
في 02/11/2013 ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد، الخطاب الرئيسي في حفل استقبال خاص أقيم بمناسبة افتتاح مسجد بيت المقيت في أوكلاند.
وحضر هذا الحدث أكثر من خمسين ضيف من غير الأحمديين من بينهم كبار الشخصيات بما في ذلك جوديث كولينز وزيرة العدل ووزيرة الشؤون العرقية، وديفيد روثرفورد رئيس مفوضية حقوق الإنسان في نيوزيلندا.
وخلال الكلمة الرئيسية، تحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد عن الأهداف الحقيقية للمساجد، والتزام الإسلام بالحرية الدينية، كما ناقش الاشكال الحديثة للرق وكرر مخاوفه من أن العالم يتجه نحو حرب عالمية مدمرة.
وقد بدأ حضرة الخليفة كلمته مشيدًا بالموقف المتسامح الذي أظهره السكان المحليون حيث قال:
"إن حضوركم لافتتاح المسجد، على الرغم من الاختلاف الديني، يعكس عقليتكم المستنيرة ورؤيتكم الواسعة. في الواقع إنها تثبت رغبتكم في أن تكون نيوزيلندا بلدًا تقف فيها جميع الأديان جنبًا إلى جنب وتزدهر. وأنكم ترغبون بمعاملة المواطنين في البلاد بالتساوي بغض النظر عن ديانتهم ".
وأضاف حضرته:
"إنها حقيقة عالمية أن الدين مسألة قلبية ولا يمكن إرغام قلب أحد على اعتناق دين معين. ولهذا السبب بالذات يقول القرآن الكريم أنه "لا إكراه في الدين" ".
ثم طمأن أمير المؤمنين نصره الله شعب نيوزيلندا موضحًا أن المساجد الحقيقية هي مراكز للسلام لا للإرهاب أو التطرف حيث قال:
"لقد انتشر الخوف من الإسلام لأن بعض غير المسلمين ليسوا على دراية بالتعاليم الحقيقية للإسلام فلذلك تأثرت وجهات نظرهم كثيرًا بما يروجه الإعلام بكثرة عن أعمال الجماعات الإسلامية المتطرفة المليئة بالكراهية. وهكذا، فربما يعتقدون أن بناء مسجد في منطقة يعني أنه سيصبح مركزًا للاضطراب وانعدام السلام. اسمحوا لي أن أوضح أن هذا المفهوم للمسجد خاطئ تمامًا ".
وفي معرض حديثه عن أهداف بناء مسجد أوكلاند، قال حضرته:
"لقد بني هذا المسجد بحيث يستطيع الأحمديون التجمع معًا لعبادة الله، ولقد تم بناؤه حتى يتمكنوا من الاجتماع معًا لوضع خطط لأداء حقوق الإنسان وخدمة الإنسانية. ولقد تم بناؤه حتى يتمكنوا من الدعاء لله تعالى في الصلاة أن يزيد من حبهم وولائهم لوطنهم ".
ثم أعرب حضرة ميرزا مسرور أحمد عن مخاوفه تجاه عالم اليوم. وفي معرض حديثه عن الأعباء المالية الظالمة التي توضع على كاهل الدول الأضعف، قال حضرته:
"لقد استُعبدَت ماليًا الشعوب والدول الضعيفة، فالدول المحتاجة تضطر إلى أخذ قروض بشروط مجحفة، والتي تقيدهم في حلقة من اليأس. وهذه الشروط المجحفة تجبر البلدان الضعيفة أن تلتزم بسياسات معينة أو تجبرهم بصفقات سياسية ليست في صالحهم على المدى الطويل ... والإسلام يدين ويرفض تمامًا هذا النوع من الرق والعبودية ".
كما أعرب الخليفة حضرة ميرزا مسرور أحمد عن مخاوفه من اتجاه العالم نحو حرب عالمية مدمرة حيث قال:
"هناك خطر كبير اليوم من اندلاع حرب عالمية، وهذه نتيجة مباشرة لحقيقة أن بعض البلدان والحكومات لا تفي بحقوق شعوبها، بينما في المقابل لا تفي الشعوب بحقوق قادتها وحكوماتها. كما أن القوى الكبرى لا تتخذ القرارات على المستوى الدولي على أساس العدالة، كما أن البلدان الصغيرة لا تفي بمسؤولياتها. "
وفي بداية الحفل ألقى عدد من الشخصيات الكلمات أيضًا فقد قالت النائبة جوديث كولينز (وزيرة العدل ووزيرة الشؤون الإثنية):
"إنه لإنجاز عظيم لجماعتكم بناء هذا المسجد وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الماورية، وأهنئكم على ذلك. إن قيمكم الخاصة بالسلام والاحترام واضحة في الطريقة التي تبنيتم فيها ثقافة نيوزيلندا وعززتم فيها التناغم الاجتماعي ".
وقال ديفيد روثرفورد (رئيس لجنة حقوق الإنسان في نيوزيلندا):
"إن ترجمة القرآن إلى الماورية لهو هدية عظيمة إلى نيوزيلندا فهذه الترجمة تبين رغبتكم في أن يعيش جميع الناس معًا. لا يوجد أي بيان أفضل للسلام من ما تعلنه جماعتكم في أن "الحب للجميع ولا كراهية لأحد".
وقال الدكتور ريتشارد وورث (الوزير السابق للشؤون الداخلية):
"إنه لشرف عظيم أن أكون هنا في مثل هذا البرنامج الذي سيكون محوريًا لجماعتكم، ونحن نؤيد هذا المسجد وهذه الجماعة ".
وقال القس بروس كيلي (كاهن الإنجليكانية):
"نيابة عن المجتمع المسيحي أقدم التهاني على افتتاح هذا المسجد. إنها حقًا لمناسبة سعيدة. يجب أن نسعى من أجل السلام وهذا هو ما تقوم به الجماعة الأحمدية ".
وعند اختتام هذا الحدث، اجتمع حضرة ميرزا مسرور أحمد شخصيًا مع الضيوف غير الأحمديين وأعرب كثير منهم عن تقديرهم لخطاب حضرته الرئيسي