loader
 

اعتراض آخر من المعترضين على وحي "ما كان ليُشفى" بخصوص المولوي عبد الكريم السيالكوتي:

لقد أثار المعترضون اعتراضا آخر على وفاة حضرة المولوي عبد الكريم السيالكوتي رضي الله عنه فقالوا:
بعد وفاته (عبد الكريم السيالكوتي) بفترة قال المؤسس: أنا كنت قد تلقيت وحيا بشأنه يقول: ما كان له أن يُشفى.
نقول: يا أيها الناس ابحثوا عن هذا الوحي في كل الكتب، في كل الاعلانات في كل الملفوظات بشرط أن يكون قبل تاريخ وفاة عبد الكريم، لن تجدوا.
ثم يقول المعترضون في مكان آخر: هل يعقل أن ينسى هذا الوحي ولا يسجله قط لا في كتاب ولا في إعلان ولا في كلام؟
ويقول المعترضون: بعد سنتين من وفاة عبد الكريم، يبدو أنه تذكر أنه تلقى هذا الوحي ولكن لم يُنشر هذا الوحي قبل هذا في أي مكان.
ولقد كرر المعترضون هذا الاعتراض عدة مرات.

الرد:
إن هذا الوحي كان مسجلا بالفعل ومنشورا في جريدتي "بدر" و"الحَكم" قبل وفاة المولوي عبد الكريم السيالكوتي، ولكن هؤلاء المعترضين المتسرعين يتجرَّأون دون البحث والفحص بما فيه الكفاية، وبيان كما يلي:

لقد سجل سيدنا المسيح الموعود عليه السلام عددًا من آياته وذكر ضمنها المولوي عبد الكريم السيالكوتي رضي الله عنه فقال:

وفي السنة الماضية وبتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 1905م بالتحديد توفِّي أحد أصدقائنا أي المولوي عبد الكريم بالمرض نفسه أي السرطان. وكنتُ قد دعوت له أيضا كثيرا ولكن لم أتلق أي إلهام عنه يبعث على الاطمئنان، بل أُلهمتُ مرارا ما تعريبه: سُجِّي في الكفن. العمر 47 عاما، وما نصه: "إنالله وإنا إليه راجعون. إن المنايا لا تطيش سهامها". فدعوت على إثرها وتلقيت إلهاما آخر نصه: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. تؤثرون الحياة الدنيا". (أي أيها الناس اعبدوا الله الذي خلقكم، واتخذوه وحده كفيل أعمالكم، وعليه وحده توكَّلوا. هل تحبون الحياة الدنيا؟) وكان في ذلك إشارة إلى أن اعتبار شخص مهمًا لدرجة كأن موته سيسبب حرجًا يدخل في الشرك، وأن الإصرار الشديد على حياته نوع من عبادته. فالتزمتُ السكوت بعد ذلك، وأدركت أن موته محتوم. فارتحل من هذه الدار الفانية بتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 1905م يوم الأربعاء وقت العصر. (حقيقة الوحي)

ثم قال عليه السلام:
"وليكن معلوما أيضا أن من عادة المولوي ثناء الله الأمْرِتْسَري أنه بعد الاطلاع على آياتي يقدم - من جراء ثورةِ ما فيه من عقلية أبي جهل - أعذارا واهية لإنكارها. فهنا أيضا أظهَر العادة نفسها وكتب عني افتراء منه في جريدته "أهل الحديث" عدد 8 فبراير/شباط 1907 أني تلقيتُ إلهاما بحتمية شفاء المولوي عبد الكريم، ولكنه مات. بماذا نردّ على هذا الافتراء إلا أن نقول: لعنة الله على الكاذبين. ليخبرْنا المولوي ثناء الله أنه إذا كان الإلهام المذكور قد نزل عن شفاء المولوي عبد الكريم، فعَمَّنْ كانت الإلهامات المنشورة في جريدتي "بدر" و"الحَكَم"، التي جاء فيها: سُجِّي في الكفن، العمر 47 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون، ما كان له أن يُشفى، "إن المنايا لا تطيش سهامها".

فليكن واضحا أن كل هذه الإلهامات كانت عن المولوي عبد الكريم. صحيح أني رأيت في إحدى الرؤى أنه سليم معافى، ولكن الرؤى تكون بحاجة إلى التأويل . فيمكن أن تروا في كتب تعبير الرؤى أنه يراد من الموت أحيانا الشفاء ويراد من الشفاء أحيانا الموت. وفي كثير من الأحيان يرى الإنسان في الرؤيا موت أحد ويكون المراد طول عمره. (حقيقة الوحي)

فترون أيها المشاهدين الكرام أن سيدنا المسيح الموعود عليه السلام قد سجل في المقتبس المذكور آنفا وحي الله الصريح: "ما كان له أن يُشفى"، ومع ذلك يتحدى المعترضون الجهلاء بشدة وبإصرار أن ابحثوا عن هذا الوحي في كل الكتب، في كل الاعلانات في كل الملفوظات بشرط أن يكون قبل تاريخ وفاة عبد الكريم، لن تجدوا.

ما دام سيدنا المسيح الموعود عليه السلام قد صرح في هذه العبارة من كتابه حقيقة الوحي أن هذا الإلهام قد نُشر في جريدتَي الحَكم وبدر، دون أن يذكر حضرته تاريخ عدد الجريدتين، فكان من واجب المعترضين المتسرعين ألا يتحَدُّوا بهذه الشدة والإصرار والإلحاح، بل كان عليهم أن يبحثوا في الأمر بحثا كاملا وشاملا.

علمًا أن المسيح الموعود عليه السلام قد سجل هذا الإلهام هنا من ذاكرته، مما أدى إلى تغيير بسيط في النص الحقيقي للإلهام دون أي فرق يُذكر في المضمون. كان حضرته قد تلقَّى هذا الإلهام في 19/6/1905 (أي قرابة أربعة أشهر قبل وفاة المولوي عبد الكريم)، ونصه:
"خدا نے اس کو اچھا کرنا ہی نہیں تھا۔بے نیازی کے کام ہیں۔اعجاز المسیح۔" (أردية)
وتعريبه:
" أي: ما كان الله ليشفيه. إنها أعمال الغِنى الإلهي. إعجاز المسيح."

وقال عليه السلام في شرح هذا الإلهام:
"أي كان موته كتقدير مبرم، لكن الله سبحانه وتعالى أخَّره، وبذلك أظهر إعجازًا للمسيح، فهذا استغناؤه."

وكتب سيدنا المسيح الموعود عليه السلام إلى جانب هذا الإلهام أيضا:
"كان أربعة من أبناء جماعتنا قد أصيبوا بمرض شديد هنا في هذا البستان، وكنت قد تلقيت بحق أحدهم هذا الإلهام."
وكان حضرة المولوي عبد الكريم السيالكوتي رضي الله عنه يعاني في تلك الأيام آلامًا شديدة جراء حبس البول (تاريخ الأحمدية مجلد2 صفحة 401)، وببركة دعاء المسيح الموعود عليه السلام أظهر الله تعالى نموذجا لإعجاز المسيح، فشفاه حينها، لكن عاوده المرض، فلبى نداء ربه في 11/10/1905 تحقيقا للإلهام: "ما كان الله ليشفيه."

وكان هذا الإلهام قد نُشر في العمود 3 للصفحة 2 من جريدة الحكم 24/6/1905، كما نشر هذا الإلهام في جريدة بدر 15/6/1905 صفحة 2 عمود 1، (علمًا أن هذا العدد من جريدة "بدر"تأخر صدورها لأسباب، وتاريخ النشر 21/6/1905 مذكور على الصفحة) كما كان قد نشر الإلهام في ريفيو أوف ريليجنـز يوليو 1905 صفحة 290 أيضا، وكل ذلك قبل وفاة المولوي عبد الكريم رضي الله عنه.
ثم إن هذا الإلهام أي "ما كان الله ليشفيه" الذي نزل في 19/6/1905 مسجّل في التذكرة تحت تاريخ 19/6/1905 نفسه، ومع ذلك يتحدى المعترضون ويقولون: "ابحثوا عن هذا الوحي في كل الكتب، في كل الاعلانات في كل الملفوظات بشرط أن يكون قبل تاريخ وفاة عبد الكريم، لن تجدوا."

فمن الذي زوّر الحقائق؟ نترك القرار لكم بعد الاطلاع على هذه المعلومات.
 




زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة