
طلب إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد في خطبة أول جمعة في رمضان هذا العام من العالم الإسلامي التحلي بالتقوى، وذلك من مسجد الفتوح في لندن، يوم 04/07/2014 وقال الخليفة إنه من دواعي الأسف أن غالبية زعماء وعلماء المسلمين لا يتمسكون بالمعايير الأخلاقية المطلوبة في الإسلام وتستولي عليهم الدوافع السياسية والرغبة في السلطة.
وقال حضرته إنه لا يوجد أي فائدة للصيام إذا لم يرافقه البر والتقوى. وأدان حضرته ما يسمى بقادة المسلمين وعلمائهم الذين يحرضون الشباب المسلم على القتال في الحروب وتضليلهم بالكامل مدعين أنهم يقومون بواجبهم الديني في "الجهاد".
فقد قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"فلم تبق التقوى لا في الزعماء ولا في العلماء، وبالتالي لا يمكن أن يدرك التقوى الحقيقية كل من يتربى على يد هؤلاء العلماء، بل إنهم قد وقعوا في شرَك هؤلاء العلماء المزعومين والأحزاب المتشددة فيقومون بأعمال خاطئة بعيدة كل البعد عن التقوى ظنًّا منهم أنهم يفعلونها ابتغاء مرضاة الله. لقد أثار هؤلاء العلماء مشاعر جيل الشباب وطمّعوهم في الفوز بالتقرب إلى الله وهكذا جعلوهم ينتهجون نهج الظلم، وليس من أحد يُفهّم هؤلاء الشباب والأمة المسلمة أن ما تحسبونه التقوى هو بعيد كل البعد عنها"
وتابع حضرته:
"وما ترونه حسنة فليس بالحسنة، وليس بالجهاد الحقيقي الذي تقومون به باسم الجهاد. بل إن القتل وسفك الدماء عملٌ يُبعد عن التقوى"
وقال الخليفة إن القتل والقسوة وجميع أشكال الظلم هي ضد تعاليم الإسلام تمامًا وإن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أبدًا أن يوهب الخلافة لمثل هؤلاء الجماعات. حيث قال:
"هل يمكن أن يجعلهم الله تعالى وراثين للأرض؟ كلا! لا يحب الله الظلم. ومنهم من يردّدون كثيرًا هتافات من أجل قيام الخلافة، ولكن هل يجعلهم الله تعالى خلفاء في الأرض؟ هل الله الذي هو الرحمن يمكن أن يكون وليًّا للظالمين؟ هل الله الذي بعث النبي r رحمة للعالمين سيترك الظلم ينتشر باسم نبيه الحبيب؟ كلا! "
ثم قال حضرة ميرزا مسرور أحمد إنه في هذا العصر لايوجد سوى خلافة واحدة حقة وهي خلافة الجماعة الإسلامية الأحمدية التي هي نفس الخلافة التي تنبأ بها النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث قال:
"إن الخلافة الحقّة كانت ستقام بحسب نبوءات النبي r بواسطة المسيح الموعود وكانت ستقام بتأييد من الله ونصرته. وكل الهتافات لإقامة خلافة أخرى غير هذه الخلافة الحقة لا تهدف إلا إلى جني المنافع الدنيوية والوصول إلى سدة الحكم والسيطرة عليه. "
وقال حضرته إنه ليس هناك سوى طريقة واحدة للعالم المسلم ليخرج من حالته الحالية من اليأس والصراع وهي بقبوله مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام.
فقد قال:
" فلو أدرك أفراد الأمة المسلمة هذا السر وانضموا إلى أنصار المسيح الموعود بدلا من أن يكونوا معارضيه لتلاشى الاضطراب والقلق السائد على كل دولة مسلمة وعلى أفرادها، ولتحوّل ما انتشر فيما بينهم باسم الجهاد من فساد وفتن وتناحر وتظالم إلى الحب والوئام"
كما أدان حضرته في الخطبة أيضًا فيلم الرسوم المتحركة المعادي للإسلام والذي من المقرر عرضه في وقت واحد في الولايات المتحدة وألمانيا. وقال
إن على المسلمين الأحمديين الرد على هذا الاستفزاز بطريقة سلمية وضمن حدود القانون. وأضاف أن المسلمين الأحمديين يجب أن يردوا على هذه الإساءة بالإكثار من الصلاة على النبي اللهم صلّ على محمد وآلِ محمد.