تقرير صحفي عن محاكمة الأحمديين في باكستان بتهمة التجديف
لاهور: برّأت محكمة لاهور العليا "ميان إرشاد" من قضية تكفيره عام 2010 وعلى الرغم من حكم المحكمة إلا أن حياته أصبحت أشبه بحياة اللاجئين.
انضمّ "إرشاد" إلى الجماعة الأحمدية في سنة 2004 فأخذه والده إلى شيخ في قريته الواقعة في وسط البنجاب "كي يرده إلى الإسلام"! فحاول الشيخ ذلك دون جدوى، ونتيجة لرفض إرشاد التخلي عن الأحمدية قام الشيخ بمقاضاته بناء على المادة رقم 295 من قانون العقوبات الجزائي في الباكستان. فحاول إرشاد التملص من الشرطة ولكن قام كبار الجماعة بنصحه بأن يسلم نفسه إلى السلطات ويدخل معركة قضائية.
الحياة في السجن كان إرشاد يُنقل من سجن إلى آخر مُخلّفاً وراءه زوجته وطفلاً صغيراً مع العائلة ذاتها التي نبذته. وفي نهاية الأمر طلب من المحكمة أن تضعه في سجن أكثر أمناً لأن المتشددين شكلوا تهديداً له في بعض السجون، ومن ثم نُقل إلى سجن مركزي فيه الكثير من المجرمين والإرهابيين إلا أنّ مستوى الأمن كان كافياً ليبقي إرشاد وغيره ممن أُدينوا بالكفر بأمان. وذكر إرشاد أنه خلال فترة حبسه كان يتجنب المواجهة مع السجناء الذين تحرّشوا به وكان غالبيتهم من المتشددين "يتجنب المتهمون بالكفر النزاعات لأنّه يتم ردعهم بأساليب وحشية فعلى سبيل المثال يُسكب الزيت الحار على الأشخاص وهم يتعاركون، لذلك ابتعدت عن تلك االنزاعات بإشغال نفسي ببعض الأعمال، أو المطالعة أو ملازمة رجال آخرين متهمين بالكفر." و ثبتت براءة إرشاد بمساعدة منظمات حقوق الإنسان ودعم الجماعة الإسلامية الأحمدية وذلك بعد ست سنوات صعبة في السجن.
عائلة المتهم وبعيداً عن زوجها كانت زوجة إرشاد تعيش تحت رحمة الأقارب و القرويين حيث ذكرت زوجته "جميلة" أنّ أفراد العائلة والقرويين لم يعاملوها كإنسانة وفي نهاية الأمر أخذها أبواها إلى أن أُطلق سراح زوجها وقالت: "على الرغم أننا عشنا أعواماً في قريتنا تلك إلا أنّ الناس انقادوا وراء أقوال الشيخ." الحياة بعد السجن لم يخطُ إرشاد خارج البلدة التي يقطن فيها الآن منذ براءته، وهو يعيل زوجته وولديه عن طريق العمل بالأعمال البسيطة فقط وذلك بسبب الفتوى التي تحظر عليه العمل بشيء آخر. لا يُضطهد الأحمديون فحسب في الباكستان كأقلية دينية إلا أنهم يُستهدَفون بشكل علني في جميع أنحاء الباكستان كما يُقتل المتهمون بالتكفير لا سيما الأحمديين بشكل علني. وقد قال ي.أ رحمان السكرتير العام لمنظمة حقوق الإنسان في الباكستان " إنّ هذا النوع من البغضاء من شـأنه أن يدمر الباكستان برمتها"
*تم تغيير أسماء الأشخاص الذين أُجريت معهم المقابلة وذلك لحماية هويتهم الحقيقية.
لمشاهدة اللقاء الرجاء الضغط على الرابط التالي: http://tribune.com.pk/story/448710/twice-cursed-trials-of-being-labelled-an-ahmedi-and-a-blasphemer/
|