loader
 

عبير محمد المصري - سورية

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى عبده المسيح الموعود

اسمي عبير محمد المصري من سورية، كنت أعمل كممرضة في مستشفى الأطفال الجامعي ولم أكن أهتم بأمور الدين وثقافتي في أمور الدين كانت ضئيلة ومحدودة وكنت أدعو الله دوما ليهديني سواء السبيل ويرشدني للحق فقد كانت تخطر ببالي أمور كثيرة لم أكن مقتنعة بها مثل الخرافات المتعلقة بصعود سيدنا عيسى عليه السلام وقصة نزوله في آخر الزمان وخروج الأعور الدجال والقصص المحاكة عن الجن والشياطين والسحر التي كانت تشغل الكثير من النساء من حولي.

بالإضافة إلى عملي في مستشفى الأطفال عملت في مستشفى آخر خاص وفي هذا المستشفى تعرفت على الدكتور وسام البراقي، الذي كان أحمديا، من خلال مشكلة صغيرة تتعلق بالعمل. وفي سياق الحديث أخبرني أنه يريد أن يتكلم معي بموضوع هام وعند مناوبتنا الليلية التالية لم يكن في القسم مرضى على غير العادة فجلسنا وفتح معي موضوع الدجال وماهيته، فأصغيت باهتمام كبير فأنا بطبيعتي لم أكن أحب الخرافات المتعلقة بأمور الدين، وعرفت أن خروج الدجال يتزامن مع ظهور المهدي عليه السلام. ثم طلب مني الدكتور وسام أن نكمل الحديث في المناوبة القادمة لكني ألحيت عليه بأن يكمل فلم أطق صبرا لأعرف إن كان الإمام المهدي قد ظهر أما لا. فظل يتكلم طول الليل عن أدلة صدق الإمام المهدي عليه السلام حتى الفجر وأنا أستمع بهدوء. فأخبرني عن المسيح الموعود عليه السلام وعن جماعته ولم يكن لدي فكرة سابقة عن الجماعة، شعرت بقشعريرة تسري في جسدي وخوف شديد، ثم انتابني شعور شك بالجماعة؛ فظهور شخص يدعي النبوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أمر خطير جداً بالنسبة لي... على كل حال، بعد خروج الدكتور وسام من القسم بدأت أجهش بالبكاء وشعرت أن الله وضعني في محنة كبيرة وبدأت أدعو الله كثيراً ليرشدني للحق ويبين لي مصداقية هذا الشخص وهذه الجماعة.

في الجمعة التالي لم يكن في القسم أيضا، خلافا للعادة أطفال مرضى، وظل الوضع على هذا الحال غير المألوف لأسابيع حتى وقعت ورقة البيعة وكأن الله تعالى كان يهيء لي فرصة الاستماع للدعوة ودراسة أدلة صدق الإمام المهدي وأزال من أمامي العوائق. بدأت أقرأ الكتب لأتبين، واستخرت الله فرأيت في المنام أنني من الجماعة أنا وعدد من أفراد أسرتي وكنت أدعو أيضا للجماعة خالتي التي كانت تزورنا في البيت. عندما صحوت من النوم قررت أن أبايع الإمام المهدي وأرسل بيعتي للخليفة الخامس نصره الله.

أرسلت رسالة للخليفة نصره الله أخبرته بها عن بيعتي وطلبت الدعاء منه لي ولأهلي وبعد مدة من الزمن أرسل لي رسالة بارك لي هذه الخطوة ودعا لي بالتوفيق والثبات وطلب مني أن أبقى على اتصال معه عن طريق المراسلة، شعرت حينها بفرح غامر وشعرت بروحانيات عالية وشعرت بصلة وصل بيني وبينه واهتمامه هذا بي جعلني أشعر بأنني مميزة وشخص ذو أهمية بالجماعة وعندها شعرت بعلاقة وثيقة تربطني به وبالجماعة .

بدأت أرسل للخليفة نصره الله رسائل أسأله عن بعض الأمور وكنت دائما أنتظر رده بفارغ الصبر، بعد مدة قصيرة رأيت في المنام أن أختين من أخواتي بايعتا وأخي ياسر أيضا فاستبشرت بهم خيرا، وبدأت أتكلم في البيت مع أهلي وأناقشهم بفكر الجماعة دون أن أخبرهم عن ظهور الإمام المهدي عليه السلام مباشرة؛ فلقيت معارضة شديدة من أخي الذي يكبرني سنا وتكفيرا وتخطيئا، ولكن باعيت أختي منى وآية وتحقق بذلك جزء من الرؤيا أما أخي ياسر فلم يكن مهتما لأمر الجماعة ولكني كنت واثقة أن الله سيأتي به وهذا ما حصل بالفعل بعد ثلاث سنوات إذ بدأ يبحث عن صدق الجماعة ثم بايع والحمد لله، وبعد سنوات قليلة بايعت أمي أيضا بعد أن لمست فينا تغيرا في سلوكنا والتزامنا بديننا، أما أبي الذي ما أبدى بفضل الله تعالى يوما عداء للجماعة بل أعطانا الحرية المطلقة بأن نعتقد ونؤمن بما وجدناه حقا فقد بايع هذه السنة بفضل الله تعالى ورحمته.

بعدها عرف بعض الزملاء في المستشفى أني أصبحت أحمدية فأخذ بعض الأطباء ينصحونني بالابتعاد عن الجماعة وأنها جماعة غير صالحة حتى قال لي أحدهم، علما أنه قد بلغ الدعوة تماما، يجب عدم التفكير في أمور دينية كهذه بل يجب علي سؤال أحد علماء الدين لأن علماء الدين هم الذين يفهمون في الأمور الدينية وهم وحدهم من يحدد صدق الجماعة أو كذبها حتى إنه أعطاني الرقم الخاص لأحد علماء الدين والسياسيين المشهورين في دمشق كي أتصل به وأساله عن الجماعة فقلت له دون أدنى تردد أو شك: إني لست بحاجة لأسأله لأني سألت من هو أعلم منه ومن الجميع وهو الله تعالى ولن يخيبني أبدا.
وأخذ طبيب آخر أيضا يحذرني من الأحمدية ويقول لي بعض الأكاذيب المعادية للجماعة والقصص الواهية والاعتراضات السخيفة المعروفة التي يثيرها المعارضون عادة، ولكني أهملت قوله.

كان لي صديقة من الطائفة الدرزية بلغتها دعوة الأحمدية فدرست الموضوع باهتمام بالغ واقتنعت بأمور كثيرة واعترضت على بعض الأمور التي تعتبرها هي من المسلمات مثل موضوع التقمص، في النهاية لم يكرمها الله بالدخول بجماعة المهدي. وصديقتي الأخرى كانت من الطائفة السنية وقد أخبرتها عن الجماعة فصدتني واستغربت عدم خوفي بالخوض بهذه الأمور وبعدها قطعت علاقتها بي .

بعد بيعتي بدأت أتعرف على الأحمديين وكنت أذهب لمناطق بعيدة أحيانا للتعرف على بعض العائلات الأحمدية. إن أكثر من أثر بي وشدني نحو الجماعة الدكتور وسام ووالدته فقد وجدت عندها الالتزام والثبات وكنت أزورها من وقت لآخر .

مما عرفته مبكرا بعد بيعتي أنه يجب علي دفع التبرعات فبدأت بفضل الله تعالى بدفعها وفق النسبة المحددة من راتبي الشهري، وكذلك علمت مبكرا ولله الحمد أن الفتاة الأحمدية كما أمر المسيح الموعود عليه السلام لا يجب أن تتزوج من غير أحمدي، وهنا بدأ امتحاني وابتلائي؛ فأنا المطلقة التي فرصها في الزواج محدودة في مجتمعنا بدأ يتوافد علي شباب يرغبون في الزواج ولكنهم كانوا كلهم غير أحمديين فرفضتهم الواحد تلو الآخر وكان أهلي يستغربون تصرفي هذا فقد كانوا مناسبين لي من وجهة نظرهم وحاولوا بشتى الطرق أن يقنعوني لكني لم أستطع إخبارهم بالسبب الحقيقي لرفضي وأني لن أتزوج إلا أحمديا ومر على هذه الحال سنتان ثم أكرمني الله وتقدم شاب أحمدي فقبلت به وعندما قررنا موعد العرس عرفت أن الأعراس في الأحمدية يجب أن تكون خالية من مظاهر الفسق والخلاعة مثل الرقص واللبس الفاحش والأغاني الساقطة حتى لو كانت النساء لوحدهن؛ فحاولت بكل جهدي الالتزام بهذا وساعدتني أختاي والحمد لله حتى أن زوجي كان أول أحمدي في سورية على حد علمنا يلتزم بوليمة الزواج بعد العرس فقد كانت الولائم تقام في يوم العرس وفقا للتقاليد في المجتمع. تزوجنا في بيت استأجرناه وبعد مدة أكرمنا الله ببناء بيت خاص بنا. رأى زوجي في المنام أن بيتنا تحول إلى مسجد فاستبشرنا أنا وهو وبعد مدة من الزمن أصبح زوجي إماما في منطقته وبدأ الأحمديون يأتون لمنزلنا لصلاة الجمعة والحمد لله؛ شعرت أن هذا فضل كبير من الله ومنة. وأنجبنا ثلاثة أطفال وقبلت ابنتاي أمة الله وملاك في نظام "الوقف نو"، الذين أطلقه الخليفة الرابع رحمه الله، والحمد لله. وتركت عملي في المستشفى وتفرغت لرعاية أطفالي. وقد يسر الله لي بفضله الخالص الفرصة لخدمة الجماعة في لجنة إماء الله في منطقتنا في ريف دمشق فأسأل الله أن يكون لي عونا في ذلك وأن أكون على قدر الأمانة والمسئولية. نصر الله خليفتنا وبارك بجماعتنا. آمين.
سورية في 17-11-2012


 

خطب الجمعة الأخيرة