
ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد كلمات تحذيرية قوية لقادة وحكومات العالم حول التصعيد المحتمل للصراعات الحالية إلى حرب عالمية ثالثة كاملة. حيث تحدث حضرته عن هذا الأمر خلال خطبة الجمعة في 04/12/2015 والتي ألقاها من مسجد بيت الفتوح جنوب غرب لندن.
وبيّن الخليفة كيف أن مشاكل العالم نجمت عن الظلم الكبير الذي ترتكبه البلدان الإسلامية والقوى العالمية الأخرى على السواء. وطلب حضرته من المسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم الدعاء من أجل السلام المستديم في العالم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ينبغي لأفراد الجماعة التركيز على الإكثار من الدعاء للعالم لأنه متوجه نحو الدمار بسرعة كبيرة."
ومحذرًا من العواقب المدمرة المحتملة التي تنتظر العالم، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لقد آلت الظروف إلى وضع معقد جدا وكأن حربا عالمية قائمة ولو على نطاق ضيق، بل ينبغي أن نقول إن الحرب العالمية قد بدأت الآن. لقد بدأ بعض المحللين يعترفون الآن ويكتبون أيضا أن الحرب العالمية على أشدها".
وفي معرض حديثه عن الضربات الجوية ضد مجموعة داعش الإرهابية في العراق وسوريا، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"قررت الدول الغربية اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد "الدولة الإسلامية" المزعومة القائمة في العراق والشام، فقد خططت للقصف الجوي، بل بدأت به، ولكنها إذا كانت تريد توجيه مثل هذه الضربات فَعليها أن توجهها إلى الظالمين. ندعو الله تعالى أن يحفظ الأبرياء وعامة الناس من هذه الهجمات."
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن الساكنين هناك ولا سيما في سوريا يُسحَقون في الرحى، ليس لهم أي مهرب ولا إلى خروج من سبيل. ثم إن البلاد المجاورة لهذه المنطقة أيضا ليست جادة في إنهاء هذه الفتنة.كان ينبغي أن تجتمع الدول المجاورة وتساعد حكومات هذه المنطقة على القضاء على هذه الفتنة إلا أنها تركتها تزداد وتتفاقم إلى أن انتشر هذا الشر في العالم كله".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن تصاعد الصراع المتزايد:
"يقال إن بعض البلاد المجاورة تقوم بالتجارة مع هذه الدولة الإسلامية المزعومة وتشتري منها النفط. روسيا تتهم تركيا مع أن تركيا ترفض ذلك بل بدورها تتهم روسيا بهذه التجارة. على أية حال، هناك شيء ما يحصل، وتتم مثل هذه التجارة بشكل أو بآخر، وهو أمر أتكلم عنه منذ سنين. روسيا أيضا مشاركة مع الدول الغربية في هذه الضربات الجوية رغم اختلافها مع هذه الدول؛ إذ إن روسيا مؤيدة لحكومة بشار الأسد السورية، أما بقية العالم فتعارضها، غير أن داعش في الوقت الراهن أصبحت هدفا مشتركا للطرفين، مع كل ذلك هناك خلافات بينهما. والصين تعلن عن دعمها لموقف روسيا إذا تطورت الظروف أكثر. وتقول حكومة سورية إن الضربات الجوية لن تكون مفيدة إلا إذا تمت بالتنسيق معها. ثم بعد إسقاط تركيا طائرةً روسية كثرت العداوات وكثر إظهارها وازدادت التصريحات."
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"أعلنت هذه الدولة الإسلامية المزعومة عن خطتها بأنها إذا اضطرت للخروج من العراق والشام فستتخذ من ليبيا مركزًا لها وتقيم فيها حكومتها. فماذا عسى أن تكون نتيجتها؟ نتيجتها واضحة وهي أن هذه القوى ما دامت تريد القضاء عليها فلا بد أن تواصل ضرباتها الجوية هناك في لبيبا أيضا، وهكذا سيهلك عامة الناس مرة أخرى. إن البلاد الغربية تساعد هذه الحكومات في البداية ثم تعاديها في النهاية، فإنها الآن تعادي حكومات ليبيا وسوريا والعراق، فإما أنها أطاحت بهذه الحكومات أو تحاول الإطاحة بها. إن انتشار هذا الفساد كله في العالم نتيجة لعدم الالتزام بالعدل منذ فترة طويلة. ومن سوء الحظ أن الحكومات الإسلامية أيضا تمارس الظلم والجور في بلادها"
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ويبدو إلى الآن أنه لن تنتبه القوى الكبرى ولا الحكومات الإسلامية أيضا إلى الالتزام بالعدل. ويبدو وكأن الجميع يظنون أنهم باتخاذهم الإجراءات اللازمة ضد الدولة الإسلامية المزعومة ومن ثم إذا قضوا عليها أو استطاعوا القضاء عليها فسيسود الأمن وتهدأ الأوضاع. ولكن تشير بعض الأمور إلى أن الأوضاع لن تتحسن ولو قضي على هذه الفتنة، بل ستبدأ القوى الكبرى بالتعارك فيما بينها وليس ببعيد أن يؤدي الأمر إلى نشوب الحرب، وذلك لأن الخلافات بين روسيا والدول الغربية أخذت تتفاقم، وإن حدثت الحرب فلن يهلك إلا عامة الناس".
وفي الختام، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"أكرر تنبيهكم إلى التركيز على الدعاء ليهب الله تعالى الحكومات والقوى الكبرى العقلَ حتى لا ينجرف العالم نحو الدمار والخراب".