يقول المعترضون بأن سيدنا المسيح الموعود عليه السلام قد كتب أن زلزلة عظيمة ستحدث في حياته ولم يحدث شيء من هذا القبيل، فلم تتحقق النبوءة.
الرد:
لقد نقل المعترضون المقتبسَ التالي من كلام المسيح الموعود عليه السلام:
"اسمعوا الآن بأذن واعية أن الظن عن نبوءتي عن وقوع الزلزال في المستقبل بأنه لم يحدَّد أيّ موعدٍ لتحققها فكرة خاطئة تماما وناتجة عن قلة التدبر وكثرة التعنت والتسرع، لأن وحي الله تعالى قد أخبرني مرارا وتكرارا أن تلك النبوءة سوف تتحقق في حياتي وفي بلادي ولمصلحتي. وإذا كان الأمر عاديا له مئات النظائر قبله وبعده ولم يكن خارقا للعادة ولم يُظهر آثار القيامة، فأُقرّ بنفسي بألا تعتبرْه نبوءة بل اعتبِرْه سخرية بحسب قولك.
إني الآن بالغ من العمر سبعين عاما تقريبا، وقد مضى ثلاثون سنة منذ أن أخبرني الله تعالى بكلمات صريحة أنك ستعيش ثمانين حولا أو تزيد عليه خمسة أو ستة أو يقل كمثلها. ففي هذه الحالة إذا أخّر الله تعالى ظهور هذه الآفة الشديدة فلن يكون التأخير أكثر من 16 عاما على أكثر تقدير، لأن من المحتوم أن يقع هذا الحادث في حياتي.
لكن ليس المراد من النبوءة أنها تؤجَّل بالضرورة إلى 16 عاما بل من الممكن أن تتحقق بعد عام أو عامين من اليوم أو قبل ذلك أيضا. كذلك ما وعد الله تعالى بأن عمري سيزيد من العمر 80 عاما حتما، بل العبارة التي جاءت في وحي الله عن ذلك تعطي أملا خافيا بأنه يمكن أن يربو عمري على ثمانين عاما أيضا إذا شاء الله. أما الكلمات الظاهرية للوحي والمتعلقة بالوعد تحدد العمر ما بين 74 و 86 عاما. (البراهين الأحمدية ج 5)
ونقول في الرد:
رغم أن كل شيء واضح في هذا المقتبس الذي نقله المعترضون إلا أنهم يأبون إلا التعامي، ويصرُّون على أن هذا النص يجزم أن هذا الحادث سيحدث في حياة حضرته حتما.
لقد وضح المسيح الموعود عليه السلام الأمر تماما ولم يتركه مبهمًا كما يصوره المعترضون، إذ قال عليه السلام: "إذا أخّر الله تعالى ظهور هذه الآفة الشديدة فلن يكون التأخير أكثر من 16 عاما على أكثر تقدير، لأن من المحتوم أن يقع هذا الحادث في حياتي."
يتضح من هنا أنه إذا تأخر فسيتأخر إلى 16 عامًا، أي سيحدث خلال 16 عامًا من يوم النبوءة.
أما ماذا تعني جملة " لأن من المحتوم أن يقع هذا الحادث في حياتي"؟ فقد وضح ذلك حضرته بالتفصيل حيث قال: إني الآن بالغ من العمر سبعين عاما تقريبا. و....أخبرني الله تعالى بكلمات صريحة أنك ستعيش ثمانين حولا أو تزيد عليه خمسة أو ستة أو يقل كمثلها.
كان عمره إذاك 70 عاما.
والحد الأعلى لعمره عليه السلام بحسب النبوءة أن يكون أكثر من ثمانين حولاً بست سنوات، أي يكون عمره 86 عامًا كحدّ أعلى.
إذًا غاية ما بقي من عمره هو: (86-70)= 16 عامًا.
فيقول حضرته: "إذا أخّر الله تعالى ظهور هذه الآفة الشديدة فلن يكون التأخير أكثر من 16 عاما على أكثر تقدير، لأن من المحتوم أن يقع هذا الحادث في حياتي."
فالمراد من "حياتي" هنا الأجل المسمى لعمره أو المدى لحياته التي أنبأ بها تعالى في نبوءاته، أي 86 عامًا كما وضح حضرته بنفسه.
• ولقد بيّن حضرته في نفس هذا الكتاب أي (البراهين الأحمدية ج 5) هذا الأمر بطريقة أخرى حيث قال: "كذلك هناك إلهامات صريحة أخرى تتلخص في أن هذه النبوءة سوف تتحقق في حياتي وفي زمني أنا، ولها أجلٌ مسمَّى لن تتجاوزه. ولكن لا يُدرى هل ستتحقق بعد أشهر أو أسابيع أو سنوات. ولكنها لن تتجاوز 16 عام على أية حال."
بعد كل ذلك، هل هناك أوضح من هذا البيان في تحديد موعد تحقق النبوءة؟ كانت النبوءة متعلقة بالحد الأقصى من عمره وهذا ما سمّاه حضرته بحياتي أي كأنه قال بأن هذه النبوءة ستتحقق حتما خلال الحد الأقصى لحياتي الوارد في النبوءة وهو 16 عاما.
• ومن الغريب أن يقول المعترضون أن حضرته قد تلقى وحيا بأن زلزلة الساعة قد تأخرت.
ولعل المعترضين يشيرون إلى ما كتبه المسيح الموعود عليه السلام: "بينما كنت أفكر اليوم في موعد وقوع الزلزلة تراءت لي كيفية الزلزلة، ثم تلقيت الإلهام التالي: "رَبَّ أَخِّرْ وقتَ هذا." (إلهام 27/3/1906)، وهذا الدعاء الإلهامي مرادف للوحي الثاني: "ربّ لا تُرِني زلزلة الساعة، ربّ لا تُرِني موتَ أحد منهم". ولقد استجاب الله تعالى لدعائه عليه السلام هذا حيث قال في الجواب: "أخّره الله إلى وقت مسمى." (إلهام 27/3/1906)." التذكرة ص 603)
هل هو زلزال أم كارثة أخرى؟
نأتي إلى قضية أخرى أثارها المعترضون حيث قالوا عن الزلزال الوارد في النبوءة:
"الذي كان مسؤولا عن تجميع التذكرة... طبقه على الحرب العالمية الأولى وقال الحرب العالمية الأولى حدثت خلال ستة عشر عاما من هذا الوحي الذي نزل في 1905. ولكن المؤسس قال إنه زلزال وليس حربا، وسيحدث في حياته وفي بلاده ولمصلحته وفي حياة المعارضين وسيدخل الناس بعده في الجماعة أفواجا.
نقول في الرد: لقد نقل المعترضون نصوصًا من البراهين الأحمدية ج5، وأخفوا ما كتبه حضرته توضيحًا موضوع المراد من الزلزال. لقد قال المسيح الموعود عليه السلام في الكتاب نفسه:
"لقد وردت كلمة "الزلزال" في وحي الله مرارا، وقد قال الله تعالى إن ذلك الزلزال سيكون نموذج القيامة، بل يجب أن يسمَّى زلزلة القيامة، كما تشير إليها سورةُ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا، ولكني لا أستطيع حتى الآن حملَ لفظِ الزلزال على ظاهره قطعًا ويقينًا، فقد لا يكون هذا زلزالاً معروفًا، بل كارثة شديدة أخرى تُري نموذجَ القيامة، ولم يشهد هذا العصرُ نظيرَها، وتسفر عن دمار شديد بالنفوس والمنازل. ولكن لو لم تظهر آية خارقة للعادة، ولم يصلح الناس أنفسهم بصورة واضحة، لكنتُ كاذبًا في هذه الحالة." (البراهين الأحمدية الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 151)
وقال أيضا في الكتاب نفسه:
المعنى المراد من كلمة الزلزال هو الزلزال على الأغلب والأكثر، ولكن من الممكن- بحسب سنة الله القديمة- أن يكون المراد منها آفة شديدة أخرى خارقة للعادة ومدمّرة تدميرا شديدا تحمل في طياتها طبيعة الزلزال، لأنه توجد في كلام الله استعارات كثيرة ولا ينكرها أهل العلم. ولكن الكلمات الظاهرية أحق بالأخذ. والمعلوم أن كلمات النبوءات الظاهرية تدل على الزلزال فقط. (البراهين الأحمدية الجزء الخامس)
وقال أيضا في الكتاب نفسه:
ومما لا شك فيه أنه قد وردت في النبوءة عن المستقبل أيضا كلمة الزلزال مرارا مثل النبوءة السابقة دون أن ترد كلمة أخرى. والمعنى الظاهر أحق بالأخذ من التأويل، ولكن كما يلتزم جميع الأنبياء بمقتضى التأدب مع الله ومع سعةِ علمه تعالى فلا بد من القول التزاما بالأدب وبسنة الله أنه قد وردت كلمة الزلزال في الظاهر بلا شك، ولكن قد يكون المراد منه آفة أخرى تضم في طياتها صبغة الزلزال، وهي آفة مهولة وأشد فتكا ودمارا من سابقتها وتلحق أضرارا فادحة بالمباني أيضا. (البراهين الأحمدية الجزء الخامس)
إذًا فقد تبينَ من كلام المسيح الموعود عليه السلام أنه قد تنبأ عن آفة مهولة تلحق أضرارًا فادحة بالنفوس والمباني. والآن يمكنكم معرفة تلك الآفة التي تلحق مثل هذه الأضرار الفادحة. لا شك أنها أكثر انطباقًا على الحرب التي تدمر المباني وتهلك النفوس بأعداد مهولة وبشكل مفزع.
لاحظوا الآن كيف تحققت كل هذه الأمور بكل قوة وعظمة ودقة، وبأي شوكة حدث الزلزال الذي أُخبِر عنه! وكم كان شديدا وكيف هزّ العالم كله؟
لقد نُشر هذا النبأ في عام 1905م واندلعت الحرب بعده بتسع سنوات بالضبط وذلك بعد وفاة سيدنا أحمد - عليه السلام - في 1908م.
وهكذا يتضح أن النبوءة قد تحققت، بل إن حضرته قد ذهب وهله إلى أن المقصود بها ليس الزلزال المعروف، وهذا ما حدث بالضبط.
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.