشمسي، بل له علاقة بوقت وجوبها، بمعنى أن وقت أداء زكاة المحاصيل والثمار وغيرها هو عند حصادها وقطفها، وإذا كانت كميتها تصل نصاب الزكاة فينبغي دفعُ زكاتها في ذلك الوقت. بينما يبدأ وقت أداء زكاة الحيوانات والذهب والفضة والنقود عندما يصبح المرء مالكًا لنصاب هذه الأشياء، ثم بعد مرور سنة عليه يكون ملزمًا بأداء زكاة هذه الأشياء. ففي مثل هذه الحالة يمكن اختيار أي من النظامين القمري أو الشمسي لحساب السنة، ولا يوجد أي قيد بهذا الشأن. بعض الناس يؤدون الزكاة الواجبة عليهم في رمضان لسهولتهم، بينما يؤديها الآخرون في مستهل السنة الميلادية أي في شهر يناير.

فيمكن اعتبار كلّ من النظامين الشمسي أو القمري لأداء الزكاة، ولا يوجد أي قيد في اختيار نظام معين دون غيره. 


 

خطب الجمعة الأخيرة