loader
 

أمير المؤمنين يشجب الدعوةَ لتدمير كنائس في السعودية ودول الخليج

استنكر أمير المؤمنين خليفة المسيح الخامس ما صدر عن مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله، الذي أعلن أنه كان من الضروري تدمير جميع الكنائس في المملكة العربية السعودية والدول العربية المحيطة بها.
إذ قال الخليفة نصره الله:

"لقد صُدمتُ وحزنت جدًّا لسماعي أن مفتي المملكة العربية السعودية دعا إلى تدمير جميع الكنائس في المنطقة. إن ما قاله هو ضد تعاليم الإسلام كليا، ويجب إدانته؛ فقد قال الله تعالى (لا إكراه في الدين)؛ وهذا يعني أن كل شخص يجب أن يكون حرًّا في ممارسة دينه، وله الحق في العبادة، واستنادا إلى هذه التعاليم التي لا لبس فيها، كيف يمكن لسلطة ما في الإسلام أن تدعو لتدمير ولو كنيسة واحدة؟ دع عنك كل الكنائس!."

يقول الله تعالى في القرآن الكريم عن حماية جميع أماكن العبادة:
" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ." "(سورة الحج، الآيات 40-41)

هل هذه الآيات غير واضحة؟ وماذا تعني هذه الكلمات؟
إن حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مليئة بالأمثلة على دفاعه الدائم عن حرية الدين والعبادة. ومثالاً على ذلك، عندما قام وفد من المسيحيين من مدينة نجران بزيارة المدينة المنورة، سمح لهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالعبادة في مسجده على طريقتهم أي باتجاه الشرق كما هو أسلوبهم، وليس باتجاه الكعبة المشرفة.

لقد قضى الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم معظم حياته يعظ أصحابه وعامة المسلمين للالتزام بالسلام والتسامح والعدالة؛ لذا فقول المفتي خطأ واضح، ويُظهر خللا كبيرا في فهم التعاليم الإسلامية.

ونحن في الجماعة الإسلامية الأحمدية، نتبع التعاليم الحقيقية للإسلام الذي جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي نرغب بل نسعى باستمرار لعالم مليء بالسلام وحرية العبادة لجميع الناس.

في عام 2010، طلبت صحيفة أمريكية مشهورة جدا رأيي في مقترح بناء مسجد في أرض جراوند زيرو في نيويورك ، وردا على ذلك قلت إنه اذا تم منح إذن لبناء المسجد، فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية تريد أن يُبنى كنيسة وكنيس (معبد يهودي) وأماكن عبادة لجميع الديانات الأخرى إلى جانب المسجد، لأن من شأن ذلك أن يُظهر وحدة حقيقية في المجتمع، وقد بُني جوابي على التعاليم الفعلية والحقيقية للإسلام".


رأت بعض الجهات في المجتمع الأمريكي أن بناء المسجد في ذلك المكان إنما يأتي بنيَّة جعله رمز انتصار للإرهابيين المتطرفين الذين دمروا برجي مركز التجارة العالمي. ومهما كانت نيّة الذين يريدون بناءه، فإن بناء دور عبادة لأديان أخرى في ذلك المكان يزيل هذه الظنون والمخاوف ويؤكد أن الإسلام هو دين التعايش الذي يكفل الحرية الدينية ويدافع عنها


 

خطب الجمعة الأخيرة