
في 8 /11/ 2014، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الرئيس في منتدى السلام الوطني الــحادي عشر الذي تستضيفه الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة.
وخلال خطابه، أدان حضرته بشكل قاطع أنشطة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى وقال بإنها "غير إسلامية البتة" وقال عنهم بإنهم "ينشرون بشراسة شبكة من الإرهاب" في العالم.
ومقتبسًا من القرآن الكريم، أثبت حضرته أن الإسلام دين السلام الذي يروج للتسامح والاحترام المتبادل والتفاهم على جميع مستويات المجتمع. وتساءل نصره الله أيضًا: كيف يتم تمويل ودعم الجماعات المتطرفة مثل داعش؟
وقد عقد هذا الحدث في مسجد بيت الفتوح في لندن بحضور أكثر من 1000 شخص، منهم 550 ضيف غير أحمدي بما فيهم وزراء الحكومة وسفراء الدول، وأعضاء مجلس البرلمان ومختلف الشخصيات والضيوف الآخرين. وكان موضوع منتدى السلام لهذا العام "الخلافة والسلام والعدل".
وخلال هذا الحدث، قلد أمير المؤمنين أيضًا جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية للسلام للسيد Magnus MacFarlane-Barrow، الرئيس التنفيذي والمؤسس لوجبات ماري في المملكة المتحدة، تقديرًا لجهوده المتميزة في توفير الغذاء والتعليم لمئات الآلاف من الأطفال في البلدان النامية.
وبدأ حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابه بالحديث عن التهديد المتزايد للإرهاب والتطرف في عالم اليوم فقال:
"على مدى العام الماضي، نشرت مجموعة معينة بشراسة شبكتها الإرهابية وأصبحت مصدر قلق كبير بالنسبة للعالم. أنا أتكلم عن مجموعة المتطرفين المعروفة باسم "داعش" أو "الدولة الإسلامية" إن تصرفات هذه المجموعة الإرهابية لا تؤثر فقط على الدول الإسلامية، ولكنها تؤثر أيضًا على بلدان في أوروبا بل وأبعد من ذلك، حيث يتأثرون أيضًا بوحشيتها".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد إنه لأمرٌ "مقلق" أن مئات من الشبان المسلمين في جميع أنحاء العالم تجذبهم داعش ويذهبون إلى سوريا والعراق للقتال معهم. وقال حضرته: "إن جدول أعمال وأهداف داعش وخليفتهم المزعوم مروع وهمجي تمامًا".
وقال حضرته إن داعش لديه رؤية لـ"السيطرة على العالم" الأمر الذي يصنفه بأنه "مجرد أماني"، وقال حضرته إنه اذا لم يتم إيقاف "تقدم" داعش فيمكن أن تتسبب في دمار كبير في العالم.
فقد قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"فكروا فقط كم ستكون حجم المعاناة والخراب الذي ستسببه جماعة متطرفة، تجمع الناس المحبطين والمضطربين من جميع أنحاء العالم والذين هم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل هذه القضية الظالمة.
هذا حقيقي بشكل خاص في ضوء حقيقة أن هذه المجموعة (داعش) لم تستقطب مجرد الأفراد ولكنها أيضًا مدججة بالسلاح مع أسلحة مدفعية وأنظمة تسليح متطورة. في الواقع، ليس من المستبعد أن يتمكنوا في نهاية المطاف من وضع أيديهم على الأسلحة النووية ".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عندما يتم اعتبار كل هذا فلن يوجد شك في التهديد المروع للعالم من قبل داعش وأي من المجموعات التي لديها أيديولوجيات مماثلة. وحقيقة أن كل هذا يجري باسم الإسلام لأمرٌ يحزن بصدق ويؤلم جميع المسلمين المحبين للسلام لأن مثل هذه الأيديولوجيات الوحشية وغير الإنسانية لا علاقة لها بالدين على الإطلاق. بل إن التعاليم الحقيقية للإسلام هي السلام والأمن لجميع الناس في كل مجال ".
وتابع حضرة الخليفة معطيًا وصفًا مفصلًا للتعاليم القرآنية فيما يتعلق بالحرب، مشيرًا إلى أنه لما مُنح المسلمون الإذن "بالحرب الدفاعية" فقد كانت وسيلة لحماية جميع الأديان وليس فقط الإسلام. وأوضح أيضًا الجهود التي لا مثيل لها التي قدمها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) لنشر السلام في جميع أنحاء العالم.
ثم تحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد عن "حرية الضمير" كأحد الركائز الأساسية للإسلام. وقال إنه قد سُمح للمسلمين بنشر رسالة الإسلام بالطرق السلمية فقط.
فقد قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا يُسمح أبدًا، بأي ظرف من الظروف، إجبار شخص آخر على قبول الإسلام أو أي دين ... فجميع الناس أحرار في الإيمان أو عدم الإيمان. وبالتالي فقد أُمر النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) بنقل رسالة الإسلام فقط ولا شيء أبعد - فكيف يمكن لما يسمى بالزعماء المسلمين اليوم تجاوز هذا والاعتقاد أن لديهم سلطة، أو سلطان أو حقوق أكثر من نبي الإسلام؟"
وأنهى حضرة ميرزا مسرور أحمد كلمته بالتساؤل عن تمويل الجماعات الإرهابية أو المتطرفة، كما وجه نداءً من أجل السلام العالمي من خلال العدالة الحقيقية.
فقد قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"وبالتالي أود أن أسأل هؤلاء الأشخاص أو المنظمات الذين يدَّعون أن الإسلام هو دين العنف على أساس فظائع الجماعات المتطرفة. أود أن أطلب منهم التفكر في كيفية قدرة هذه المجموعات على الحصول على هذه الأموال التي تسمح لهم بمواصلة أنشطتهم المتطرفة والحرب لفترة طويلة؟ كيف يمتلكون مثل هذه الأسلحة المتطورة؟ هل لديهم مصانع أسلحة؟ من الواضح تمامًا أنهم يتلقون المساعدة والدعم من بعض القوى. هذا يمكن أن يكون دعمًا مباشرًا من الدول الغنية جدًا بالنفط أو يمكن أن تكون قوىً كبرى أخرى تقدم المساعدة سرًا".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن تمويل هذه المجموعات مشكلة كبيرة لأنهم قادرون من خلال هذه الموارد المالية على افتراس الجماعات الضعيفة أو الأفراد... لذا ينبغي القيام بشيء لوقف تمويل هذه الجماعات بشكل عاجل. لقد بدأ الغرب الآن بالإدراك والاعتراف بأن هذه الحرب تؤثر عليه مباشرة في الواقع. والحقيقة أن هذه الحرب ضد العالم بأسره ".
واختتم حضرته بالقول:
"الأهم هو أن على العالم أن يدرك أنه قد نسي خالقه وعليه العودة إليه. عندما يحدث ذلك فقط يمكن أن يتأسس السلام الحقيقي وبدون هذا لا يمكن أن يكون هنالك ضمان للسلام. لقد تحدثت عدة مرات في السابق عن العواقب المروعة لحرب عالمية أخرى وربما بعد هذه الحرب فقط سيدرك العالم النتائج المدمرة للسياسات الظالمة التي سنت فقط لإرضاء الطموحات الشخصية والمصالح الخاصة. آمل وأدعو الله أن يثوب العالم إلى رشده قبل أن تحدث مثل هذه الكارثة".
وقبل الخطاب الرئيسي، ألقى عدد من الشخصيات البارزة كلماتٍ حول أهمية السلام والحالة الحرجة في عالم اليوم.
كما تحدث أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة، السيد رفيق الحياة عن الحاجة إلى السلام في العالم. وأشار إلى الاحتفالات بذكرى الجنود البريطانيين التي تقام هذا الأسبوع وقال إن الجماعة الإسلامية الأحمدية "تكرّم" كل أولئك الجنود البريطانيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بلادهم أثناء الحرب العالمية الأولى.
أما Dr Charles Tannock عضو البرلمان الأوروبي ورئيس جمعية "أصدقاء الجماعة الإسلامية الأحمدية" في البرلمان الأوربي فقال:
"أهنئ الجماعة الإسلامية الأحمدية في ذكراها السنوية الـ 125. هذه الجماعة التي تنشر دائمًا للسلام والوئام في العالم. "
وقال لورد ويمبلدون ووزير المجتمعات السيد طارق أحمد:
"الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعتي إنها بيتي وهذا مكان عبادتي."
وقال Rt Hon Ed Davey عضو البرلمان وسكرتير الدولة للطاقة وتغير المناخ:
"في عالم اليوم نرى" سياسة التقسيم "في أجزاء كثيرة جدًا ولكن تحت قيادة حضرة ميرزا مسرور أحمد، الجماعة الإسلامية الأحمدية تعزز" سياسة الوحدة" بهدف تأسيس الوحدة في جميع أنحاء العالم. "
أما Rt Hon Justine Greening، عضو البرلمان، ووزيرة الدولة للتنمية الدولية فقد قالت:
"حدثُ الليلة حدثٌ بسيط ولكنه قويٌّ حيث دعي الناس للجلوس معًا والمناقشة وفهم بعضهم البعض وتناول الطعام معًا كما تفعل العائلات."
أما السيد كيفن ماكدونالد، رئيس الأساقفة الفخري لساوثوورك، فقد قرأ رسالة خاصة من الفاتيكان:
"أحيي بشدة المساهمة الكبيرة التي تبذلها الجماعة الإسلامية الأحمدية في نشر السلام في العالم."
وقال السيد Magnus MacFarlane-Barrow، الرئيس التنفيذي والمؤسس لوجبات ماري في المملكة المتحدة والذي حاز على جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية للسلام لهذا العام:
"يشرفني كثيرًا وقد تأثرت بشدة للحصول على هذه الجائزة، وأشكر حضرة ميرزا مسرور أحمد على هذا الشرف. إن عمل وجبات ماري هو ببساطة شديدة من أجل إطعام الأطفال بحيث يكونوا قادرين على الذهاب إلى المدرسة ".
وقبل وبعد المنتدى، التقى حضرة أمير المؤمنين شخصيًا بالعديد من كبار الشخصيات والضيوف، واجتمع أيضًا مع ممثلي وسائل الإعلام الغربية والآسيوية.
http://www.youtube.com/watch?v=PbFXqfkrakU&feature=player_embedded