
حث إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية على ضبط النفس تجاه ما يحصل في سوريا ودعا إلى الإنصاف والعدالة
تحدث إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية الخليفة الخامس للمسيح الموعود حضرة ميرزا مسرور أحمد ببالغ القلق بشأن الأثر المحتمل للتدخل العسكري في سوريا وذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها من مسجد بيت الفتوح في لندن في 13/09/2013
وقال حضرته إن هذا التدخل سيتسبب في توسيع رقعة النزاع السوري بحيث قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب عالمية ثالثة مدمرة، والسبيل الوحيد لحل هذه الأزمة هو العمل دائمًا بمقتضى التعليمات القرآنية في التصرف بنزاهة وعدالة.
وقال أمير المؤمنين نصره الله متحدثًا عن الأخطار الكامنة في الصراع السوري إن الأزمة تسببت بالفعل بالانقسام والشقاق في العالم كله، ففي حين أن بعض القوى الكبرى تقف إلى جانب الحكومة السورية، فهنالك قوى كبرى أخرى انحازت لقوات المتمردين، وبين حضرته أن هذا الانقسام "قد خلق وضعًا خطرًا للغاية".
وقال حضرته متحدثًا عن خطر هذا الانقسام:
"لو تورطت القوى الخارجية في الحرب في سورية فلن يواجه الدماَر العالم العربي فقط، بل ستتضرر به بعض البلاد الآسيوية أيضًا ضرراً كبيرا. ولكن لا تدرك حكومات البلاد العربية ولا القوى الكبرى كذلك أن هذه الحرب لن تقتصر على سورية فقط، بل يمكن أن يكون ذلك نذيرًا لحرب عالمية ثالثة"
وقال حضرته إنه من دواعي الأسف أن الأزمة في سوريا قد حدثت على يدي المسلمين، الذين يدعون جميعًا اتباع العقيدة الإسلامية نفسها وينطقون بنفس الشهادة، وقال إن العنف وعدم الاستقرار قد استهلك سوريا بأكملها ولم يبق أي طرف آمنًا، وأعرب حضرته أيضًا عن قلقه من المتطرفين والجماعات الإرهابية، سواءً أكانوا من داخل سوريا أو من خارجها ممن انضم إلى متمردي المعارضة السورية، وقال إنهم يزعمون مساعدة الشعب السوري، ولكن هؤلاء المتطرفين يهتمون فقط بمصالحهم الخاصة، وإن الضرر الذي يلحقونه بالبلاد سيدوم لفترة طويلة.
ثم بين نصره الله أن السبب الكامن وراء الاضطرابات في بعض البلدان الإسلامية هو أن حكامها اليوم بعيدون تمامًا عن تعاليم الإسلام الحقيقية حيث قال:
"لقد اعتبر القرآن الكريم المسلمين "خير أمة"، ولكنهم لا يقومون مطلقًا بعمل الخير في العصر الحاضر، فلم تبق لديهم مواساة ولا هم يعملون بأي جزء من التعليم الإسلامي العظيم وقد تلاشت عندهم الغيرة إذ يطلبون المساعدة من الأغيار لقتل إخوتهم المسلمين".
ثم بين حضرة الخليفة ميرزا مسرور أحمد أن مفتاح السلام في سوريا هو بالاستناد إلى تعاليم القرآن الكريم، وقال إن القرآن قد صرح بوضوح أنه حينما تتنازع فئتان من المؤمنين فعلى إخوانهم تسوية الأمر سلميًا على أساس المساواة الحقيقية والعدالة. وقال حضرته إن القرآن الكريم قد بين بشكل واضح جدًا أن العداوات والتظلمات يجب ألا تؤدي إلى أي شكل من أشكال الظلم. ويجب أن تظل المصالحة والسلام أهدافًا قصوى دائمًا بدلًا من تصفية الحسابات أو تعزيز المصالح شخصية أو الوطنية.
ثم ذهب حضرته إلى القول إن على العالم الإسلامي تحمل المسؤولية من أجل حل الأزمة السورية حيث قال:
"كـان علـى جامعـة الـدول العربيـة أن تتولى منذ البداية إصـلاح الفـتن الحاصـلة في سورية على أساس أنهم يؤمنون بإلـه واحـد ورسـول وكتـاب واحـد، لقد كان عليهم حل هذه المشكلة وفق التعليم الكامل للقرآن الكريم".
لقد أوضح أمير المؤمنين نصره الله أنه قد لفت مرارًا وتكرارًا انتباه قادة العالم والسياسيين للحاجة الملحة لهذا الوقت والتي تتلخص بالسلام القائم على العدالة الحقيقية، وقال حضرته إن الجماعة الإسلامية الأحمدية رغم إمكانياتها المحدودة فقد قامت بنشر هذه الرسالة على نطاق واسع، وأمر حضرته الأحمديين أن يستمروا في هذه الجهود مع الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ العالم من الدمار حيث قال:
"على الأحمديين في العالم أن يكثروا من الدعاء لإنقاذ العالم من هذا الدمار، علينا بالدعاء لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد جاء لإيصال العالم إلى الله تعالى وخلق الأمن والسلام في الأرض"
لقد بين أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز أنه ليس من مهام الحكومات الأجنبية من خارج المنطقة الانخراط مباشرة في هذه الصراعات، وأضاف أن على الحكومات الإسلامية حتى في هذه المرحلة المتأخرة واليائسة أن تتحمل واجباتها حيث قال:
"لقد آن لحكومات البلاد الإسلامية أن تبدي غيرتها، وعليها أن تنظر إلى مصالح الأمة الإسلامية بدلًا من مصالح بلادها فقط ولا يتأتى ذلك إلا إذا تولدت التقوى في قلوب الحكام والشعب وسعوا جاهدين للعمل بالأسوة الحسنة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم".
ثم اختتم أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله الخطبة بالدعاء من أجل السلام في العالم، وأن تتمكن جميع الأطراف من فهم وتحمل مسؤولياتها.