loader
 

شادي إبراهيم عبد القادر مدلل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمعت عن الأحمدية سنة 1998م من خلال الأستاذ هاني طاهر. خلفيتي الدينية بسيطة جدا، حال الكثير من الناس في بلادنا، قرأت مقتطفات من كتب الجماعة ولم أفهم منها شيئا، وكنت مرافقا ومشاهدا لكثير من المناقشات التي كان يقوم بها الأخ هاني مع أصحابه ومع ذلك لم أصل لنتيجة، فقررت أن أدعو الله، فرأيت رؤيا واضحة تبين صدق الجماعة، وكانت عبارة عن رجلين كبيرين طويلين كطول المباني في أزقة شوارع القرية، يحملان هروات، وكنت وحيدا في الشارع، وقال أحدهما إن كان المهدي صادق فلينقذك الآن، ولم يكن في هذا الحي إلا سيارة واقفة لا أحد فيها، وفجأة عادت إلى الوراء ودفعت بالرجلين لتقضي عليهما، وعندما استيقظت تيقنت أن الأحمدية على حق وبفضل الله دخلت بها.

قبل البيعة كنت أصلي وأصوم كالناس، ولكن عندما بايعت شعرت أن صلاتي وصيامي يختلفان عما قبل، وهذا الشعور دفعني لمراسلة الخليفة الرابع رضي الله عنه أعبر له عن سروري وسعادتي في الصلاة.

ولو تحدثنا عن بركات الأحمدية لما انتهينا، ولكن ساذكر قليلا من نعم الأحمدية علي، كنت أكره المدرسة، وكان النجاح فيها بعيدا عني، ولكن بعد البيعة قررت العودة للدراسة بعد بعدي 4 سنوات عنها، فعدت وأنهيت الثانوية العامة، وبعدها حصلت على البكالوريس والماجستير بفضل الله تعالى. وأيضا طريقة تفكيري أصبحت مختلفة، وسلوكي تغير كثيرا، فلا يستطيع أي إنسان أن يعرف السعادة والطمأنينة التي تترسخ داخل الفرد بعد البيعة إلا إذا كان أحمديا.
أي جماعة مؤمنين على مر التاريخ لا بد لأفرادها أن يتعرضوا للاضطهاد، فقد اضطهدنا أولا من أهل القرية، وكذلك تعرضت للمعاناة في الجامعة أثناء دراستي، فعندما علم زملائي في السكن أنني أحمدي، طلبوا مني مغادرة السكن وألا أبقى عندهم ليلة واحدة.

وذات مرة دخلت كلية الشريعة فإذا العشرات من أفرادها بتحريض من أحد الأساتذة يتدافعون صارخين عليّ من أجل إخراجي من تلك الكلية.

وذات مرة شتم أحد مدرسي الشريعة الجماعة الأحمدية وأنا أتجول في ممرات القاعات أمام الطلبة والكل ينظر إلي وإلى الأستاذ.

وفي أحد الأيام دخلت المسجد لأصلي فطلب شخص مني أن أكون الإمام، ودخل الشخص تلو الآخر فأصبحوا جماعة، فدخل أحد المشايخ وصرخ بأعلى صوته اتركوا الصلاة هذا الذي تصلون خلفه إنسان كافر قادياني، ولكن الحمد الله لم يستجب أحد له، وأنهينا الصلاة ولم يحصل أي شيء.

وأثناء العمل في وظيفتي نشر أحد زملائي في العمل بأنني أسب الرسول صلى الله عليه وسلم- والعياذ بالله- وجاءت لجنة للتحقق من ذلك، وهذا أفرح المدير ليتم نقلي من المدرسة، وعندما حضرت اللجنة المكونة من أربعة أشخاص تبين من خلال التحقيق أن هذا كذب وافتراء علي، وأرادت اللجنة التعرف على الأحمدية وتناقشنا فيما بيننا، وأثناء النقاش كان يتم المزاح وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن، وهذا أدى إلى ازدياد غضب المدير وبعض الزملاء.

كل هذه الأمور التي ذكرتها هي غيض من فيض، وفي كل مرة كان الله يوفقني في مواجهة هؤلاء، ولم أتعرض لأي أذى منهم، فعلى كل أحمدي ألا يحسب أي حساب لأحد مهما بلغ شأنه ومنصبه.

كانت النقاشات تحصل كثيرا، ولكن للأسف معظم الناس لا يريدون معرفة الحق، ولكن واجبنا إبلاغ الحق للجميع، ففي أيام الجامعة طلب مني أستاذ في الجامعة إلقاء محاضرة كاملة عن الجماعة، وفعلا وفقني الله ووزعت أكثر من 50 كتيب في القاعة، وكانت غاية في الروعة، المتعة في النقاش أن لكل سؤال جواب كامل متكامل مترابط، فحجج الجماعة ومعتقداتها لا يمكن لأي فكر أن يواجهها أو يقف أمامها.

فندعو الله أن يوفقنا في تبليغ تعاليم الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام في كل وقت، وأن يتقبل الله منا هذا العمل، ويتوب علينا، ويحسن خاتمتنا، ويجعلنا من خدام الإمام المهدي عليه السلام.


 

خطب الجمعة الأخيرة