loader
 

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي الخطاب الرئيس في منتدى السلام الثاني عشر

 في 14/03/ 2015، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الرئيس في منتدى السلام الوطني الثاني عشر الذي تستضيفه الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة.

وخلال كلمته، تحدث حضرته عن التهديد المتزايد للتطرف وحذر من خطر ذلك على العالم. كما أشار إلى الصراع المتصاعد في كل من العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وقال إن السبب الجذري للصراع في عالم اليوم ليس الدين وإنما "الظمأ الشديد للسلطة والنفوذ والثروة".

وأدان حضرته بشكل قاطع الجماعات الإرهابية مثل داعش، وبوكو حرام وحركة الشباب وبين أنها تخالف تمامًا تعاليم الإسلام. وفنَّدَ جميع أشكال التطرف مستدلا بآيات من القرآن الكريم.

وقد عُقد هذا الحدث في مسجد بيت الفتوح في لندن وحضره أكثر من 1000 شخص، من بينهم أكثر من 600 ضيف غير أحمدي بما فيهم عدد من الوزراء والسفراء وأعضاء في البرلمان ومختلف الشخصيات والضيوف. وكان ضيف الحدث هذا العام البروفيسور Heiner Bielefeldt، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحرية الدين والمعتقد. وكان موضوع منتدى السلام لهذا العام "الدين والحرية والسلام".

وخلال هذه الأمسية، قدم حضرته أيضًا للسيدة Sindhutai Sapkal، المعروفة باسم "أم اليتامى" جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية لتعزيز السلام تقديرًا لجهودها المتميزة في تخفيف معاناة أكثر من 1400 طفل يتيم وتزويدهم شخصيًا بالغذاء والمأوى والتعليم.



وبدأ حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابه الرئيس بالإشارة إلى أنه منذ ندوة السلام الأخيرة، التي عقدت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014، كان هنالك جهد دولي لاستهداف تمويل الإرهاب، مما أعطى "دفعة من التفاؤل الحذر".



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"من النقاط التي تطرقتُ إليها في ندوة السلام الماضية أن على العالم أن يسعى على وجه السرعة لمنع تمويل وإمداد الجماعة الإرهابية التي تعرف باسم داعش أو الدولة الإسلامية. أنا لا أدّعي أنه بسببي، أو بسبب أني وجهت الانتباه إلى هذه المسألة، ولكن بالتأكيد على مدى الأشهر القليلة الماضية كان هنالك جهود ملموسة لمعالجة هذه القضية الحاسمة".

وأشار حضرته إلى قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة في فبراير/شباط 2015 الذي يستهدف تمويل الجماعات الإرهابية، وقال إنه إذا نفذ بشكل صحيح فسيؤدي قريبًا إلى القضاء على داعش.

وخلال خطابه، أدان حضرة ميرزا مسرور أحمد بشكل قاطع جميع أشكال الإرهاب والتطرف، واعتبر الهجمات الإرهابية التي حصلت في باريس في يناير/كانون الثاني 2015 بأنها "مروعة وضد تعاليم الإسلام تمامًا".



وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد مشيدًا بالتصريحات الأخيرة لبعض زعماء العالم:
"أما عن رد فعل قادة العالم تجاه داعش، فمن الجيد أن نرى أن عددًا من السياسيين والشخصيات الدينية اختاروا عدم صب الزيت على النار وأوضحوا أنهم لا يؤمنون بأن داعش أو أي جماعة إرهابية أخرى تمثل التعاليم الحقيقية للإسلام".

وأشاد حضرته على وجه التحديد بالتعليقات التي أدلى بها الرئيس أوباما في "National Prayer Breakfast" الذي عقد في واشنطن بشأن الإرهاب، والتعليقات التي أدلى بها البابا فرانسيس بعد هجمات باريس والتي قال فيها إن على الناس أن لا يستفزوا الآخرين من خلال إهانة دينهم أو معتقداتهم.

وتحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد عن تزايد الصراع في العالم. ولم يتحدث عن الاضطراب في بعض الدول الإسلامية فحسب ولكن عن زيادة الانقسام في أجزاء أخرى من العالم.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لقد أُنهك العالم بمختلف القضايا التي أدت إلى حالة الإحباط والاستياء، والتي تقوض بدورها السلام. فعلى سبيل المثال، لا تزال آثار الأزمة المالية واضحة في كثير من بلدان العالم. وفي أوروبا، يتزايد السخط ويُطعن في نزاهة الاتحاد الأوروبي. وتكتسب الأحزاب القومية أو المعادية للهجرة شعبية في العديد من البلدان. سبق أن أشرت إلى الصراع في أوكرانيا وسباق التسلح العالمي. وهذه كلها تهديدات للسلام العالمي لا ترتبط بالإسلام، وإنما تزداد نتيجة الظمأ الشديد للسلطة والنفوذ والثروة"

وعن وسائل إحلال السلام، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب أن ندرك الحاجة الملحة للوقت. وعند التخطيط للسيطرة على الوضع، ينبغي أن يتم ذلك في وقت قياسي. علينا أن نقبل أنه لا يمكن أن يبنى السلام إلا على أسس متينة من الصدق والنزاهة والعدالة. وهذه هي مفاتيح السلام."

وتحدث حضرته عن أهداف الجماعة الإسلامية الأحمدية والتزامها في نشر التعاليم الصحيحة والسلمية للإسلام في جميع أنحاء العالم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"وفيما يتعلق بجماعتنا، الجماعة الإسلامية الأحمدية، فنحن لا نملك سلطة أو نفوذًا دنيويًا. وأهدافنا روحانية بحتة لذلك فنحن لا نسعى لسلطة أو حكومة، وليس لدينا أي طموحات أو أهداف سياسية".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" وكجماعة دينية نحن نرغب فقط أن يعترف العالم بخالقه وأن يوفي الناس حقوق بعضهم البعض. ونبذل لتحقيق هذين الهدفين كل جهد ممكن في جميع أنحاء العالم. ونسعى لإعلام الآخرين أن تعاليم الإسلام ليس لها صلة بالعنف والفوضى التي يشهدها العالم.".

ثم قدم حضرة الخليفة تحليلًا مفصلًا للتعاليم القرآنية فيما يتعلق بالسلام والحرية الدينية، وأشار إلى أنه حين مُنح المسلمون الإذن بالحرب "الحرب الدفاعية" فقد مُنحوا هذا الإذن من أجل حماية جميع الأديان وليس الإسلام فقط.
وعن التقارير الأخيرة التي أفادت أن الإرهابيين قد دمروا الآثار والمتاحف التاريخية في المدن العراقية القديمة، قال حضرته إن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا واضحًا للتعاليم القرآنية.



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لقد تم الحفاظ على هذه المدن لأكثر من 1400 سنة وحُميت من قبل الحكام والحكومات الإسلامية المتعاقبة وقد دمرت الآن باسم الإسلام. لا يمكن وصف ذلك إلا بأنه قسوة مفرطة وتجاوز لتعاليم الإسلام. لا يمكن لأي مسلم حقيقي أن يتصرف بهذه الطريقة أبدًا.".

واختتم حضرته خطابه بحث جميع الأطراف والأفراد للعب دورهم في تعزيز السلام في العالم. وقال إنه لا يزال من الممكن تجنب الحرب العالمية الثالثة لو تم الالتزام بمبادئ العدالة والنزاهة على جميع مستويات المجتمع.



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"وفي حين يقول البعض إنه لا يمكن تجنب وقوع حرب عالمية أخرى، إلا أنني أعتقد أن العالم اليوم لايزال لديه الوقت ليدرك الحقيقة الصارخة التي يواجهها ويوقف هذا التهديد. وللقيام بذلك، على جميع الشعوب والقادة التوقف عن النظر في اتجاه واحد والاهتمام بمصالحهم الخاصة فقط. بل عليهم توسيع آفاقهم واتخاذ نهج واقعي وعادل في جميع مسائلهم الخاصة. عليهم السعي لتحقيق مقتضيات العدالة والإنصاف والنزاهة في جميع مستويات المجتمع".



واختتم أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابه بالدعاء:
" آمل وأدعو الله أن يمكننا جميعًا من فهم وإدراك خطورة مسؤولياتنا والوفاء بواجباتنا. بارك الله بكم جميعًا ".



وقبل الخطاب الرئيس، تحدث عدد من كبار الشخصيات عن أهمية السلام والحالة الحرجة في عالم اليوم.
وقال رفيق حياة، أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة إن ما يقوم به الإرهابيون والمتطرفون "مناقض تمامًا لتعاليم الدين".
وقالت Siobhan McDonuagh، عضوة البرلمان و"رئيسة المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب للجماعة الإسلامية الأحمدية":
" علينا حماية حرية الأفراد في العيش بكرامة واتباع معتقداتهم الدينية."
وقال اللورد إيريك أيفبري، نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحقوق الإنسان:
" إنه لشرف عظيم لي حضور منتدى السلام الوطني للجماعة الإسلامية الأحمدية، وهو الحدث الذي يتيح لنا التجمع معا تحت القيادة الحكيمة لحضرته والتحدث عن قوى السلام والتسامح عبر حدود السياسة والدين".
وقال الدكتور تشارلز تانوك، عضو البرلمان ورئيس البرلمان الأوروبي لمجموعة أصدقاء الجماعة الإسلامية الأحمدية:
"من الواضح جدًا مدى ازدهار جماعتكم، ومدى مشاركتها الخيرية، ومدى اجتهادها وشجاعتها في مواجهة الشدائد في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم."

وقال اللورد طارق أحمد من ويمبلدون ووزير المجتمعات:
"الجماعة الإسلامية الأحمدية هي صوت السلام، وصوت الإنسانية، وصوت الاندماج وصوت الإسلام الحقيقي."
كما قام اللورد أحمد بقراءة رسالة خاصة بعث بها رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون للمنتدى حيث أشاد بالتزام الجماعة الإسلامية الأحمدية في نشر رسالة السلام والتسامح.

وقالت عضوة البرلمان جوستين جريننغ وزيرة الدولة للتنمية الدولية:
"حضرته، حضرة ميرزا مسرور أحمد مدافع دائم عن السلام في هذا العالم الذي يعاني من الصراع... الدور الذي تلعبه الجماعة الأحمدية في لندن وبالتأكيد في مجتمعي المحلي لأمرٌ حيوي جدًا وأنا أثمن عاليًا علاقتي القوية بها".
وقال البروفيسور Heiner Bielefeldt ، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحرية الدين والمعتقد:
" تساهم الجماعة الإسلامية الأحمدية بتطوير حرية الدين والمعتقد. وهذا ليس الآن. ففي عام 1948، عندما كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قيد المناقشة، صعد وزير خارجية باكستان، محمد ظفر الله خان، وهو من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى المنصة، وألقى كلمة في الجلسة العامة للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأيد حق حرية الدين أو المعتقد، بما في ذلك الحق في التغيير.".
كما ألقت الحائزة على جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية لتعزيز السلام لهذا العام، السيدة Sindhutai Sapkal كلمة بينت فيها أنها قد تغلبت على فقر الطفولة في الهند وأن تجربتها حفزتها على تقديم المساعدة الإنسانية لغيرها
حيث قالت السيدة Sindhutai Sapkal:
"الصعوبات التي واجهتها عندما كنت شابة دفعتني لأن أكرس حياتي لمساعدة الناس الذين في أمس الحاجة إلي. أريد عندما أذهب إلى العالم الآخر أن يتذكرني الناس كشخص ساعد الفقراء والمحتاجين، وهدفي هو المساعدة قدر الإمكان."



وقبل وبعد الحدث، التقى حضرة أمير المؤمنين شخصيًا بمختلف الشخصيات والضيوف، واجتمع أيضًا مع ممثلي وسائل الإعلام الغربية والآسيوية.


 

خطب الجمعة الأخيرة