loader
 

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطابًا تاريخيًا في البرلمان الهولندي

 حضرة ميرزا مسرور أحمد يقول إن الإسلام يضمن للجميع حرية الدين ويدعو القوى العالمية للعمل بعدالة

يوم 06/10/2015، ألقى حضرة ميرزا مسرور أحمد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، والخليفة الخامس للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، كلمةً تاريخية في الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة للشؤون الخارجية في البرلمان الوطني الهولندي في دنهاغ (لاهاي) أمام جمهور من أكثر من 100 من كبار الشخصيات والضيوف.


ولدى وصول حضرة ميرزا مسرور أحمد البرلمان الهولندي عند الساعة 04:35 بعد الظهر، استقبله السيد Harry van Bommel (عضو مجلس النواب ونائب رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية) ورافق حضرته إلى غرفة اللجنة.

ثم بدأت الجلسة الرسمية حيث رحب السيد Harry van Bommel بحضرته في البرلمان وقدّم له أعضاء اللجنة.
كما رحب بمختلف البرلمانيين الأجانب،وسفراء الدول وكبار الشخصيات الذين يمثلون مختلف البلدان بما في ذلك ألبانيا وكرواتيا وإيرلندا، ومونتينيغرو، وإسبانيا والسويد.
بعد ذلك، ألقى حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الرئيسي مبينًا أن تهديد السلام والأمن في العالم هو القضية الأهم في هذا العصر.
وأعطى حضرته الحلول للمشاكل التي يواجهها العالم استنادًا إلى تعاليم القرآن الكريم. كما دعا القوى العالمية لدعم الدول الأقل تقدمًا من الناحية الاقتصادية والامتناع عن الاستغلال.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن تراجع السلام في العالم:
"في عالم اليوم نرى أن بعض القضايا يتم إبرازها والتركيز عليها باستمرار بوصفها أهم المشاكل في عصرنا. إذا حللنا الوضع بموضوعية، لأدركنا أن سلام وأمن العالم هو في الواقع أكثر القضايا أهمية في عصرنا. ومما لا شك فيه، أن العالم مع مرور كل يوم يزداد عدم استقرارٍ ويصبح أكثر خطورة، وهناك عدة أسباب كامنة وراء ذلك".

وقال حضرته: هناك عوامل عديدة تؤثر على سلام العالم وأمنه، منها عدم الاستقرار الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، وانتفاء العدالة والثقة بين الحكومات وأفراد الشعب، والتفاوت المتزايد بين الدول المتقدمة والنامية.
وقال حضرة الخليفة: لا يمكن لوم الإسلام ولا أي دين آخر، على أعمال عنف المتطرفين.

وذكر حضرته أنه من الظلم الشنيع القول بأن القرآن الكريم أو نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم) قد دافعا عن أي شكل من أشكال عن التطرف أو الإرهاب."

ومشيرًا إلى التزام الجماعة الإسلامية الأحمدية -الذي لا يتزعزع- بالسلام، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"أنا، وجميع المسلمين الأحمديين في الواقع، لسنا من بين هؤلاء الناس الذين يخلقون أو يشاركون في اضطرابات أو فوضى عالم اليوم، بل نحن من نسعى لإحلال السلام في العالم. نحن من نسعى لشفاء العالم، نحن أناس نسعى لتوحيد البشرية. نحن أناسٌ نسعى لتحويل كل الأحقاد والعداوات إلى الحب والعطف. وبالتأكيد، نحن من نبذل كل جهد ممكن من أجل إقامة السلام العالمي.

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"كزعيم ديني، أود أن أقول إنه بدلًا من إلقاء اللوم على الآخرين وإثارة بعضنا البعض، علينا أن نركز على بناء السلام العالمي الحقيقي طويل الأمد".

ثم استشهد حضرة ميرزا مسرور أحمد بعددٍ من الآيات القرآنية، والتي أثبتت أن الإسلام يدافع عن الحرية الدينية وحقوق الإنسان العالمية.

وأوضح حضرته أيضا أن الحروب التي خاضها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين الأوائل كانت دفاعية تمامًا في طبيعتها، وخاضها المسلمون من أجل حماية مبادئ حرية الدين والمعتقد.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"في سورة البقرة: الآية 194 " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ" نهى الله المسلمين عن الانخراط في أي معركة أو حرب حال تواجد الحرية الدينية. ولذلك، لا يحق لأي بلد مسلم أو جماعة مسلمة أو فرد مسلم الاشتراك في أي شكل من أشكال العنف، أو الحرب أو الخروج عن القانون سواء ضد الدولة أو شعبها".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"الحكومات في أوروبا والغرب علمانيةٌ وبالتالي ليس لمسلم الحق أبدًا في انتهاك قوانين الدولة، أو معارضة الحكومة باستخدام العنف أو التحريض على أي شكل من أشكال التمرد أو العصيان."

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثا عن أهمية العدالة القصوى في العلاقات الدولية:
"الإسلام يعلمنا أنه في جميع الأحوال، مهما كانت صعبة، يجب أن نظل متمسكين بقوة بمبادئ العدالة والنزاهة ... والحقيقة هي أن السلام المستديم لا يمكن أن ينشأ أبدًا بدون تحقيق العدالة في كل مستوى من مستويات المجتمع."
ومشيرًا إلى التزام الإسلام بالحرية الدينية العالمية، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"في الحقيقة، الإسلام يكفل الحرية وحماية الناس من جميع الأديان. الإسلام يحمي حق كل فرد في اتباع المذهب أو المعتقد الذي يختاره".

ثم أكد حضرته مجددًا على قلقه إزاء الأمن في العالم، حيث قال:
"إن العالم في حاجة ماسة إلى السلام والأمن. هذه هي القضية الملحة في عصرنا. ويجب على جميع الدول وجميع الشعوب الوقوف معا من أجل تحقيق هذا الهدف الأكبر وتتوحد في جهودها الرامية إلى وقف كل أشكال القسوة والاضطهاد والظلم الذي يرتكب باسم الدين أو بأي طريقة أخرى. ويشمل هذا الاستهزاء بأي دين والذي يمكن أن يحرض على الإحباط والاستياء وبالطبع يشمل أيضًا الأنشطة البغيضة للجماعات المتطرفة التي تبرر أفعالها الشريرة زورًا باسم الدين".

وفي الختام دعا حضرة الخليفة القوى الكبرى أن تكف عن جميع أشكال الاستغلال للدول الضعيفة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"اليوم، نرى الكثير من دول العالم المتقدم تزيد من استثماراتها في الدول الفقيرة والنامية. والواجب هو ألا تستفيد الدول المتقدمة بالموارد الطبيعة للدول الفقيرة وبالقوى العاملة الرخيصة لتحقيق مكاسبها الوطنية الخاصة ولجني الأرباح لها بل يجب أن تتصرف بعدالة وتسعى لمساعدة هذه الدول الفقيرة أيضا".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عليها (الدول الغنية) أن يسعوا لإعادة استثمار معظم ما تكسبه من البلدان الفقيرة وأن تستخدم الثروات في مساعدة السكان المحليين على التطور والازدهار. إذا عملت الدول المتقدمة بهذه الطريقة، فلن يعود ذلك بالمنفعة على الدول الفقيرة فحسب بل سيستفيد كلا الطرفين. وسيزيد هذا من الثقة ويزيل مشاعر الإحباط. سيكون ذلك وسيلة لتحسين الاقتصاد المحلي مما سيؤدي بدوره إلى رفع اقتصاد العالم والنشأة المالية".

وعقب ختام كلمته، أعطي أعضاء اللجنة الدائمة الفرصة لطرح الأسئلة على حضرته لمعرفة وجهة نظره حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك الحرية الدينية وحرية التعبير، وأزمة اللاجئين واضطهاد الجماعة الإسلامية الأحمدية.
وفي وقت لاحق، التقى حضرته شخصيا بمختلف الشخصيات والضيوف وقام بجولة في غرف تاريخية معينة داخل البرلمان.

 

 

 

 

 

 

 


 

خطب الجمعة الأخيرة