
أعضاء مجلس أطفال الأحمدية في شمال المملكة المتحدة يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية.
"إذا كان سلوكك جيدًا، فسينجذب الناس إليك وبهذه الطريقة يمكنك تكوين المزيد من الصداقات" - حضرة ميرزا مسرور أحمد.
في 01/05/2021، عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع أعضاء مجلس أطفال الأحمدية في شمال المملكة المتحدة ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا.
ترأس حضرته الاجتماع الافتراضي من مكتبه في إسلام أباد في تيلفورد، بينما اجتمع 77 عضوًا من مجلس أطفال الأحمدية في مسجد دار الأمان في مانشستر.
بعد الفقرة الافتتاحية الرسمية التي بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، أتيحت الفرصة لأعضاء مجلس أطفال الأحمدية لطرح مجموعة من الأسئلة على حضرة الخليفة تتعلق بدينهم وقضاياهم المعاصرة.
سأل أحد الأطفال الخليفة عما إذا كانت مسؤولية خليفة الوقت صعبة وما هو التحدي الأكبر فيها؟
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عمل الخليفة شاقٌ دائمًا لأنك تدرك بأن كل ما تقوم به وكل إجراء تتخذه وكل مسؤولية تضطلع بها ستُسأل عنها من الله تعالى مباشرة وكل لحظة تمر يجب أن تشعرك بخشية الله وهذا تحدٍ كبير".
.
وسأل طفل آخر حضرة الخليفة كيف يمكن للأطفال التعامل مع ضغوطات الحياة والتحديات الناجمة عن الوباء حيث لا يمكنهم الذهاب إلى المساجد أو حضور فعاليات الأطفال كما اعتادوا سابقًا؟
فقال حضرته إن أنشطة الأطفال قد استؤنفت إلى حدٍ ما حيث يمكنهم الذهاب إلى المدارس، وإن العودة إلى المدرسة يجب أن تقلل من إحباط وقلق الأطفال.
وخارج أوقات الدوام المدرسي، شجع حضرته أعضاء مجلس أطفال الأحمدية على الاستفادة من أي وقت فراغ لديهم في التعلم وفي الأمور الإيجابية، وقال إن عليهم القراءة بانتظام، ولا سيما قراءة كتب المسيح الموعود عليه السلام.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا الطريقة الأمثل لقضاء الأطفال وقتهم بعد المدرسة:
"الطريقة الأمثل لقضاء وقتكم هي بأن تخصصوا بعض الوقت، بعد الانتهاء من واجباتكم المدرسية، في قراءة كتب المسيح الموعود (عليه السلام) أو غيرها من مؤلفات الجماعة الإسلامية الأحمدية. هذه هي الطريقة التي يمكنكم فيها زيادة معرفتكم الدينية وزيادة الحكمة والإيمان أيضًا".
وسُئل حضرته كيف قام بتدريب وتوجيه أطفاله عندما كانوا صغارًا؟ وردًا على ذلك، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"أعتقد أن والدتهم هي التي لعبت دورًا حيويًا في تربيتهم أكثر مني".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"الطريقة الأمثل هي بأن يكون الآباء قدوة لأبنائهم. فإذا كان الآباء يؤدون صلواتهم الخمس يوميًا، فيمكنهم أن يطلبوا من أطفالهم أداء الصلوات الخمس اليومية، وأداء الصلاة هو الطريقة الأنجع لتربية الأبناء. وعندما يتلو الأب القرآن ويقرأه يوميًا، يدرك الأبناء ما يفعله أبوهم فيقومون بذلك أيضًا وإذا كانت بيئة المنزل جيدة وكان الوالدان يعيشان بمحبة ولا يوجد شجار وصراخ أو بكاء في المنزل فسيتعلم الأطفال أيضًا الدرس الأفضل. ولذلك، عندما تصبحون آباء في يوم من الأيام، يجب أن تحاولوا اتباع هذه الإرشادات"
وسأل طفل آخر حضرته عن صفات الطفل النموذجي وكيف يمكنه خدمة الجماعة الإسلامية الأحمدية والخلافة؟
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد في ردٍ مفصل:
"يجب أن يكون الطفل النموذجي مواظبًا جدًا على أداء الصلوات الخمس اليومية. فبعد سن العاشرة عليك أداء الصلوات الخمس، وإن أمكن، فيجب أن تصليها جماعة إذا كنت تسكن قريبًا من المسجد. ثم حاول تلاوة القرآن الكريم يوميًا، حتى ولو كان ركوعًا واحدًا أو ركوعين أو جزء صغير منه".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"يجب أن يتمتع الطفل المثالي بالأخلاق الحميدة والسلوك الحسن. ففي المدرسة، يجب أن يدرك الطلاب أن هذا الصبي حسن السلوك، لذا يجب أن نكون حذرين للغاية أمامه؛ فهو لا يتورط في الأشياء السيئة. وعندما يتحدثون إليك، فحتى لو استخدموا لغة قذرة، عليك تجنبهم واعتزالهم والقول إن ديني يحتم علي ألا أرد عليكم بالمثل".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد، في شرح إضافي لصفات الطفل النموذجي:
"يجب أن تحترموا معلميكم، وأن تطيعوا والديكم وتفكروا دائمًا أن كل ما يقولانه لكم هو من أجل صالحكم ولا تعتقدوا أبدًا أنهما يحاولان حرمانكم من حقوقكم أو أنهما لا يهتمان بكم... فإذا وضعتم بالحسبان أنهما يهتمان بكم، فستطيعونهما."
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"واظبوا على أداء واجباتكم المدرسية عند عودتكم من المدرسة وحاولوا أيضًا قراءة بعض المؤلفات الدينية لزيادة معرفتكم الدينية. وبهذه الطريقة ستحاولون جعل أنفسكم أطفالًا مثاليين. ومع مرور الوقت، ستزدادون معرفة وحكمة. وبهذه الطريقة يمكنكم خدمة الجماعة الإسلامية الأحمدية والخلافة بالطريقة الأفضل".
وقد سئل حضرته عن سبب صلاة المسلمين على النبي صلى الله عليه وسلم ولماذا تعتبر الصلاة على النبي ﷺ وسيلة لقبول الله تعالى أدعيتنا؟
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"قال الله تعالى بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر وبأنه الأحب إليه في العالم كله، فلقد أتى بالشريعة الأخيرة ولهذا يقول الله تعالى إن علينا أن نكون ممتنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه جلب لنا هذا الدين. وأفضل طريقة لإظهار امتناننا له هي بأن نصلي عليه لأن الله تعالى يقول إنني أحبه أكثر من أي إنسانٍ آخر وأكثر من أي نبي آخر، فلذلك عندما تصلون عليه فإنني أستجيب أدعيتكم أيضًا".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"قال الله تعالى: صلوا على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تظنوا أنه ليس ببشر فنحن لا نقول إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ينقل أدعيتنا إلى الله، بل نقول إن الله تعالى يستمع إلينا مباشرة ولكنه في نفس الوقت قد طلب منا الثناء على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأنه يحبه..."
وسأل طفل آخر حضرته كيف يمكنه جذب الآخرين نحو رسالة الجماعة الإسلامية الأحمدية؟
فأجاب حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"الأهم هو سلوكك؛ فإذا كان سلوكك جيدًا، سينجذب الناس إليك وبهذه الطريقة يمكنك تكوين المزيد من الصداقات. وعندما تكتسب المزيد من الأصدقاء، سيسألونك عن سبب اختلافك عن الآخرين؟ وعندها يمكنك أن تقول لهم: "لأنني أتبع تعاليم الإسلام الصحيحة" وعندئذ سيسألونك عن الإسلام وبهذه الطريقة يمكنك نقل رسالة الإسلام إليهم... لذا، فإن أفضل طريقة هي أن تكون أسوة حسنة للناس وعندها سينجذبون إليك".