
في 27/02/2016، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الختامي للاجتماع السنوي الوطني للواقفات نو في الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة.
وقد عقد الاجتماع في مسجد بيت الفتوح في لندن وحضره أكثر من 1500 شخص، من بينهم ما يقرب من 1000 واقفة نو.
وخلال الاجتماع أقيمت ورش العمل المختلفة والمسابقات الأكاديمية وعقدت الحلقات النقاشية حول مجموعة متنوعة من القضايا المعاصرة. وتلقت خمس فتيات الجوائز من حضرة الخليفة مكافأة على حفظهن القرآن الكريم كاملا.
وخلال كلمته، ذكّر حضرة ميرزا مسرور أحمد الواقفات بالمسؤولية الهائلة الملقاة على عاتقهن كعضوات في مشروع وقف نو لأنهن نذرن أنفسهن عن طيب خاطر من أجل نشر تعاليم الإسلام الحقيقية.
كما ذكر أهمية أن يؤدي المرء الأمانة الموكلة إليه وذلك على ضوء تعاليم القرآن الكريم، واستشهد حضرته بالآية التاسعة من سورة "المؤمنون" والتي تبين أن المؤمنين الحقيقين هم: "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" حيث قال حضرته:
"عليكن كعضوات في هذه المجموعة، ومن السعيدات اللواتي تعهدن من بين المؤمنين على الوفاء بعهودهن قبل كل شيء خاصة، أن تدركن خطورة مسؤولياتكن وأهميتها. أنتن من كرّسن حياتهن من أجل الدين. أنتن من تعهدتن بالتخلي عن الملذات الدنيوية في سبيل الله عز وجل. ".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عليكن أينما تذهبن في حياتكن اليومية أن لا تنظرن إلى أي اتجاه يتحرك العالم، ويجب أن لا يكون لديكن أي عقدة من البلد أو الثقافة اللذين تعشن فيهما، ويجب أن لا تتأثرن على نحو غير ملائم بأحدث اتجاهات الموضة، بل عليكن أن تولين اهتمامًا لمسؤولياتكن".
وقال حضرته إن من مسؤولية عضوات الوقف نو المساهمة في إنجاز مهمة مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة ميرزا غلام أحمد، المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) ثم قال:
"فما هي مهمة المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام)؟ لقد جاء لتقريب البشرية إلى الله عز وجل وإقامة حقوق بعضهم بعضًا، ولتنوير العالم بالتعاليم الحقيقية للإسلام من خلال كلماته وأفعاله وتصرفاته. ولينشر رسالة الإسلام الحقيقية إلى كل ركن من أركان المعمورة".
وذكر حضرته إن الناس في العصر الحديث قد ابتعدوا عن الله وينظر عدد متزايد منهم إلى الدين على أنه أمرٌ مدعاة للسخرية، ثم قال:
"في مثل هذا المناخ الصعب عليكن أن تتعلمن دينكن وتكنّ ثابتات في إيمانكن بحقيقته. عليكن بناء علاقة شخصية مع الله لكي تتمكَّنَّ من إثبات وجوده للآخرين، وتتمكن حتى من إثبات أنه لا يزال يسمع أولئك الذين يقصدونه".
وقال حضرته إن على الواقفات نو إصلاح المجتمع أخلاقيا، حيث قال:
" يجب تثقيف المجتمع حول ما هو الصواب وما هو الخطأ. على سبيل المثال، من واجبكن أن تشرحن للآخرين أن إشاعة الفحشاء باسم ما يسمى الحرية هو وسيلة للحطّ من القيم الإنسانية بدلا من تنميتها، بل هو وسيلة للحد من احترام الذات بدلًا من زيادته. عليكن أن تثبتن أن المتدينين هم أولئك الذين يظهرون أفضل المعايير الأخلاقية".
ثم اقتبس حضرته أمثلة من القرآن الكريم تبين التوجيهات الإلهية لخلق مجتمع سلمي:
"يبيّن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن على المؤمن الاهتمام بالفقراء وإطعام الجياع وأن يكون مستعدًا لتقديم التضحيات الشخصية من أجل الآخرين. كما يبيّن الله سبحانه وتعالى أن على المرء تجنب جميع أشكال الغطرسة وسوء الظن بالآخرين، وأن عليه التمسك دومًا بالحق وأن ينقذ نفسه من جميع أشكال الباطل. ".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" كما قال الله تعالى إن على المرء أن يظهر الامتنان لله ولخلق الله وأنّ عليه إظهار التسامح والتحلي بالصبر والتحمل قدر الإمكان. وبالمثل، قد قدَّم الله سبحانه وتعالى العديد من الوصايا الأخرى، التي إن عملنا بها طهّرنا مجتمعنا على أفضل وجه وجمّلناه".
ثم قال حضرة ميرزا مسرور أحمد ناصحا الواقفات نو:
"تذكَّرن دائما أن مسؤوليتكن الكبيرة هي إعطاء الأولوية دائمًا لإيمانكن فوق جميع الأمور الدنيوية. إن الانخراط كثيرًا في أحدث اتجاهات الموضة سوف يبعدكن بشكل تلقائي عن الدين. وبالمثل، إذا انغمستن في المصالح أو الأمور الدنيوية، فلسوف يتزعزع إيمانكن ويصبح ذا أهمية ثانوية بالنسبة لكن. لذا أكرر أنه يجب على كل واحدة منكن أن تدرك مسؤوليتها الخاصة كعضوة في الواقفات نو".
ثم لفت حضرته انتباه الواقفات نحو أهمية اختيار حياتهن المهنية المستقبلية بعناية، فهناك حاجة للنساء المسلمات الأحمديات أن يصبحن خاصة طبيبات ومعلمات وصحفيات ومتخصصات في مجال الإعلام. لذا فعلى اللواتي يهتممن بهذه المجالات أن يحاولن مواصلة تحقيق ذلك.
ثم قال حضرة ميرزا مسرور أحمد إن على الواقفات أن يكنّ قدوة إيجابية لسائر أفراد المجتمع:
"يجب أن تفكرن في إيمانكن والعهد الذي قطعتن ويجب أن لا تتأثرن سلبًا بأصدقاء المدرسة بالانجرار نحو الأمور الدنيوية أو اللاأخلاقية. يجب أن يكون هدفكن وطموحكن دائمًا إرضاء الله سبحانه وتعالى ويجب أن تفهمن أن مهمتكن إصلاح الآخرين. بدلًا من اتباع صرعات الموضة، على فتياتنا الأحمديات اتباع طرق الخير والأخلاق التي يحتذي بها الآخرون ".
وفي الختام، دعا حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" أدعو الله أن تتمكن جميع الواقفات نو من تحقيق التوقعات التي توقعها أهاليهن منهن عندما نذرن حياتهن من أجل الجماعة. وأدعو الله أيضًا أن يحققن التطلعات العالية جدًا التي تتوقعها الجماعة أو خليفة الوقت منهن. أدعو الله أن يمكّن عضوات هذا البرنامج المبارك من أن يحققن الهدف النبيل الذي نذر أهاليهن حياتهن من أجله. وأسأل الله أن يمكنهنّ من قضاء حياتهن دائمًا وفقًا للتعاليم الجميلة للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم). بارك الله بجميع عضوات مشروع الوقف نو من جميع النواحي. آمين."
وانتهى الاجتماع بدعاء صامت أَمَّه حضرته.