إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يقول لا مفرّ من الحرب العالمية ما لم تَسُد العدالة الحقيقية
حضرة ميرزا مسرور أحمد يأمل في وضع حدٍ لعدم المساواة
تحدث إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية خليفة المسيح الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد مطولًا حول حالة العالم الخطرة والتهديد الوشيك لحرب نووية.
وقد حذر حضرته في الخطاب الرئيسي الذي ألقاه بمناسبة المنتدى السنوي العاشر للسلام في مسجد بيت الفتوح في لندن ,في 23-03-2013، من عواقب كارثية إذا لم يتم تحقيق العدالة الحقيقية على جميع المستويات. وقال أن خطر نشوب حرب نووية خطرٌ حقيقي وهو أكبر تهديد للحضارة اليوم. وقد جذب هذا الحدث أكثر من 1000 شخص، بما في ذلك وزراء وسفراء وأعضاء برلمان وغيرهم من كبار الشخصيات والضيوف من مختلف المشارب. وكان موضوع المنتدى لهذا العام "الطريق إلى السلام". وخلال كلمته الرئيسية تحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله عن الحاجة للسلام والعدالة، وعن الصراعات المتصاعدة في الشرق الأقصى، والحرب في سوريا والمخاطر المتزايدة للحرب العالمية النووية. كما عرض حلًا للاضطرابات العالمية استنادًا إلى تعاليم القرآن الكريم.
بدأ حضرة ميرزا مسرور أحمد بالحديث عن الاحتياجات الملحّة في هذا الوقت حيث قال: "السعي من أجل السلام طموح نبيل وأمرٌ يحتاجه العالم حاجة ماسة فإذا نظرنا إلى حالة العالم اليوم، سندرك أن هنالك الآن، وأكثر من أي وقت مضى، حاجة ملحة وعاجلة للسعي من أجل السلام والوئام في العالم." وقال حضرته أنه على الرغم من أن الإسلام يدعو إلى الإنصاف والمساواة والعدالة على كافة الأصعدة إلا أن غالبية المسلمين في العالم قد نسوا هذه التعاليم.
ثم دعا حضرته إلى التغيير من أجل إنقاذ المجتمع حيث قال: "إذا كنا نريد السلام الحقيقي، وإذا كنا نريد إنقاذ العالم من الدمار فعلينا أن نعمل بعدالة ونزاهة وأن نتحرى الحقيقة دائمًا".
كما أعرب حضرته عن قلقه إزاء تصاعد الصراع في الشرق الأقصى، وخاصة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وبين الصين واليابان. وقال أن العالم الغربي لم يكن في مأمن من آثار هذه الصراعات فالولايات المتحدة تتأثر بشكل مباشر في كل من هذه النزاعات بسبب تحالفاتها الوثيقة مع كوريا الجنوبية واليابان. كما قال أن كوريا الشمالية لم تتورع عن التهديد باستخدام الأسلحة النووية ولا يبدو أنها تهتم بعواقب أفعالها. وحول الدمار المستمر في سوريا، حذر أمير المؤمنين نصره الله من أن فرضية أن الإطاحة بالحكومة ستؤدي إلى السلام الفوري أمرٌ يبدو مستحيلًا في التاريخ الحديث. وقال إن "ما يسمى الثورات" التي جرت في مصر وليبيا أظهرت أن تغيير النظام لا يعني بالضرورة إحلال السلام أو علاقات دولية أفضل.
وحول الاضطرابات في سوريا، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد أنه ينبغي النظر في الاقتراح الأخير المقدم من قبل رئيس إسرائيل شمعون بيريز في إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة تتكون فقط من جنود عرب. حيث قال الرئيس بيريز أنه إذا شارك جنود من الدول الغربية فسوف يُنظَر للأمر على أنه غزوٌ غربي أو إمبريالية غربية. وقال نصره الله أنه لا يوجد يقين من أن الحرب سوف تظل مقصورة على آسيا فحسب فنظرًا لتوتر الظروف المالية فإن الاضطرابات تتنامى في أوروبا أيضًا. ودعا حضرته لإجراء محادثات سلمية وعادلة بين الدول كوسيلة للحد من تصاعد التوتر والتهديد بالحرب حيث قال: "من واجب جميع القوى تحقيق متطلبات العدالة والتوحد معًا. فجميع الأطراف بحاجة إلى زيادة الحوار وفتح خطوط الاتصال حتى يتمكنوا من المناقشة السلمية لوضع أفضل وسيلة لحل مشاكل العالم. "
ثم تعهد حضرة الخليفة نصره الله أن يواصل مناصحة جميع الأطراف من أجل السلام والعدالة حيث قال: "سوف أستمر دائمًا بإذن الله، بتنفيذ مهمتي ومسؤولياتي نحو تعزيز السلام والتسامح والعدالة والرحمة في مناطق مختلفة من العالم. وسأواصل إخبار جميع الناس أنه من أجل أن نتخلص من الألم والمعاناة التي نواجهها اليوم، يجب أن نعتمد العدالة الحقيقية والمساواة. " هذا وكان حضرته قد تحدث قبل الخطاب الرئيسي، مع مجموعة من كبار الشخصيات عن أهمية السلام ووسائل تحقيق ذلك. وقد قال أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة، رفيق حياة، أن عام 2013 تاريخي للجماعة الإسلامية الأحمدية حيث سنحتفل بالذكرى السنوية المائة لتأسيس الجماعة في المملكة المتحدة. وقال Siobhain McDonagh عضو البرلمان ورئيس المجموعة البرلمانية لكافة أحزاب المملكة المتحدة: "لقد تعلمت في السنوات القليلة الماضية الكثير عن الإسلام من جماعتكم، ولقد تعلمت أن الإسلام مبني على حقوق الحياة والتسامح والمساواة والعدالة." أما عضو البرلمان Stephen Hammond فقد قال: "أعرف أنه في الشهر المقبل سيمضي 10 سنوات على خلافة حضرة ميرزا مسرور أحمد فكيف كانت هذه السنوات العشر! إن روح العمل التطوعي الذي نراه في جماعتكم هو روح السلام. "
أما Dr Charles Tannock عضو البرلمان الأوروبي ورئيس جمعية "أصدقاء الجماعة الإسلامية الأحمدية" في البرلمان الأوربي فقال: "حظيت باستضافة حدَثين في البرلمان الأوروبي، كان آخرهما في ديسمبر عندما شرّف حضرة ميرزا مسرور أحمد البرلمان الأوربي بحضوره. لقد كان حدثًا ناجحًا جدًا وحضره عدد كبير من الحضور. " وقال الدكتور أندرو بينيت، السفير الكندي لمكتب الحرية الدينية: "منذ شهر واحد فقط أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر تعييني كأول سفير للمكتب الكندي للحرية الدينية الحديث العهد، وكان ذلك في مسجد للجماعة الإسلامية الأحمدية في فوغان، في أونتاريو في 19 فبراير حيث أُعلن عن إنشاء المكتب، وأكدنا حينها على أن كندا ستكون صديقًا وفيًا للمسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم". أما Rt Hon Ed Davey عضو البرلمان وسكرتير الدولة للطاقة وتغير المناخ فقد قال: "أود أن أبدأ بشكر حضرته على دعوته لنا جميعًا وعلى عقده المؤتمر العاشر للسلام، وعلى قيادته الحكيمة سواء هنا في المملكة المتحدة أو حول العالم، ليجمع الناس من جميع الأديان لمناصرة السلام. فأنتم تساعدون الجميع على فهم بعضهم البعض بشكلٍ أفضل وأنتم تعلموننا أن ننظر إلى قلوبنا للتأكد من وجود الحب فيها. كما أود القول أننا نرحب للغاية بقيادتكم الدينية ورسالتكم، ونحن نشكركم على ذلك. "
كما قد قدم أمير المؤمنين نصره الله "جائزة الجماعة السنوية الرابعة لتعزيز السلام" إلى الدكتور Oheneba Boachie-Adjei، تقديرًا لعمله الممتاز في مجال تعزيز السلام من خلال عمله في مجال الطب حيث قدم الأمل والمستقبل لآلاف الناس في العالم النامي. وقد قبل الجائزة شخصيًا ثم قال: "لقد تشرفت كثيرًا" باستلام الجائزة، وقال أيضًا أنه من الأهمية بمكان بالنسبة لجميع الناس "أن يتذكروا جذورهم ويردوا الجميل". هذا وقد اجتمع حضرة ميرزا مسرور أحمد شخصيًا قبل وبعد فعاليات المنتدى مع الشخصيات المختلفة والضيوف وعقد عددًا من الاجتماعات.
|