
ألقى أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله الخطاب الرئيسي في حفل استقبال أقيم على شرفه في فندق ماندارين أورينتال في سنغافورة مساء يوم 26/9/2013. وحضر هذا الحدث أكثر من مائة ضيف من غير الأحمديين، حيث كان من بينهم كبار الشخصيات كالسيد لي كوون تشوي أحد الأعضاء المؤسسين لحزب العمل الشعبي الحاكم، والذي شغل أيضًا خلال مسيرته المهنية منصب سفير سنغافورة إلى مختلف البلدان.
وخلال كلمته، تحدث حضرة الخليفة عن أساسيات الاقتصاد العادل، وعن الحاجة إلى الإنصاف بين الأمم؛ وعن تشويه صورة الإسلام، كما أعرب عن مخاوفه من الخطر المتزايد لحرب عالمية ثالثة.
وقد بدأ حضرته كلمته بالإشارة إلى الصورة السلبية للإسلام اليوم، وقال إنه قد تم تشويه الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم بسبب الأعمال البغيضة التي يقوم بها بعض ما يسمى بالمسلمين والذين يسعون فقط لتحقيق مكاسب شخصية حيث قال:
"في كثير من بلدان العالم اليوم هناك اعتقاد أو تصور أن الإسلام هو دين التطرف والعنف. اسمحوا لي أن أقول بدايةً أن هذا خطأ تام، والواقع هو العكس تمامًا... والحقيقة هي أن هناك بعض المسلمين الأنانيين الذين يسعون فقط لخدمة مصالحهم الشخصية. ولإشباع طموحاتهم ورغباتهم يفسرون تعاليم الإسلام بطريقة خاطئة تمامًا، وبالتالي يعطون الفرصة للادعاءات التي لا أساس لها أن توجه ضد الإسلام. وتشوه أعمالهم ظلمًا اسم الإسلام النقي على الرغم من أن الإسلام في الواقع يعطي لكل حالة إجابات عقلانية ومنطقية وعادلة تمامًا".
وفي معرض حديثه عن وسائل الاقتصاد الناجح بيّن حضرته أن الإسلام يدعو إلى الإنصاف على جميع المستويات حيث قال:
"يعلمنا الإسلام أن الموارد الطبيعية في العالم ملك جماعي وثروة للبشرية جمعاء ... وإن الثروات الكبيرة التي وهبها الله سبحانه وتعالى، سواءً فوق الأرض أو تحتها، ليست لبضع أفراد بعينهم فقط، وإنما لصالح كل شخص، في كل جزء من العالم".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن أهمية التعليم:
"الإسلام يعلمنا أنه ينبغي توفير التعليم المناسب لكل طفل، بغض النظر عن خلفيته، بحيث تتنمى مواهبه ويصبح فردًا مفيدًا في المجتمع."
وبيّن حضرته في معرض حديثه عن العلاقات الدولية أنه لا يمكن تحقيق السلام بين الأمم إلا من خلال العدالة على جميع المستويات وعلى الدول المتقدمة أن تسعى لمساعدة البلدان النامية بلا أنانية حيث قال:
"لا ينبغي أن تكون التحالفات أو الصداقات مع دول معينة عاملاً حاسمًا في تحديد مساعدة البلدان الأخرى من عدمها. يجب ألا يحدث أي نوع من المحسوبية بل يجب أن يكون الهدف هو مساعدة الآخرين حتى يقفوا على أقدامهم. لا ينبغي أن توضع شروط مجحفة، بأن لا تُقدّم المساعدة لبعض البلدان إلا بعد تنفيذ مطالب معينة أو حتى يوافقوا على إقامة علاقات خاصة مع دول من طرف ثالث".
وفي معرض حديثه عن عدم المساواة بيّن أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء لا تزال قائمة حيث قال:
"للأسف، نجد أنه بعد أكثر من ستين عامًا على إنشاء الأمم المتحدة، لا تزال البلدان الفقيرة معدمة ومحرومة، في حين ظلت الدول المتقدمة غنية وقوية. الإسلام يوضح أن السبب الأساسي لهذا التباين الدائم هو أن العالم لم يفهم أن ثروة الموارد الممنوحة للبشرية من قبل الله تعالى هي للاستخدام المشترك لجميع البشر".
ثم قدم نصره الله حلًا للاضطرابات العالمية ووسيلة للحد من عدم المساواة حيث قال:
"لقد بيّن الإسلام أن أفضل الحالات والتي هي السلام والوئام، يمكن أن تنشأ فقط عندما يعمل كلا الجانبين معًا من أجل تحقيق الصالح. فعلى الفقراء أن يفوا بمسؤولياتهم ويعملوا جادين من أجل الاستفادة من مواردهم وثرواتهم. وبالمقابل، ينبغي على الأغنياء إظهار روح التضحية الحقيقية من أجل مساعدة إخوانهم وأخواتهم".
واختتم نصره الله خطابه معربًا عن مخاوفه من اشتعال الحرب العالمية في أي وقت حيث قال:
"إذا نظرنا إلى الوراء في التاريخ، ندرك أن أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية كان الوضع الاقتصادي السائد، وهذا الجزء من العالم الذي تقيمون فيه قد تأثر بذلك أيضًا. وإذا سادت مثل هذه الظروف مرة أخرى سيكون من الصعب جدًا التنبؤ من سيكون في مأمن ومن سيكون في خطر. يمكننا أن ندعو الله فقط وأن نقدم الوقائع والحقائق أمام الجميع في محاولة وأمل لإنقاذ العالم من جميع أشكال الدمار والخطر. وهذا أمرٌ ضروري حتى لا تنظر إلينا أجيالنا القادمة نظرة غضب وبأننا قد أخطأنا".
هذا وفي في وقت سابق من تلك الأمسية خطب السيد لي كوون تشوي بالحضور أيضًا مشيرًا إلى أنه قد رأى كيف تم تشويه اسم الإسلام على مدى العقود السابقة، وأنه يقدر أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تسلط الضوء على الطبيعة الحقيقية والسلمية للإسلام وتقدمها إلى العالم.
وقبل البرنامج، عقد أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله اجتماعات خاصة مع مختلف الشخصيات كما أجرى مقابلة مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية في أندونيسيا. وتبرع حضرته أيضًا لأربع جمعيات خيرية محلية أصالةً عن الجماعة الإسلامية الأحمدية في سنغافورة.