
جاء في صحيفة الغارديان في عددها الصادر يوم الأحد 15/11/2014:
http://www.theguardian.com/world/2014/nov/15/islam-mosque-imam-ahmadiyya-isis
"لقد خذل المشايخُ الشبابَ المسلمين في بريطانيا بسبب تدنّي مستوى تعليمهم وفشلهم في إلقاء الخطب باللغة الإنجليزية". هكذا صرّح شخصية دينية مرموقة داعيًا إلى رفع مستوى المعايير المطلوبة لإمامة مسجد أو جماعة.
إنه ميرزا مسرور أحمد الزعيم الروحي أو الخليفة لملايين المسلمين الأحمديين في العالم والذي قال بأنه من المخجل أن بريطانيا قد خسرت 500 شاب لصالح داعش، وهاجم هذه المجموعة على دفعها المال للمراهقين للمشاركة في القتال الهمجي الذي تخوضه. وقال إن على أئمة المسلمين في المملكة المتحدة تعليم "حب الوطن" إضافة إلى حب الله للشابات والشبان الساخطين والعمل بجد لتعزيز رسالة الإسلام السلمية.
فقد قال الخليفة: "لقد تربى الشباب في هذه البلاد وهم يفهمون اللغة الإنجليزية، فلا ينبغي أن يسمعوا رسالة القرآن الكريم باللغة الأردية أو البنجابية أو العربية فقط. يجب أن يكونوا ضليعين في التعليم الديني والدنيوي باللغة الإنجليزية.".
والأحمدية طائفة إسلامية يكفرها بعض المسلمين، ويُضطهد أتباعها في الكثير من البلدان لا سيما في باكستان. وهي تحتفل حاليًا بعامها الـ 125 وقد افتتحت أول مساجد لندن عام 1926. أما مسجدها الكائن في ضاحية موردن في ساري فهو أكبر مسجد في غرب أوروبا، وقد استضاف هذا الشهر ندوة السلام حيث استمع لخطاب الخليفة الرئيسي الوزيران جاستين غريننغ وإد ديفي وعشرات من الشخصيات الدينية من مختلف أنحاء العالم.
وقد تحدث الخليفة عن سخط المسلمين حيال التطرف داعياً الى بذل جهود أكبر لتحقيق السلام.
وقد قال لصحيفة الأوبزيرفر إن على الحكومة البريطانية أن تكون متسامحة مع الجهاديين العائدين للوطن: "إنهم محبطون وهم من المثقفين الذين لم يحصلوا على وظيفة مناسبة هنا فلم يقدِّم لهم التعلم شيئًا. هم محبطون. وأنا شخصياً أشعر بإحباطهم. هؤلاء الناس يستحقون فرصة ثانية. وإذا ما عادوا فعلينا بالتأكيد أن نكون يقظين ونبقي أعيننا عليهم".
وقال الخليفة إن الجماعة الأحمدية الصغيرة في بريطانيا لم تفقد أيًا من شبابها لصالح داعش عازياً ذلك إلى تركيز الجماعة المكثف على الشباب مما يمكن الأطفال من أن ينشأوا فاهمين التعاليم السلمية للإسلام. وقد دعا الخليفة المسلمين الآخرين للمساعدة في لفت الانتباه والتركيز على الآيات القرآنية التي تعزز السلام، ولكنه أيضًا حمل على عجز المجتمع الدولي على إيقاف داعش بما يقصم ظهرها ألا وهو التمويل، وقال: "إن داعش ليست مجهزة تجهيزًا جيدًا فحسب بل إنها قادرة على الإنفاق على آلاف الشباب المقاتلين الذين تقوم بتجنيدهم. "وفي بلدان أخرى تُعطى أسرهم الأموال- حتى هنا، إذا ذهب فإنه يحصل على مبلغ مقطوع من المال".
"تتلقى داعش ملايين الدولارات التي تتدفق عليها من السعودية ومن الكويت. هذا الأمر تعرفه جيداً جميع وكالات الاستخبارات والحكومات. لقد تحدثت قبل يومين إلى رئيس الحكومة الأوروبية، قال لي: كيف نوقف ذلك؟" فأجبته:"أنت تعلم جيدًا كيف يوقَف ذلك - أوقفوا التمويل، أنتم تعرفون من أين يأتي، فضحك ولم يقل شيئًا. هم يعرفون ذلك ويدركونه، ولكن أحزابهم السياسية لن تسمح لهم أبدًا بفعل أي شيء".
"علينا جميعًا أن نحاول الضغط على حكوماتنا، وتعريفهم بمهمتهم. الناس يريدون السلام. ونحن لسنا ممن يفقد الأمل. ما الذي سيحدث؟ إلى أن يحصلوا على أسلحة نووية؟ "هذا ممكن جداً طالما أن للمتطرفين أصدقاء من أصحاب النفوذ في الدول النووية كباكستان". ويقول الخليفة الذي خرج من باكستان عام 2003 إن لديه أملٌ بنفس الوقت في هزم التطرف."ما الذي كسبته طالبان والقاعدة؟ لقد كانت قوتهما أكبر بكثير قبل 20 عامًا من الآن. ونفس المصير ينتظر داعش".
وقال إن الأمر سوف يستغرق عقوداً حتى يتعافى الإسلام من الأضرار التي لحقت بسمعته. "هنالك الكثير من العقلاء الذين يحاولون فهم أن الإسلام ليس سيئًا ولكنه أمرٌ صعب في الوقت الراهن" وقال: "إذا قتلت داعش 10 أشخاص يُنشر ذلك على نطاق واسع، بينما إذا قمنا بدعوة 1000 شخص للسلام فلا يهتم بذلك أحد".