loader
 

انتهاء جلسة قاديان السنوية الرابعة والعشرين بعد المائة بخطاب إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية

اختتم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفةُ الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد، الجلسةَ السنوية الرابعة والعشرين بعد المائة للجماعة الإسلامية الأحمدية في قاديان بالهند، في 28 /12/2015 بخطاب ملهم للإيمان.



وقد بُثّ خطابه الختامي عبر الأقمار الصناعية من مسجد بيت الفتوح في لندن. وقد حضر الجلسة في قاديان أكثر من 19000 شخص من 44 بلدًا، في حين تجمع أكثر من 5000 شخص في لندن لحضور الجلسة الختامية.



وقد تحدث حضرة الخليفة خلال كلمته عن تأييد الله تعالى للجماعة الإسلامية الأحمدية، فعلى الرغم من الاضطهاد المستمر الذي تواجهه الجماعة في أجزاء معينة من العالم إلا أنها مستمرة في النمو والازدهار.



وبدأ حضرة الخليفة خطابه بقوله إن التكنولوجيا الحديثة قد مكّنته مع الذين تجمعوا في لندن من المشاركة في جلسة قاديان، وإن هذه نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى. كما قال أيضًا إن التكنولوجيا وسيلة لنشر رسالة الإسلام الحقيقية في جميع أنحاء العالم.



وقال حضرته بينما تستفيد الجماعة الإسلامية الأحمدية من التكنولوجيا الحديثة لنشر القيم الإسلامية في السلم والتسامح والاحترام، فإن هناك من يستخدم هذه التكنولوجيا لنشر الشر والفوضى.



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"من المعلوم أن السيئة موجودة إلى جانب الحسنة، فإلى جانب الملائكة الذين يدعون الناس إلى فعل الخيرات هناك الشيطان الذي يرغّبهم في السيئات والمنكرات، أي أن مع النور الظلمة أيضا. معلوم أن الشيطان يقوم بذلك بحماس أكثر، والحال نفسه ينطبق على التكنولوجيا الحديثة، بمعنى أن وسائل النشر والاتصال والمخترعات الحديثة المعاصرة تبذل قدراتها كلها لنشر الأعمال الشيطانية، فيقع العالم في شراكها ويبتعد عن الله والدين شيئًا فشيئًا. ولكن قناتنا إم تي إيه هي القناة الوحيدة التي تبث على مدار الساعة ذكرَ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"


وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"علينا نحن الأحمديين ألا نَضِلّ بسبب هذه التكنولوجيا الحديثة، بل يجب أن نستخدمها للاستباق في الحسنات والتقدم في حب الله ورسوله ولتوطيد العلاقة وأواصر الحبّ مع المحب الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم".

وقال حضرة الخليفة على الرغم من الموارد المحدودة للجماعة الإسلامية الأحمدية، إلا أنMTA قد أصبحت وسيلة لإنشاء علاقة فريدة بين نظام الخلافة والمسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم.



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا شك أن الناس يملكون أموالًا طائلة ووسائل هائلة، ولكن هل يوجد في العالم كله بلد أو زعيم ديني على تواصل مع أتباعه على نطاق واسع على هذا النحو؟ كلا، بل أعطى الله هذه المعجزة المسيحَ الموعود عليه الصلاة والسلام وجماعتَه فقط ".

ثم تحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد عن القوة الموحِّدة للخلافة في الجماعة الإسلامية الأحمدية فقال:
"لم يُقِم اللهُ الخلافةَ فحسب، بل أسَّس بواسطتها فروعَ الجماعة في الغرب وفي الشرق وفي الشمال والجنوب. توجد هذه الفروع في إفريقيا وفي آسيا وفي أوروبا وأميركا وفي أستراليا وفي الجزر، ثم خرطها الله تعالى في سلك واحد. اليوم صار صوت خليفة الوقت علامةَ الوحدة ببركة المسيح الموعود عليه السلام ويدوّي في وقت واحد في جميع أنحاء المعمورة".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"فطوبى للذين يستفيدون اليوم من الجو الروحاني جالسين في قرية المسيح الموعود عليه السلام ويسمعون كلام خادمٍ بسيط للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وخليفتِه رغم بُعد المسافة، كذلك يسمع كلامه الأحمديون في جميع أنحاء العالم. من المعلوم أن في بعض بقاع المعمورة يسطع الآن النهارُ، وفي بعضها الأخرى قد أسدل الليل ستاره، وفي بعضها انفلق الصبح، وساد المساء في أماكن أخرى، ولكن الجميع يشاهدون مشاهد قاديان ويستفيدون إلى حد ما من الجو الروحاني السائد هناك والذي يستفيد منه المشتركون في الجلسة الموجودون في قاديان".

وقال حضرته إنه على الرغم من المعارضة الشديدة، فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية تنتشر بسرعة. وأشار حضرة ميرزا مسرور أحمد إلى أن هذا التقدم تحقيق لنبوءات المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) حيث تلقى وحيًا من الله سبحانه وتعالى أن الناس من جميع أنحاء العالم سوف ينضمون إلى جماعته بأعداد كبيرة جدا.



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لو نظرنا اليوم واضعين في الاعتبار حالة قاديان الابتدائية حين لم يكن حضرة المسيح الموعود عليه السلام معروفا فيها، حتى لم يعرفه الأقارب دعك عن الأباعد، ثم لو نظرنا إلى هذه النبوءات وتحققها، لتجلت لنا عظمته عليه السلام وكذلك صدقُ هذه النبوءات أكثر. في هذا الوقت يسمع ويشاهد فعاليات الجلسة في قاديان ممثلون من اثنتين وأربعين دولة بالإضافة إلى الهند وباكستان، وكل یسمع بلسان بلده. فكل واحد منكم أيها الحاضرون في جلسة قاديان لبرهانٌ على صدق المسيح عليه الصلاة والسلام.".

وقال حضرته بينما نشر العرب في صدر الإسلام تعاليم الإسلام بحكمة عظيمة، إلا أنهم اليوم ينسون للأسف التعاليم الصحيحة للقرآن الكريم والرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) حين يكون الحديث عن الأحمدية.



وقال إنهم بدلًا من أن يتصرفوا بحكمة، فهم مصرّون على قولهم أن المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) كان، والعياذ بالله، نبيًا كاذبًا، وحجتهم أن هذا هو رأي المشايخ في باكستان والهند. وقال حضرته إنه على الرغم من هذه المعارضة، ينضم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية كلَّ سنة مئاتُ الآلاف من الصالحين، بمن فهم العديد من العرب.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"فمن واجب الأحمديين العرب الآن أن يتحلَّوْا ثانيةً بذلك العلم والحكمة والفراسة التي كان العرب معروفين بها، وأن ينشروا رسالة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بين العرب كلهم."



وفي الختام، تحدث حضرته عن الهجوم الإرهابي الذي شُنّ ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية في بنغلاديش قبل بضعة أيام، وكذلك عن استشهاد مسلم أحمدي في قيرغيزستان.



وعلى ضوء هذه الأحداث، حث حضرته المسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم على أخذ الحيطة والحذر، وأن يظلوا دومًا متيقظين لخطر التطرف والإرهاب. ودعا اللهَ تعالى أن يحمي جميع أفراد الجماعة.


وانتهت الجلسة بالدعاء الصامت تلاه مجموعةٌ من القصائد التي أُنشدت في قاديان وبُثّت على الأقمار الصناعية.
 


 

خطب الجمعة الأخيرة