المسلمون الأحمديون العرب المقيمون في كندا يتشرفون بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية افتراضيا
"يجب ألا يتزعزع إيمانكم الراسخ أبدًا." - حضرة ميرزا مسرور أحمد
في 11/12/2021، عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع 50 رجلاً من المسلمين الأحمديين العرب، وغالبيتهم من المبايعين.
ترأس حضرته الاجتماع من استوديوهات إم تي إيه في إسلام أباد في تيلفورد، بينما انضم الحاضرون من قاعة إيوان طاهر في قرية السلام في تورونتو.
بعد جلسة رسمية قصيرة بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، أتيحت الفرصة للحاضرين لطرح سلسلة من الأسئلة على حضرة الخليفة بخصوص عقيدتهم وقضاياهم المعاصرة.
كان أحد الأسئلة يتعلق بمفهوم الصلاة وما هي أكثر الطرق فعالية لدعاء الله تعالى؟
وذكر السائل أيضًا أنه كلما كتب إلى حضرته من أجل الدعاء فإن أدعيته تُقبل بسرعة.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"هذه نعمة من الله تعالى عليك، فلأجل تقوية إيمانك يحل الله تعالى أمورك عندما تكتب رسائلك إلي. فهذا فضل الله".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد ردًا على سؤاله:
"يجب أن تسعى لتقوية إيمانك وتدعو الله بإخلاصٍ أكبر. فلقد علمنا تعالى وسائل الدعاء، وهي أداء الصلوات الخمس، كما علمنا أنه إذا أردنا أن نزيد على ذلك، فهناك صلوات النوافل التي أداؤها واجبا أيضا وعليك أن تبكي في الصلاة أثناء دعاء الله تعالى. فادع بحماسة وأنت في حالة شوق عظيم كي يتقبل الله أدعيتك".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلا:
"عليك أن تقيّم نفسك لترى ما إذا كان لديك إيمان راسخ وكامل أن الله سبحانه وتعالى يستمع لأدعيتك ويتقبلها، وأن دينك هو خاتم الأديان. وحتى لو لم يقبل الله تعالى جميع أدعيتك، فالأمر متروك لله ولا يجب أن يهتز يقينك بالإيمان ".
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن الله تعالى ليس ملزما بقبول جميع الأدعية، فهذا بيد الله تعالى وهو أعلم بالأدعية التي سيقبلها. وحتى أدعية المؤمن الحقيقي، وفي الواقع، حتى أدعية الأنبياء تُقبل أحيانًا وفي أوقات أخرى لا تُقبل. وذلك لأن علاقة (المؤمن بالله) أقرب إلى الصداقة. فأحيانًا تفعل ما يقوله صديقك لك وفي أحيان أخرى لا تفعل ذلك. هذا هو مفهوم الدعاء الذي قدمه لنا المسيح الموعود (عليه السلام).
وقال حضرته لا ينبغي لإيمان المرء أن يكون مثل حالة الطيور التي تحط في الحقل عند وقت الحصاد حيث وفرة الطعام، ثم تطير بعيدًا عند نفاد طعامها.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا ينبغي أن نلجأ لله ونلتفت إليه ونستسلم له عندما نكون بحاجة إليه فقط، وعندما تُحل مشكلتنا ننسى الله وننغمس في الدنيا. لذلك من أجل الدعاء بشكل صحيح، يجب أن يكون المرء مواظبًا على ذلك ويتبنى الحماس في الدعاء ويجب أن نتمتع بالإيمان الراسخ".
وسأل سائل آخر كيف يمكن حماية الأطفال من المفاهيم والمعتقدات التي يتم تدريسها في المدارس الغربية والتي لا تتماشى مع القواعد الأخلاقية للإسلام.
فأجاب حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلا:
"كوّنوا علاقة صداقة مع أطفالكم. ويجب أن يعلم الطفل أن والدته هي صديقته وعليه مشاركتها كل شيء. ويجب أن يعلم أن والده ليس قاسيا أو غير حساس. ينبغي أن يعلم أن والده لن يصرخ عليه أو يضربه، بل هو صديقه. وبالتالي سيشارك الطفل كل شيء مع والده. عندما يبلغ الأطفال سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة خاصة، يبدأون بتوخي الحذر ويبتعدون أكثر عن آبائهم. في مثل هذا العمر، يجب على الأب أن يحاول بشكل خاص تقريب الأطفال من نفسه وبناء الصداقة معهم. فإذا ناقشوا معك كل ما تعلموه في المدرسة، فستتمكن من توجيه ومناقشة الجوانب الجيدة والسيئة لما تعلموه ".
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلا:
"مهما كان ما تعلموه في المدرسة، سيتعين عليك مناقشته معهم وتوضيحه لهم عندما يطرحون سؤالاً. ولكن إذا شعرت بالغضب، فسيعتقدون أن والديهم ليس لديهما إجابات لأسئلتهم وبالتالي فإن ما يتعلمونه خارج المنزل صحيح. وسيعتقدون أن والديهم جاهلان وغير متعلمين. لذلك، يجب أن تظل على دراية بمستجدات الوقت وعلينا أن نتجاوز تفكيرنا التقليدي. والآن بعد أن تغير الزمن، ومن أجل إنقاذ أجيالنا القادمة، سيتعين علينا أن نبقي أنفسنا على اطلاع".
وسأل أحد الحاضرين حضرة الخليفة عن آرائه حول سبب معاناة العالم العربي في الوقت الحاضر.
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
ما هو السبب المبدئي لانهيار الدول العربية؟ السبب نفسه موجود اليوم؛ فعندما يتخلى الإنسان عن الله الواحد - الذي لا شريك له – ويتخذ من القوى العظمى إلهًا له... عندما يصبح هذا هو حال الجميع؛ من السعودية إلى الدول الصغيرة، يرفع الله تعالى يد نصرته عنهم. علاوة على ذلك، فهم لا يتبعون أوامر الله تعالى ويسيئون استخدام الأموال والثروات التي حباهم الله تعالى بها".
وذكر حضرته أنه على الرغم من امتلاكهم ثروات هائلة، إلا أن الدول الإسلامية لا تستخدم تلك الثروة لنشر الإسلام.
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلا:
"لقد أنعم الله تعالى عليهم (على بلاد العرب) بالثروة، ولكن بماذا أفادهم ذلك؟ وما هي الخدمة التي أدوها للدين؟ الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعة صغيرة، لكنها تعمل على نشر تعاليم القرآن الكريم في جميع أنحاء العالم من خلال جمع التبرعات.. حتى البلدان الصغيرة، فإن إنفاقها الرسمي لشهر واحد يزيد عن الميزانية السنوية الكاملة للأحمدية! لكن السؤال كيف يخدمون القرآن الكريم؟ إنهم يعرفون شيئًا واحدًا فقط والذي هو معارضة الجماعة الأحمدية والمسيح الموعود (عليهم السلام) وإصدار فتاوى التكفير.".
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلا:
"عندما يؤمنون بالله الحقيقي ويطيعون أوامره، ستبدأ هذه البلدان نفسها في التقدم. هناك 54 دولة إسلامية في العالم وهذه ليست قوة صغيرة، ويمكنهم تحقيق الكثير، ولكن ونتيجة انغماسهم في الطائفية والمادية، فقد خلق المسلمون انقسامًا فيما بينهم. وهذا ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال إنه عندما ينتشر النفاق بين المسلمين، سيتوقف تقدمهم وينتشر الفساد؛ وعندها سيظهر إنسان ليجمع المسلمين معا، فمن سينضم إليه سينجو، ومن لا يفعل سيهلك.".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد ردًا على سؤال آخر يتعلق بالاضطرابات في العديد من الدول العربية:
"يعتمد المسلمون على الآخرين ويقتلون بعضهم بعضا رغم أن الله تعالى قد قال إن قتل المسلم إثم عظيم. علاوة على ذلك، فإنهم يطلبون مساعدة غير المسلمين في قتل المسلمين الآخرين. لذلك عندما يأتي غير المسلمين لمساعدتكم، فإنهم سيجبرونكم على قبول الشروط والأحكام الخاصة بهم. ومن بين شروطهم أن يأخذوا جزءًا من ثروتكم. وعندما تأخذ هذه البلدان جزءًا من الثروة، فإنها لا تأخذ جزءًا صغيرًا. ثم وبسبب الافتقار إلى الأمانة، تحتفظ قيادة الدول الإسلامية بشكل غير عادل بالكثير مما تبقى، وبالتالي يصبح الشعب الفقير أضعف وأضعف. وتكتسب بدورها هذه القوى [غير المسلمة] فرصة أخرى ويقولون إنه نظرًا لأن الشعب قد أصبح فقيرًا، فسوف نقدم لكم المساعدة، وبالتالي يصبح لديهم عذر للتدخل مرة أخرى. فهذه حلقة مفرغة تدور وتستمر في الدوران حتى يدرك المسلمون أن عليهم الوقوف على أقدامهم واستخدام عقولهم وقدراتهم للاستفادة من ثرواتهم ومواردهم بشكل صحيح."