loader
 

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطابًا تاريخيًا في ملبورن

أمير المؤمنين يحذر من حرب عالمية ثالثة مدمرة

 

 

ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الرئيسي في حفل استقبال خاص أقيم فيPrincess Court Reception Centre في ملبورن مساء يوم 10/11/ 2013.

وحضر هذا الحدث أكثر من مائة ضيف من غير الأحمديين، كان من بينهم كبار الشخصيات كالجنرال بول مكلوخلن، وعمدة فرانكستون، وساندرا ماير، والنائب أنتوني بيرن، والنائبة جوديث غرالي، والنائبة إنغرا بيوليتش.

وخلال كلمته، حلل حضرة ميرزا مسرور أحمد بالتفصيل التهديدات الرئيسية للسلام العالمي في العصر الحديث بما في ذلك ما يسمى بـ "الربيع العربي"، وتحدث عن قلقه الشديد من أن العالم يتجه على نحوٍ متسارع إلى هاوية حرب عالمية ثالثة مروعة. وبعد ذلك بين حضرته الطريق إلى السلام على أساس التعاليم الإسلامية الحقيقية.

وقد بدأ نصره الله خطابه بشرح تعاليم الإسلام الأساسية من الاحترام المتبادل بقوله:
"البشر أعظم خلق الله جميعًا فلذلك يريد الله سبحانه وتعالى من البشر احترام وتكريم بعضهم البعض، فالقرآن الكريم- الكتاب المقدس لجميع المسلمين والكتاب التشريعي الأخير حسب معتقداتنا- يمتلىء من الغلاف إلى الغلاف بالوصايا التي تتطلب من البشر الوفاء بحقوق بعضهم البعض".
وخلال جزء كبير من خطابه، بين أمير المؤمنين نصره الله الأسباب والآثار المترتبة على الربيع العربي شارحًا ما آلت إليه الأمور في ليبيا بعد التدخل العسكري لحلف الناتو في عام 2011 حيث قال:

"إذا نظرنا إلى ليبيا نجد أن المسؤولين عن إدارتها، والمحللين السياسيين ووسائل الإعلام كلهم متفقون على أن الحكومات القبلية قد تشكلت الآن وبالتالي تواجه الحكومة المركزية صعوبات خطيرة وهي تضعف تمامًا."


وبالانتقال إلى الصراع في سوريا، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد أن كلًا من الحكومة وقوات المتمردين مسؤولون عن الفوضى التي تعاني منها سوريا لأكثر من عامين. وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، أعرب حضرته عن ارتياحه من أن التدخل العسكري الذي هُدد به مؤخرًا لم يحدث. وأمل في أن تنجح بعثة تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا في القضاء عليها كليًا.

وفيما يتعلق بالمخاطر الجسيمة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، قال حضرته:
"من الدقة بمكان الإشارة إلى أن الهجوم على سوريا سيكون وسيلة لإثارة الحرب العالمية الثالثة، وإذا كنا نريد تجنب ذلك، فسيكون على صانعي القرار السياسي اتخاذ قرارات بالحكمة والتفكير العميق."

وفي تحليل مفصل، بين أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد خارطة الطريق نحو السلام وذلك وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي. وأشار إلى الآية العاشرة من سورة الحجرات في القرآن الكريم مناشدًا صانعي السلام للعمل بمقتضى العدالة في جميع الأوقات. كما أشار حضرته أنه قد لاحظ للأسف أنه لم يتم قبول هذا النهج.


ثم تحدث نصره الله عن كيف فشل العالم الإسلامي في التوصل إلى حل للأزمة السورية حيث قال:
"في واقع الأمر كان على منظمة المؤتمر الإسلامي التوحد معًا، والعمل من أجل السلام في المنطقة. ولكن بدلًا من تحمل واجباتها دعت البلدان الإسلامية الدول الغربية من خارج المنطقة لمحاولة إحلال السلام أو ربما اختارت الدول الغربية أن تدعو نفسها لذلك".

ثم بين حضرة ميرزا مسرور أحمد أن النزاع السوري يجب أن يحل من خلال الدبلوماسية والمفاوضات دون شروط مسبقة حيث قال:

"لا ينبغي أن يطالب المكلفون بإحلال السلام بتغيير النظام كشرط ضروري مسبق ومن ثم تسليم مجموعة معينة مفاتيح الحكومة".

 



ثم نادى نصره الله من أجل العدالة على جميع المستويات بقوله:
"حين تتخذ القرارات وفقًا لمبادئ الإنصاف وعندما يتم استيفاء حقوق جميع الناس سيحل السلام والوئام وهذا المبدأ الذهبي الذي قدمه القرآن ليس للمسلمين فقط، ولكن في واقع الأمر إنه حقيقة عالمية فمن أجل إحلال السلام، يجب أن يسود العدل".

واختتم حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابه بتكرار مخاوفه من حرب عالمية وطالب زعماء أستراليا للعمل من أجل السلام حيث قال:

"أرجو من جميع الشخصيات المؤثرة في هذا البلد، سواءً أكانوا سياسيين، أو مثقفين أو غيرهم من كبار الشخصيات، حيث أن أستراليا واحدة من الدول الكبرى في العالم أيضًا، الاضطلاع بمسؤولياتهم في بذل كل جهد ممكن لتحويل هذه حالة من الفوضى والظلم إلى حالة من السلام والوئام. حتى تشكركم وتدعو لكم أجيالكم المستقبلية بدلًا من أن تسبّكم على ما خلفتموه لها وراءكم ".

في وقت سابق من تلك الأمسية خطب عدد من الشخصيات البارزة أيضًا بما في ذلك الجنرال بول مكلوخلن الذي قال:
"كما الجيش الأسترالي هو ملاذ بلادنا الأخير ضد الاستبداد والتطرف، فإن رسالة وتعاليم حضرته (حضرة ميرزا مسرور أحمد) والجماعة الإسلامية الاحمدية ينبغي أن تكون دائمًا ملاذنا الأول. فبالتأكيد تعاليم الأحمدية تدعو إلى السلام والاحترام في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فهي مثال للجميع ".

وقد رحبت ساندرا ماير رئيسة بلدية فرانكستون بحضرة ميرزا مسرور أحمد في أستراليا حيث قالت:
"لو أن الجميع يتبع رسالتكم بأن "الحب للجميع ولا كراهية لأحد" لما كان هناك حروب ولعمّ السلام العالم."

وقال أنتوني بيرن عضو البرلمان الاتحادي:

"جميعنا متأثرون جدًا بالمسلمين الأحمديين لأنهم يشجعون الحوار ويسعون دائمًا لفائدة مجتمعاتهم المحلية. أتمنى أن يكون (حضرة ميرزا مسرور أحمد) بخير ليس فقط أثناء إقامته في أستراليا ولكن لبقية حياته".

وقالت النائبة جوديث غرالي:
"لقد أصبحت الجماعة الإسلامية الأحمدية من الأصدقاء المقربين جدًا لي، فلقد أقمت علاقة وثيقة مع عدد من السيدات المسلمات الأحمديات. إن رسالتكم "الحب للجميع ولا كراهية لأحد" ترن في روحي وذهني وأتمنى انتشارها بين القاصي والداني ".

وقالت النائبة إنغرا بيوليتش:
"حضرته (حضرة ميرزا مسرور أحمد) هو القائد الذي يعلم السلام وإنه لشرف الترحيب به في أستراليا. كونه إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية التي هي جزء لا يتجزأ من النجاح في مجتمعنا".
وعند اختتام هذا الحدث، اجتمع حضرة ميرزا مسرور أحمد شخصيًا مع الضيوف غير الأحمديين الذين أعربوا عن تقديرهم للخطاب الرئيسي وطلبوا صورة مع الزعيم الروحي.


 

خطب الجمعة الأخيرة