"علينا أن نأتي بالعالم كله تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ونقيم وحدانية الله في العالم " - حضرة ميرزا مسرور أحمد
في 08/10/2023، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، خطابًا ملهمًا للإيمان في ختام الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة.
حضر هذا الحدث الذي أقيم في مسجد بيت الفتوح في لندن لمدة ثلاثة أيام، أكثر من 3400 رجل، وكان بمثابة إلهام للحاضرين لممارسة شعائرهم الدينية بإخلاص.
كما تمكن أعضاء مجلس أنصار الله في كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من الانضمام إلى الجلسة الختامية من خلال رابط افتراضي عبر الأقمار الصناعية حيث أنهم قد عقدوا أيضًا اجتماعهم الوطني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وخلال خطابه، أخذ حضرة الخليفة عهدًا من الأنصار ذكرهم فيه بمسؤولياتهم الأساسية في ضمان تعريف العالم بالتعاليم السلمية الحقيقية للإسلام، وحتى تظل الأجيال القادمة مرتبطة بمؤسسة الخلافة المباركة.
وكان حضرته قد أخذ العهد نفسه من أعضاء مجلس خدام الأحمدية في المملكة المتحدة في اجتماعهم الوطني قبل أسبوع.
عندما بدأ حضرته كلمته، أشار إلى الفلسفة الكامنة وراء اسم "أنصار الله.
وفي معرض حديثه عن حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه)، الخليفة الثاني للجماعة الإسلامية الأحمدية الذي أسس وسمى مجلس أنصار الله، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لقد سمِّيتم "أنصار الله" بعد تفكير عميق. إن سنّ المرء من خمسة عشر إلى أربعين عاما إنما هي سنّ الشباب والأماني لذا سمِّي أصحاب هذه السنّ "خدام الأحمدية" ليبذلوا أكثر ما يمكن من أوقاتهم في خدمة الخلق. وقد سُمِّي من فوق الأربعين "أنصار الله" لأن في هذه السن يكون الإنسان قد جعل معظم أعماله مُحكمة ومستقرة، فمثلا إذا كان موظفا في مكان ما فيكون قد تقدّم في الوظيفة ويكون قادرا على أن يخدم الدين أكثر ما يمكن من خلال أمواله".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"إذن، قد سمِّيتم "أنصار الله" لتنتبهوا إلى خدمة الدين أكثر ما يمكن. وهذا الانتباه قد يكون من حيث المال ومن حيث العبادة أيضا. فمن واجبكم أن تبذلوا معظم أوقاتكم في العبادة، وتبليغ دعوة الدين أكثر ما يمكن من خلال أسوتكم، ومن خلال تبليغ الدعوة تنشأ في أولادكم أيضا الرغبة في كسب الحسنات. فعلى كل عضو من أعضاء "أنصار الله" أن يدركوا حقيقة أن عليه أن يرفع مستوى عبادته، ويحافظ على الصلاة ويصلّيها جماعة."
ومتحدثًا عن الطريقة التي يجب أن تقام بها الصلاة، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"بعض الناس يصلّون الصلوات ومع ذلك يرتكبون السيئات. الحق أنهم يصلّون للرياء فقط. والذين يصلّون بدون خشية الله وتقواه ولا يؤدون حق الصلاة ويتورطون في السيئات أو لا يؤدون حقوق الآخرين فقد قال الله تعالى عنهم بأن صلواتهم تجلب لهم الويل والهلاك وتُردّ في وجوههم. لذا يجب ألا تكون صلواتكم لذكرها في التقارير أو للرياء أو على وجه التقليد فقط بل يجب أن تكون خالصة لحب الله تعالى. والصلاة التي يصليها المرء خالصة لوجه الله هي التي تحمل الأزهار والثمار".
ثم ذكر حضرة ميرزا مسرور أحمد الحاضرين بمسؤولياتهم قائلًا:
"لقد فرض الله تعالى علينا مهمة عظيمة، وهي أننا لن نصلح أنفسنا وأبناءنا فقط ولن نقيم أنفسنا وأبناءنا على التوحيد فقط ولن نخضع لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، بل علينا أن نأتي بالعالم كله تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ونقيم وحدانية الله في العالم".
وأوضح حضرة الخليفة أنه لا يمكن تحقيق ذلك ما لم نتمسك بأهداب التقوى والصلاح.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" إذا كنا نريد أن نحصل على شرف نصرة الإسلام وخدمته، وأن نصبح خدام الإسلام، وهو ليس شرفا عاديا بل هو شرف عظيم، وإذا كنا نريد أن ننال شرف رفع راية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العالم، وهو شرف عظيم،
وإذا كنا نريد إقامة وحدانية الله في العالم، وهو عمل عظيم جدًّا، فشرط نيل هذا الشرف هو التقوى، وإذا نشأت فينا التقوى فمن المؤكد أننا نستحق عند الله أن نسمى "أنصار الله"، وأن نكون ناشري التوحيد في العالم وننال أفضال الله تعالى من خلال لعب دورنا في نشر دين الله تعالى وتبليغه".
وقال حضرته إن المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) ورسالته سيحققان بالتأكيد النجاح والنصر بفضل الله، ولكن إذا أراد أي شخص أن يكون جزءًا من هذا النصر المجيد، فعليه أن يسير على دروب الحق وأن يكون فعله متوافق مع قوله.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب أن يعاهد كل ناصر منكم اليوم أنه من أجل إرساء توحيد الله تعالى وإظهار جلاله في العالم سوف يرفع مستوى تقواه، ويكون من الذين يحسنون إلى الناس، ويُخرِجون من نجاسات الدنيا قومًا هم غارقون فيها بالإحسان إليهم. وعندما نعاهد الله على العمل بكل ما في وسعنا لإنجاز مهمة المسيح الموعود u ولإرساء التوحيد في العالم، ولتبليغ رسالة الإسلام إلى كل إنسان في الدنيا، فحري بنا جدا أن نهتم بإصلاح أنفسنا وسلوكِ سبل التقوى والسيرِ بأهل بيوتنا من أزواج وأولاد في دروب التوحيد بتقديم قدوتنا العملية، وتحسينِ صلواتنا بقلق واهتمام، ورفع ِمستوانا في العلاقة بالله تعالى."
وقال حضرته إن مسؤولية رفع راية النبي (صلى الله عليه وسلم) تقع بصورة أكبر على عاتق الذين بلغوا سن الرشد والذين يجب أن يرتقوا إلى مستوى لقب "أنصار الله".
ثم ومع اختتام الخطاب، وفي جو حماسي، أخذ حضرة الخليفة العهد من أعضاء مجلس أنصار الله الذين تعهدوا بأن يبذلوا: " كل تضحية ممكنة، مهما تعاظمت، لكي تظل راية الإسلام خفاقة عاليًا في جميع بلدان العالم إلى يوم القيامة".