
ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز الخطاب الرئيسي في المؤتمر الدولي الأول لمنظمة الإنسانية أولًا وذلك يوم السبت 24 /01/ 2015.
عقد هذا المؤتمر الذي استمر على مدى يومين في مسجد بيت الفتوح في لندن، وحضره 130 مندوبًا من 15 دولة حول العالم.
وخلال الكلمة الافتتاحية، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد إن خدمة الإنسانية من تعاليم الإسلام الأساسية وإن أعمال "الإنسانية أولًا" جاءت تنفيذًا لهذا التعليم بالذات. وقال إن اسم هذه المؤسسة الخيرية بحد ذاته يحدد رسالتها وهدفها الذي هو اعتبار احتياجات الآخرين فوق احتياجات المرء الشخصية.
بدأ حضرته خطابه باقتباس من كتابات مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة ميرزا غلام أحمد (عليه الصلاة والسلام) الذي قال:
"الإيمان يتكون من جزئين فقط، أحدهما حب الله والآخر أن تحب البشر إلى درجة أنك تعتبر معاناتهم، ومحنهم ومصائبهم كما لو أنها معاناتك ومحنك ومصائبك وأن تدعو لهم".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد إن المسلمين الأحمديين لا يقومون بأنشطتهم الإنسانية والخيرية إلا رغبة في كسب رضا الله سبحانه وتعالى.
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن المسلمين الأحمديين يخرون في صلاة صادقة طالبين عون الله ومساعدته. إنهم يدعون الله أن يمكنهم من الخدمة بروح حقيقية من التعاطف والتراحم والحب للبشرية. إنهم يرجون الله أن يساعدهم أن ينمّوا في أنفسهم روح نكران الذات بحيث ينظرون إلى ألم ويأس الآخرين كما لو كانت آلامهم ومآسيهم الخاصة. إنهم يدعون أن يتمكنوا مِن إزالة مِحَن ومعاناة الآخرين".
وقالت حضرته إن المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) قد وجه أبناء الجماعة مرارًا نحو خدمة البشرية.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"تذكروا دائمًا أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قد علم أتباعه نوعًا واحدًا من الوقْف، أي تكريس المرء حياته أو وقته في سبيل الله، وهو خدمة خلق الله وإظهار الحب تجاههم. وهذا يتطلب نكران الذات الحقيقي والحب للآخرين".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"تتطلب خدمة الإنسانية أن لا يهدأ للإنسان بال حتى يحل مشاكل الآخرين ويلقي بأعبائهم على كاهليه. ويتطلب ذلك أن يفنى قلب المرء في حب الآخرين، بحيث لا يهتم لوسائل راحته الخاصة، وإنما يهتم فقط براحة الآخرين. ويتطلب ذلك أن يكون المرء على أهبة الاستعداد لأن يمحو شخصيًا جميع أشكال الكرب من أجل الآخرين ويعتبر آلامهم كما لو أنها آلامه الخاصة. وهذا يتطلب أن يكون هذا الشخص على استعداد لتحمل المعاناة الشخصية أو القلق حتى يتمكن الآخرون من العيش في سلام واطمئنان".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"بالتأكيد، هذا هو الأساس والروح الحقيقية التي بسببها سميت الإنسانية أولًا، بحيث أن "الإنسانية" تأتي أولًا، وسعادة المرء وراحته الشخصية ثانيًا. وهكذا، على كل شخص يمت بصلة للإنسانية أولًا، سواءً لكونه جزءًا من هيئتها التنفيذية، أو من العاملين أو المتطوعين فيها أن يفهم هذه الفلسفة والروح"
واختتم حضرته خطابه بالقول إن المفتاح لنجاح الإنسانية أولًا هو الصلاة. وقال إن التاريخ يشهد على أن الله سبحانه وتعالى قد بارك عمل الإنسانية أولًا.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"على كل عضو في الإنسانية أولًا أن يتذكر أنه من خلال الصلاة والصلاة وحدها ستتبارك جهوده. جميع النتائج الإيجابية هي بفضل بركات الله. عندما نخدم الإنسانية في سبيل الله ثم نخرّ أمامه تعالى فإننا نوفي بحقوق الله وحقوق البشر. وبهذه الطريقة سوف نكسب عددًا لا يحصى من نعم الله وأفضاله في حين أن الشخص الدنيوي سيكافأ فقط على جهوده المادية. هذا هو السبب بأن جهودنا تتبارك بشكل مستمر وسوف تستمر بذلك دائمًا إن شاء الله. بالتأكيد حجم العمل الذي تقوم به الإنسانية أولًا يفوق بكثير الأموال المتوفرة لها".
وفي الختام، دعا حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلا:
" أدعو الله أن يمكن الإنسانية أولًا من الانتقال من قوة إلى قوة ويمكنكم جميعًا من العمل بروح الإخلاص والحب للإنسانية، التي غرسها المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وعلمنا إياها، آمين".