
استقبل نائب رئيس الوزراء وعدد من وزراء الدولة والبرلمانيين يوم 11/06/2013 إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية خليفة المسيح الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد في قصر بيوت البرلمان في لندن.
وكان حضرة أمير المؤمنين نصره الله يزور وستمنستر لإلقاء الخطاب الرئيسي في حفل استقبال خاص استضافه عضو البرلمان السيد إدوارد ديفي ( وزير الدولة لشؤون الطاقة وتغير المناخ) و "المجموعة البرلمانية للجماعة الإسلامية الأحمدية" بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة.
وقبل الإجراءات الرسمية، عقد أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله اجتماعًا خاصًا مع كلٍ من نائب رئيس الوزراء السيد نيك كليج، ووزيرة الداخلية السيدة تيريزا ماي، ووزير الطاقة السيد إدوارد ديفي، ووزير خارجية حكومة الظل في البرلمان البريطاني السيد دوغلاس ألكسندر، وعضو البرلمان السيد كيث فاز النائب وعضوة البرلمان السيدة سيوبهين ماكدونا.
لقاء أمير المؤمنين مع نائب رئيس الوزراء السيد نيك كليج
لقاء أمير المؤمنين مع نائب رئيس الوزراء السيد نيك كليج ووزير الطاقة السيد إدوارد ديفي وبحضور أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة السيد رفيق حياة ولورد ويمبلدون اللورد طارق
لقاء أمير المؤمنين مع وزير الطاقة السيد إدوارد ديفي
لقاء أمير المؤمنين مع وزير خارجية حكومة الظل في البرلمان البريطاني السيد دوغلاس ألكسندر
وقد بدأت الإجراءات الرسمية في تمام الساعة 01:05 بكلمة ترحيبية موجزة قدمها السيد إدوارد ديفي، وزير الدولة لشؤون الطاقة وتغير المناخ. وأعقب ذلك كلمات قصيرة ألقاها على التوالي نائب رئيس الوزراء السيد نيك كليغ، ووزير خارجية حكومة الظل في البرلمان البريطاني السيد دوغلاس الكسندر، ووزيرة الداخلية السيدة تيريزا ماي.
وقد قال السيد إدوارد ديفي وزير الدولة لشؤون الطاقة وتغير المناخ:
"إنه لشرف حقيقي بالنسبة لنا استضافة الجماعة الإسلامية الأحمدية اليوم. ونحن نعلم جيدًا العمل المدهش الذي يقوم به حضرة ميرزا مسرور أحمد وأبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية من أجل السلام، وبالتالي فمن الطبيعي تمامًا أن يتواجد الكثير من النواب اليوم هنا لشكركم كونكم مخلصين ومجتهدين في المجتمع ".
وقال السيد نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء:
"إن أهم القيم التي تبلغها الجماعة الإسلامية الأحمدية بثبات إلى الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم هي بالطبع رسالة السلام والمحبة والمصالحة وهي رسالة دائمة وقوية في جميع الأوقات.
وعبر مرور الزمن ومن بين جميع الجماعات... نتشارك جميعًا معكم، مهما كانت خلفيتنا أو حزبنا السياسي أو خلفيتنا الدينية، في الاحتفال بحضور جماعتكم هنا منذ أكثر من مائة سنة وأيضًا للاحتفال برسالة الجماعة في السلام والمحبة والمصالحة والتي تنشرها منذ فترة طويلة بهدوء شديد، وثبات وكرامة".
وقال وزير خارجية حكومة الظل في البرلمان البريطاني السيد دوغلاس الكسندر:
"في عالم يملؤه الاختلاف والتحديات، هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى رسالة المصالحة، أريد أن أسجل تقديرنا للريادة التي يظهرها حضرتكم شخصياً أو التي تظهرها جماعتكم بشكل جماعي، وعلى العمل الذي تقومون به، وعلى الفَرق الذي تحدثونه والخدمة التي تواصلون القيام بها ليس كونكم أعضاء في الجماعة الإسلامية الأحمدية فحسب ولكن كونكم صوتًا قويًا للتسامح والمصالحة والسلام، وشعاركم "الحب للجميع ولا كراهية لأحد" فلسفة نستفيد منها جميعًا ولدينا الكثير لنتعلمه منها في السنوات المقبلة".
وقالت السيدة تيريزا ماي وزيرة الداخلية:
"لقد بين حضرة ميرزا مسرور أحمد أن الطريقة الوحيدة الفعالة لإقناع المتطرفين بالعدول عن قناعاتهم السامة هي الحوار السلمي. وهذه هي الرسالة التي يقدمها حضرتكم لجميع أنحاء العالم، وهي الرسالة التي يجب جميعًا أن نصغي إليها، أعلم أنكم أنفسكم كجماعة مستهدفون ولا سيما في باكستان، حيث تعتبر جريمة جنائية أن يسمي الأحمديون أنفسهم مسلمين، وحيث تعرضت جماعتكم لعدد من الهجمات المروعة. أنا ملتزمة تمامًا بمعالجة كل أشكال التطرف أينما حل ... لدي كل الثقة بأنه بعد مائة سنة أخرى سيكون هناك مجموعة من الناس يحتفلون بمرور مائتي عام على تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في بريطانيا. شكرًا لكم على كل مساهماتكم ليس هنا في المملكة المتحدة فحسب وإنما على الرسالة التي تنقلونها لجميع أنحاء العالم. "
وخلال كلمته الرئيسية، تحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد عن التزام الجماعة الإسلامية الأحمدية في السلام والتسامح، كما تحدث عن أهمية ولاء المرء لوطنه كجزء إيمانه، كما أدان بشدة جريمة القتل الوحشية للجندي البريطاني في لندن مؤخرًا، ورفض تمامًا مفهوم الجهاد العدواني، كما دعا من أجل إحلال العدالة في محاولة لحماية العالم من الحروب والصراعات.
وقد بدأ حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابه بمخاطبة الحاضرين في بيوت البرلمان بقوله:
"يحدوني أمل صادق وأدعو الله تعالى أن يتمكن جميع العاملين في هذا المبنى الجميل من الوفاء بحقوق خدمة هذا البلد وشعبه. كما أدعو الله تعالى أن يتمكنوا من العمل على أفضل وجهٍ ممكن تجاه تعزيز العلاقات الطيبة مع الدول الأخرى، للعمل بمقتضى العدالة واتخاذ القرارات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف. إذا اعتُمد هذا المنطلق فسوف تُجنى أفضل الثمار من الحب والمودة والأخوة وسوف يتجه العالم نحو التحول إلى ملاذ حقيقي للسلام والازدهار".
كما قال أمير المؤمنين نصره الله أن ولاء المرء لوطنه جزء أساسي من العقيدة الإسلامية، وأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد "أمر بذلك بشدة"، وقال نصره الله إن جميع المسلمين الأحمديين القاطنين في المملكة المتحدة يتمنون "التقدم والازدهار لهذه الأمة العظيمة." وأشاد حضرته أيضًا بالشعب البريطاني لاستقباله المهاجرين في المملكة المتحدة والسماح لهم أن يصبحوا "جزءًا من نسيج المجتمع البريطاني.
ثم واصل حضرة الخليفة خطابه بالقول إن الجماعة الإسلامية الأحمدية وطوال فترة المائة سنة من وجودها في المملكة المتحدة قد روجت دائمًا للسلام ورفضت كل أشكال التطرف حيث قال:
"تثبت في هذه السنوات المائة الماضية أن أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية قد وفّوا دائمًا بمتطلبات الولاء لبلادهم وابتعدوا تمامًا عن جميع أشكال التطرف والتمرد والاضطراب. وفي الواقع، فإن السبب الأساسي لهذا النهج من الولاء والمحبة يرجع بالكامل إلى حقيقة أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي جماعة الإسلام الحقيقي ".
وواصل أمير المؤمنين نصره الله خطابه بإدانة ورفض مفهوم "الجهاد العنيف". وقال إن بعض "ما يسمى" بالعلماء المسلمين قد روجوا للأسف لهذه التعاليم لكنهم كانوا مخطئين تمامًا ومسؤولين عن تشكيل مختلف الجماعات الإرهابية وعن تطرف بعض الأفراد حيث قال:
"إن أحدث مثال على الإرهاب هو بالطبع جريمة القتل الوحشي للجندي البريطاني البريء في شوارع لندن. وهذا الهجوم لا يمت بأية صلة لتعاليم الإسلام الحقيقية، بل إن تعاليم الدين الإسلامي تدين بشدة مثل هذه الأفعال ".
وفي وقتٍ لاحقٍ في خطابه، نادى حضرته من أجل الاحترام المتبادل والتسامح بين الأديان وقال إن الإسلام قد بين الأساس من أجل السلام لأن القرآن الكريم يعلمنا أن أنبياء الله قد أرسلوا لجميع الشعوب والأمم. حيث قال:
"ليس هنالك أي دين أشاد صراحةً بكل دين وكل أمة كما فعل الإسلام."
وفي وصف الشخصية الحقيقية للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن مؤسس الإسلام هو الذي طور محبة الله ومحبة خلقه في قلوبنا، وهو مَن أصَّلَ ورسخ احترام جميع البشر وجميع الأديان في داخلنا. لقد أمضى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حياته كلها ينشر السلام في العالم. وكانت هذه مهمته النبيلة. وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي يفهم فيه الناس في العالم أنه لم يجلب أي تعاليم تدعو للتطرف وسيدركون أن كل ما جلب كان رسالة السلام والمحبة والعطف.
كما قال نصره الله موضحًا أن حرية الدين هي أحد المبادئ الأساسية للإسلام:
"إذا مال قلب امرئ للإسلام فهو حرٌّ في قبوله، وإن لم يمل له قلبه فهو حرٌّ في رفضه. لذا، فإن الإسلام يقف تمامًا ضد الإكراه والتطرف، بل يدعو إلى السلام والوئام على جميع مستويات المجتمع ".
واختتم حضرة الخليفة أيده الله تعالى بنصره العزيز خطابه بالحديث عن الحاجة الماسة لتحقيق العدالة في العالم الحديث. وقال إنه يخشى من إمكانية تصاعد الصراعات الحالية إلى حرب عالمية إلا إذا استئصلت جميع أشكال التمييز وعدم المساواة حيث قال:
"نظرًا لتصرفات بعض الدول فإن الدلائل تشير إلى أن حربًا عالمية أخرى تلوح في الأفق. وإذا اندلعت الحرب العالمية فسيتأثر العالم الغربي بشدة من عواقبها بعيدة المدى والمدمرة. دعونا ننقذ أنفسنا من هذا التدمير، دعونا ننقذ أجيال المستقبل من العواقب البائسة والمدمرة للحرب. هناك خطر حقيقي من اندلاع حرب نووية، ولمنع مثل هذه النتيجة المروعة، علينا اعتماد العدالة والنزاهة والصدق والانضمام معًا لمنع وإيقاف تلك الجماعات التي ترغب في نشر الكراهية وفي تدمير السلام في العالم ".
واختتم الحدث بدعاء صامت ثم تمكن الضيوف من مقابلة حضرة أمير المؤمنين ميرزا مسرور أحمد.
وقد حضر هذا الاحتفال 68 شخصية، بما في ذلك 30 نائبًا و 12 عضوًا من مجلس اللوردات، بما في ذلك 6 من وزراء الخزانة ووزيرين. وعدد من وسائل الإعلام المختلفة من أجل تغطية الحدث بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية، ومحطة سكاي التلفزيونية ومحطة ITV .
وقبل الحدث كتب قادة الأحزاب الرئيسية الثلاثة رسائل تهنئة للجماعة الإسلامية الأحمدية لاحتفالها بمئوية تأسيسها في المملكة المتحدة. وقد قال رئيس الوزراء السيد ديفيد كاميرون إن بريطانيا تفخر بالجماعة الإسلامية الأحمدية كما أشاد بأمير المؤمنين ميرزا مسرور أحمد واصفًا حضرته بـ "رجل السلام".