
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطبة العيد من إسلام أباد
"ادعوا ليُمحى الظلم من العالم بشكل عام حتى يتعرف الناس على الله تعالى" – حضرة ميرزا مسرور أحمد
ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد خطبة عيد الفطر السعيد يوم 14/05/2021 من المسجد المبارك في إسلام أباد في تيلفورد.
وخلال الخطبة، أوضح حضرته أن العيد وسيلة للاحتفال الحقيقي والدائم، وأن على المسلمين الأحمديين التعهد بمواصلة الحسنات التي أحرزوها خلال شهر رمضان.
كما أدان حضرته بشدة حملة القسوة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ودعا العالم الإسلامي إلى الوحدة للدفاع عن حقوقهم. ووجه المسلمين الأحمديين للدعاء من أجل جميع المحتاجين والمظلومين عسى الله أن يزيل معاناتهم وكربهم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن الأهداف الحقيقية للعيد:
"من منَّة الله العظيمة وإحسانه أنه وفقنا أن نشهد اليوم عيدا بعد المرور بشهر رمضان، لكن هل كان الهدف من رمضان ينحصر في أن نصوم تسعة وعشرين أو ثلاثين يوما ونحتفل بأفراح العيد ونأكل ونشرب ونلعب ونلهو فقط؟ هل كان الله تعالى يريد ذلك فقط منا؟ كلا بل سوف ننال فيوض منة الله هذه في الحقيقة عندما يجعلنا صيامُ رمضان وهذا العيدُ ندرك الغاية منهما، وهي أن البركات والتغييرات الطيبة التي أحرزناها، إذا كنا قد أحرزناها في الحقيقة فيجب أن تتراءى وتتجلى بعد صيام ثلاثين يوما."
وتابع حضرة مسرور أحمد قائلًا:
" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن انتظار رمضان قادم يجب أن يتم بالعمل بهذه التغييرات، لكي تستمر هذه الفيوض."
كما ذكر حضرة الخليفة أن من سعادة المسلمين الأحمديين أنهم آمنوا بإمام العصر، المسيح الموعود (عليه السلام)، الذي شرح تعاليم الإسلام بطريقة مكنتهم من فهم تعاليم الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) والعمل بموجبها.
وقال حضرته إن المسيح الموعود (عليه السلام) قد أكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة أداء حقوق الله وحقوق العباد وأن هذا من عقيدة المسلم الأساسية.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"فإذا اهتممنا بأداء هذين الحقَّين فيمكن أن نكون من المفلحين والمؤمنين الصادقين. وهذا هو ملخص تعاليم الإسلام، وهذه هي ميزة المؤمن. ومن أجل ذلك بيَّن الله تعالى شتى الطرق والوسائل أيضا، ومنها صيام شهر رمضان، أنه كيف يمكن أن ينال الإنسان هذا الهدف بالمجاهدة، وبعده فرحة العيد، التي هي ليست مجرد فرحة واحتفال، بل فيها أيضا درس. إذن فليس في وسع الإنسان أن ينال فيض رمضان إلا إذا دامت فيه التغييراتُ الطيبة، وكذلك لا تتحقق للإنسان أفراحُ العيد في الحقيقة إذا صارت هذه التغييرات الطيبة جزءا لا يتجزأ من حياته."
وذكر حضرته أننا ندعي حب الله تعالى ولكن يجب أن نفهم معيار المحبة المطلوب لمحبة الله حقًا.
واقتبس حضرته قول المسيح الموعود عليه السلام التالي:
"ما المراد من حب الله؟ إنما المراد هو أن يؤثر المرءُ مرضاة الله تعالى على والديه وزوجته وأولاده ونفسه وعلى كل شيء عزيز عليه."
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لقد قال المسيح الموعود عليه السلام "يجب أن تخشوا الله دائما وفي كل حين. فكّروا جيدا قبل الشروع في كل عمل وانظروا هل سيرضى الله عنكم بسببه أم سيسخط... الصلاة ضرورية جدا وهي معراج المؤمن. الطريق الأمثل للدعاء إلى الله هو الصلاة."
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا أهمية الصلاة:
"إذن، الصلاة من هذا النوع والتأمل في القرآن الكريم يجعل عيدنا عيدا حقيقيا ودائما. ولكن هل عاهدنا في رمضان الحالي للحصول على هذا العيد؟ وإلا فيجب أن نعقد العزم اليوم أننا سنجعل أفراح عيدنا دائمة بأداء الصلوات بشروطها وبتلاوة القرآن الكريم وتدبره. وهذا هو السبيل الوحيد لنيل هذا العيد."
كما أكد حضرة الخليفة على التعاليم الإسلامية المتمثلة بالوفاء بحقوق الآخرين ومواساة الفقراء والمحتاجين وعدم النظر إليهم بازدراء. وقال إن على المسلمين الأحمديين أن ينفقوا ثرواتهم في مساعدة الفقراء وأن عليهم المشاركة في المبادرات والصناديق المختلفة التي أنشأتها الجماعة الإسلامية الأحمدية لمساعدة المحتاجين.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا شك أن أبناء الجماعة يساعدون ذوي الحاجة منهم على صعيد فردي، لكن توجد في نظام الجماعة صناديق شتى مخصصة لهذا الهدف، ويجب على ذوي المقدرة أن يدفعوا شيئا في هذه الصناديق أيضا. فهناك صندوق لمساعدة المرضى، وصندوق لمساعدة اليتامى، وصندوق لمساعدة الفقراء، وصندوق لمساعدة الطلاب وغيرها من الصناديق الكثيرة التي يمكن تضعوا معوناتكم فيها. فعلى ميسوري الحال من أبناء الجماعة أن يهتموا بهذا الأمر أيضا."
وفي ختام الخطبة، دافع حضرة الخليفة عن حقوق الشعب الفلسطيني ولفت الانتباه إلى الدعاء لهم حيث أنهم يتعرضون لقسوة مروعة وتستخدم ضدهم قوة جائرة ويطردون من منازلهم في حي الشيخ جراح. ودعا حضرته الدول الإسلامية إلى التوحد والوقوف في وجه القسوة والظلم.
كما طلب حضرة الخليفة من المسلمين الأحمديين الدعاء لكافة المظلومين في جميع أنحاء العالم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"وادعوا لمحتاجي العالم كله أن يقضي الله تعالى حاجاتهم المشروعة ويزيل مشاكلهم، وادعوا ليُمحى الظلم من العالم بشكل عام حتى يتعرف الناس على الله تعالى."
وأضاف حضرة ميرزا مسرو أحمد قائلًا:
"ادعوا الله تعالى لهذا الوباء المنتشر في هذه الأيام أن ينجي الله تعالى العالم منه، وأن تعود الأمور إلى مجاريها الطبيعية فيسود الأمن، ولكن لن يتأتى ذلك إلا إذا عرف أهل الدنيا خالقهم وأدوا حقوقه وحقوق عباده. وفق الله الجميع لهذا الأمر، آمين."
واختتم حضرته الخطبة بالدعاء الصامت.
هذا وفي وقتٍ لاحق من اليوم، ألقى حضرة الخليفة خطبة الجمعة أيضًا.