loader
 

نظمية البراقي

أنا من قرية في ريف دمشق اسمها حوش عرب، ولدت فيها وتربيت فيها. ولم يتجاوز تعليمي المرحلة الابتدائية بحكم الظروف القروية. وقد تزوجت في عمر مبكر. وكان اهتمامي بالإسلام كغيري من النسوة في القرية وكنت أواظب على الصلاة وأقرأ القرآن واطلع على التفاسير التقليدية الموجودة بين أيدينا.
في عام 1982 كنت قد انتهيت من أعمالي المنزلية فخرجت إلى البستان الواقع خلف منزلنا أبحث عن أشعة الشمس وأنا حامل في الشهر السابع. فاستلقيت تحت ظل شجرة وغفوت. فرأيت فيما يراه النائم أن مجموعة أولاد يركضون إلي صائحين "جاء الرسول، جاء الرسول!"، فنهضت فنظرت إلى الجهة التي يشيرون إليها فتراءى أمامي رجل و كأنه ملاك وقد ظهر من الجانب الشرقي لمكان وجودي، وكان يرتدي زياً أبيضاً فضفاضاً واضعاً عمامة على رأسه. فكان هذا الزي غريبا مستغربا عندي ولم أرَ زياً كهذا من قبل في حياتي. فخطوت نحوه خطوة فأسرع هو بدوره إلي ومد يده البيضاء وصافحني، فتمنيت لو لم يفلت يدي. ثم استدار وعاد من حيث أتى وقبل أن يغيب التفت نحوي وكشف عن ساقه من الخلف ليريني في ربلته أسفل ساقه اليمنى جرحاً كبيراً وقديماً، يشبه شكله شكل حبة البلح، وكأنه محتقن بالدم الجاف. شعرت بالحزن عليه وقلت في نفسي من هذا الذي طعنه بالسكين؟ فنظر إلي وأسدل ثوبه ولم ينطق بكلمة ثم غادر من الجهة التي أتى منها.
صحوت من النوم وأنا أتفكر طويلاً بشأن هذا المنام. وما غابت تفاصيل هذه الرؤيا عن بالي إلى اليوم.
وفي سنة 1983 سافرنا إلى فرنسا لأن زوجي (د.علي البراقي) كان قد حصل على إيفاد لتحضير شهادة الدكتوراه ومعنا ستة أطفال.
وفي عام 1986 أثناء إقامتنا في فرنسا وصلت دعوة الأحمدية إلى قريتنا وبايع أخو زوجي ووصل الخبر إلينا في فرنسا أنه قد كفر فسافر زوجي براً إلى سورية ليستطلع الأمر ويرد أخيه إلى الدين فمكث هناك شهراً ثم عاد مبايعاً على عكس ما توقعه أهل البلد وعاد إلينا فبشرني فصدقت ثم بايعت في أوائل عام 1987. نظرت إلى صورة المسيح الموعود عليه السلام بتمعن، فلم يكن الشخص الذي رأيت في المنام. ثم تعرفنا على الجماعة في فرنسا وزرنا مركزها في باريس، وعندما زار الخليفة الرابع رحمه الله باريس ذهبنا للقائه أنا وزوجي وأصغر ابنتين لنا. وعندما دخلنا عليه تذكرت فوراً منامي فكان اللباس الذي رأيت واستهجنت هو اللباس الباكستاني وكان هو نفسه الذي رأيت في الرؤيا وكانت العمامة التي رأيتها هي نفسها وكان الخليفة الرابع رحمه الله هو الذي رأيت في المنام منذ سنوات وقيل إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبحان الله والحمد لله حمدا كثيرا. وبعد أن عدنا إلى سورية لقيت من أهلي وإخوتي معارضة شديدة ولكني ثبت على إيماني بفضل الله وما تزعزت وآثرت ديني على أهلي وعلاقات القرابة، وما آمن منهم أحد إلى يومنا؛ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.
وقد أنعم الله علي وعلى أسرتي بأفضال ونعم كثيرة لا يمكن إحصاؤها وفي كل يوم يزيد، وقد من الله عليَّ إذ على ضعف تحصيلي العلمي إلا أن الله بارك في أولادي وفي جهودي الأولية المتواضعة في تعليمهم وتوجيههم فبلغ أولادي وبناتي أعلى الدرجات العلمية فمنهم أطباء ومنهم حصلوا على شهادات دكتوراه في مجالات مختلفة من الأدب والعلوم. وقد من الله علينا أيضا إذ فتح علينا أبوابا عديدة لخدمة دينه والجماعة وأرجو الله أن يزيدنا إخلاصا وتفانيا في خدمة دينه لنكون من أبدال الشام بحق.
إني الآن كثيرة القراءة لكتب المسيح الموعود عليه السلام وكتب الجماعة الأخرى وأتلو القرآن الكريم بكثرة وبفضل الله أرى رؤى صادقة تتحقق فلله الحمد على نعمه وأفضاله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى عبده المسيح الموعود.
نظمية البراقي- حوش عرب-سورية


 

خطب الجمعة الأخيرة