loader
 

نسيم عبيات- إيران

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي علي رسوله الکريم وعلي عبده المسيح الموعود
نشأت في بيت من الطائفة الشيعية. کانت لدي رغبة في الدين والقرآن الكريم منذ الصغر. وقبل 13 سنة تعرفت علي آراء المفکر وعالم الاجتماع الإيراني الشيعي الدکتور علي شريعتي. تعلمت منه التعقل وإحترام رأي الآخرين وأن لا أقفُ ما ليس لي به علم. کنت متألماً من رؤية المعاناة الموجودة في العالم. کان يؤذيني تخلف المسلمين. مع هذا کنت مقتنعاً أن ما يقدمه الإسلام من خلال الإيمان بالله تعالي ومعرفته وأسوة الرسول صلي الله عليه وسلم هو الحل الوحيد للخروج من الأزمات. ولکن کنت أري تجاهل المسلمين تجاه الحل الذي يطرحه الإسلام. کنت أشاهد كيف أن بعضاً من المسلمين يشککون في صدق الإسلام ويتخلوا عنه وکيف أصبحوا مقلدين للغرب بالأفکار والتقاليد وحتي بالظاهر. حصلت علي يقين أن الإسلام الموجود والذي تفهمه الأغلبية من الناس والمشايخ ليس هو الذي أراده الله عز وجل وأن الفهم الخاطئ للإسلام لدي المسلمين هو سبب إبتعاد البعض عن هذا الدين العظيم. لأنني أدرکت تماماً أن الناس كانوا يدخلون أفواجا في دين الله في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم بسبب التبليغ المبين. لأنه بحسب قول القرآن الکريم "ما کان علي الرسول إلا البلاغ المبين". فلهذا کنت مقتنعاً کل الإقتناع بأنه يجب أن يتغير الخطاب الديني الحالي. فلبيان بعض الحقائق للآخرين قمت أسأل شيخ المسجد قبل 4 سنوات تقريباً ولکنه اتهمني بالعمالة لدولة السعودية ولإسرائيل والله سلمني.
کنت مقتنعاً بلزوم التصحيح والتجديد والإصلاح في الفکر الديني وإيجاد ثورةٍ دينيةٍ عن طريق الرجوع إلى القرآن والإقتداء بأسوه الرسول صلي الله عليه وسلم وواثقاً أنه لا يتُم الإسلام الحقيقي إلا في عصر الإمام المهدي. فلهذا کنت أتمني أن أکون في ذلك الزمان.
کنت أدعوا الله تعالي وأتضرع في حضرته، لتُنشأ جماعة إيمانية وعقلانية وتقوم بإنشاء قناة لتنبت الإيمان في قلوب الناس والعقلانية في عقولهم وتقوم ببيان صدق الإسلام وجماله وتجيب علي کل الاعتراضات والشبهات التي تطرح من قبل معارضي الإسلام.
ففي إحدي ليالي عام 2010 کنت مع أحد الأصدقاء وهو يقلِّب في قنوات التلفاز فوقف قليلاً علي قناة الـ mta3 وطلب رأيي في القناة. کان برنامج الحوار المباشر وموضوع الجن. شاهدت الحوار البناء والأجوبة الشافية من علماء الأحمدية . شاهدت الحکمة والسيطرة والمحبة والاحترام عند الحوار. فعَلِمت أن القائمين علي هذه البرنامج لا بد أنه على درجة عالية من العلم. فرحت فرحة كبيرة لأنني وجدت تلك القناة التي کنت أتمنى أن تأتي يوماً ما. في تلك الليلة شعرت أن هذه القناة تستطيع أن تصبح منارة للمسلمين.
قمت بإبلاغ تردد القناة في اليوم الثاني من تلك الليلة لأصدقائي وحتى إنى نشرتُ بعض المقالات والأفلام. أصبحتُ متابعاً جاداً لکل برامج القناة وأصبحت القناة هي الأولي عندي.
ذهبت إلى المواقع العربية والفارسية المعارضة للفکر الأحمدي في الإنترنت وقرأت المقالات وشاهدت الأفلام العديدة ولکن استغربت كثيراً من تلك التهم الباطلة، لأن هذه التهم لا تتناسب مع الأفکار الرائعة لدي الأحمديين. وعلي العکس أکاذيبهم زاد إيماني بصدق دعوة الأحمدية . ومنع الدول الإسلامية من دخول کتب الأحمدية إلى دُوَلِهِم زاد من ثقتي بقوة الفکر الأحمدي.
کلما کنتُ أشاهد القناة، كان إيماني بصدق الدعوة يريد.
حين سمعت من قناة الأحمدية أن کل آيات القرآن محکمة ولا توجد فيه آية منسوخة شعرت بحب الأحمدية للقرآن. أعجبني کثيراً تفسير الجماعة للقرآن الکريم. رأيت الحکمة والروعة والجمال في تفسير سورة المؤمنون من التلفاز، وسورة الشمس من کتاب "فلسفة تعاليم الإسلام" وسورة الفاتحة من التفسير الکبير. ورأيت أن الجماعة تهتم کثيراً بالرقي الروحاني والعقلاني معا وهذا ما زادني رغبة في متابعة البرامج.
سُررت کثيرا حين شاهدت ردود الأحمدية علي شبهات المسيحيين بالججج والبراهين الدامغة. کنت أري هيمنة الأحمديين وهزيمه القسس أمامهم. فرحت لأنني بهذه الأدلة الناصعة يمکنني إثبات صدق الإسلام والرد علي الاعتراضات الکثيرة التي يطرحها کثير من الجامعيين في إيران.
الوجوه النيرة والمطمئنة لدي الاخوة الأحمديين کانت تعبر عن إيمانهم الراسخ بالله عز وجل.
طلب مني بعض الأصدقاء الابتعاد عن مشاهدة القناة ولکن کيف يمکن لي التخلي عن تلك التعاليم النيرة والتي نورت قلبي وشرحت صدري وفتحت عيني وحرکت عقلي.
کانت لدي رغبة للبيعة. فاتصلت برقم برنامج سبيل الهدي وتکلمت مع الأخ عکرمة وطلبت منه المزيد من المعلومات فأرسل لي کتاب "دلائل صدق الإمام المهدي عليه السلام" وأرشدني إلى الدعاء. عند قرائة الکتاب تعلمت أدلة صدق الأنبياء عليهم السلام وحين قرأت الدليل السادس: "آيات سورة الحاقة وهلاك المتقول ودعوته" تمت الحجة وآمنت تماماً أن حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام هو الإمام المهدي والمسيح الموعود الذي تنتظره الأديان. وبعد يومين أرسلت البيعة.
حصلت علي سکينة واطمئنان لا يوصف، حين تَم إرسال البيعة شعرت وكأني طائر في السماء.
ملُئ كل کياني بعد البيعة فرحاً وسروراً، لأنني عرفت إمام الزمان ولأنني وجدت نفسي أعيش في عصره.
فرحت جدا لأنني وجدتُ الجماعة الصادقة التي کنت أتمني أن أتعرف عليها يوماً ما. أصبحت أکثر قوة لأنني صرت مع الجماعة المختارة من قبل الله تعالي التي بواسطتها تُملأ الأرض قسطاً وعدلاً. والآن أشعر بقرب أكبر من الخالق المتعال وأنه سبحانه وتعالي معي في کل زمان ومکان وهذا ما يجعلني مسروراً علي الدوام.
و الحمد لله الذي هدانا لهذا وما کنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
أقدم الشکر الجزيل لکل العاملين علي قنوات الأحمدية ومواقعها الإکترونية، أدعوا الله تعالي أن يجزيهم خيراً.
أسال الله الناصر أن ينصر الأحمديين بنصره العزيز وأن يؤفقنا لما يحب ويرضى ويجعلنا هداة للناس. آمين يا رب العالمين.


 

خطب الجمعة الأخيرة