loader
 

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يفتتح مسجدًا جديدًا في ستراسبورغ في فرنسا

 حضرة ميرزا مسرور أحمد يفتتح خلال جولته في فرنسا مسجد المهدي ويلقي منه خطبة الجمعة

يسر الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تعلن أنه في 11/10/2019، افتتح إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، خليفة المسيح الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، مسجد المهدي في ستراسبورغ في فرنسا.

ويتسع المسجد لـ 250 مصلّ مع مساحة إضافية من قاعة متعددة الأغراض. ويتضمن المجمع مواقف للسيارات ومكاتب وبيت للضيافة.
افتتح حضرته المسجد رسميًا مزيحًا الستار عن اللوحة التذكارية، ثم أمّ الدعاء الصامت شاكرًا أفضال الله تعالى.
ثم ألقى حضرته خطبة الجمعة من المسجد المبني حديثًا، وأوضح فيها أهمية العبادة المنتظمة في المسجد والسعي إلى التمسك بأهداب التقوى.
استهل حضرته الخطبة بالآية 18 من سورة التوبة من القرآن الكريم، والتي تقول:
"إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ"


وبالحديث عن مزيّة "من آمن بالله" الواردة في الآية، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" لقد بين الله تعالى في الآية التي تلوتها عليكم مزايا الذين يبنون المساجد ويعمرونها، أنهم يؤمنون بالله تعالى أي هم يوقنون يقينا كاملا بأن الله مصدرُ كل قوة ومالكها، وكل ما سواه فانٍ وباطل. فلإحراز هذا الإيمان من الضروري جدا أن ينيب المرء إليه ويعبده. فالله تعالى يزيد المنيبين إليه إيمانا ويقينا. ثم بيَّن الله تعالى أن من مزايا بُناة المساجد أنهم يوقنون بالآخرة، لأن اليقين بالآخرة حصرا يُميل الإنسان إلى عبادة الله، أي العبادة التي تصدر لنيل رضوانه تعالى خالصة. "

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد في شرح هذه الآية القرآنية قائلًا:
"لا يقدر على عمارة المساجد أو لا يستحقون بناء المساجد، إلا الذين يقيمون الصلاة ويتعهدون أن من واجبنا أن نعمره خمس مرات وأنهم لم يبنوا هذا المسجد لإراءة العالم أن لنا أيضا مسجدا"
وبخصوص أجر بناء المساجد، نقل حضرة ميرزا مسرور أحمد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله:
"مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ."
أوضح حضرته أنه في حين أن لبناء المسجد فضيلة عظيمة، فإنه يتطلب أيضًا من الشخص الوفاء بالتزامات المسجد من خلال العبادة في المسجد بانتظام.

وفي إشارة إلى حالة العالم والدور السلبي الذي تلعبه بعض المساجد، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"فالمسلمون يبنون آلاف المساجد كل سنة. لكنه إذا كانت تُلقى فيها دروس الفرقة ويصدر فيها الحديث عن المصالح الخاصة بدلا من خوف الله وخشيته ولفْت الانتباه إلى أداء حقوق عباده، أو كان يجري فيها الكلام عن مصالح الفئة التي بنتْها، أو كان العلماء المزعومون يخترعون فيها أحدث البدع التي لا علاقة لها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم".


قال حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا أن البر يتطلب التواضع:
"لقد قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام: نجد في كلام الله تعالى أيضا أن المتقين هم أولئك الذين يمشون بحلم ومسكنة ولا يتكلمون بكلام ينمّ عن الزهو والغرور، بل يكون حديثهم كحديث الصغير مع الكبير".

كما تحدث حضرته أيضًا عن تقوى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) التي لا مثيل لها وكيف كان يميل إلى الأبد لعبادة الله سبحانه وتعالى.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لأداء حقوق الخلق، ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجا يصعب العثور على مثيلٍ له، ولم يبالِ بنفسه كثيرا، وإذا كان لديه وادٍ من المال وزّعه وكلما سأله سائل لم يردّه صفر اليدين أبدا، وإضافة إلى ذلك كانت يده تظل مستعدة لمساعدة خلق الله تعالى كل حين، والمصلي كلما يصلي على النبي ﷺ واضعا أسوته ﷺ أمام عينيه يسعى للعمل بها، وإذا كانت هذه حالتنا فسوف يتقبل الله تعالى أدعيتنا بسبب إظهارنا الحب لنبيه الحبيب وعبده العزيز وبسبب صَلاتنا عليه ﷺ، وحينها يمكن أن ننال قرب الله تعالى ونظهر الحلم والتواضع ونكون من الذين يسلكون دروب التقوى وأولئك هم المفلحون".
كما تحدث حضرته عن فلسفة بناء المساجد، وقال إن الإسلام يريد خلق الوحدة بين البشرية جمعاء، والمسجد وسيلةٌ لتحقيق هذا الهدف، حيث يجتمع الناس بشكل منتظم ويعززون علاقات الصداقة بينهم مما يؤدي إلى مزيد من الوحدة داخل المجتمع.
وفيما يتعلق بمسجد ستراسبورغ، أشاد حضرته بأعضاء مجلس خدام الأحمدية في فرنسا الذين قاموا بتغطية كامل تكلفة المسجد. وقال حضرته في الوقت نفسه، إنه لا ينبغي أن يُترك أعضاء مجلس أنصار الله ونساء لجنة إماء الله وراء بل يجب أن يسعوا لبناء مسجد آخر في فرنسا خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وفي ختام كلمته، دعا حضرة ميرزا مسرور أحمد للمسجد ولأولئك الذين ساهموا في بنائه.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ندعو الله تعالى أن يبارك في المسجد من كل النواحي والجوانب، وأن يبارك في أموال أعضاء مجلس خدام الأحمدية ونفوسهم الذين قدموا التضحيات لبناء المسجد. ولكن يجب ألا يقتصر الأمر على التضحيات المالية فقط بل ندعو الله تعالى أن يوفق الجميع لإدراك روح عمارة المسجد، كما ندعوه تعالى أن يرتفع مستوى عبادة أعضاء خدام الأحمدية وبقية أفراد الجماعة"
بعد خطبة الجمعة والصلاة، أجرى ممثلو وسائل الإعلام المحلية مقابلة مع حضرته حول المسجد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

خطب الجمعة الأخيرة