loader
 

نور الحق

لقد ألَّف سيدنا المسيح الموعود عليه السلام هذا الكتاب بالعربية الفصيحة والبليغة نظمًا ونثرًا بتأييد إلهي خاص، وطبَعه في شباط 1894م. كان السبب وراء تأليفه أن المسيحيين مُنوا على يد المسيح الموعود عليه السلام بهزيمة نكراء في المناظرة التي جرت بينه عليه السلام وبين القسيس (المرتد عن الإسلام) عبد الله آتهم. ولإزالة عار هذه الهزيمة، بحسب زعمهم، ألّف "عماد الدين" أحد القساوسة المرتدين عن الإسلام كتابا باسم "توزين الأقوال"، طعَن فيه على فصاحة القرآن الكريم، وبلاغته وشنَّ هجومًا شرسًا على عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرّض الحكومة البريطانية على الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام قائلا بأنه عدو للحكومة. ثم تناولَ مسألة الجهاد وقال إن القرآن يأمر بالقتال ضد معارضي الإسلام مهما كانت الظروف. لما بلغ سيدَنا المسيح الموعود عليه السلام هذا الكتابُ ألّف كتابه هذا "نور الحق"، للرد على جميع مطاعن القسيس ردًّا مفحمًا دامغًا. والأمر الآخر الذي حدا بحضرته (عليه السلام) لتأليف هذا الكتاب بالعربية هو أن هؤلاء القساوسة المرتدين عن الإسلام كانوا يذيعون بين الناس أنهم كانوا من علماء الإسلام سابقا ولديهم باع طويلة في اللغة العربية، ويعرفون ما في القرآن من أخطاء لغوية وبلاغية. فألَّف الإمام المهدي عليه السلام كتابه هذا بالعربية وتحداهم بذكر أسمائهم أن يبارزوه ويؤلفوا بالعربية كتابا مثله. في نهاية الجزء الأول من الكتاب تضرع u في حضرة الله ودعا دعاء طويلا جاء فيه: "يا ربّ.. يا ربّ الضعفاء والمضطرّين، ألستُ منك؟ فقُلْ وإنك خير القائلين. كثُر اللعن والتكفير، ونُسبتُ إلى التزوير، وسمعتَ كله ورأيتَ يا قدير، فافتَحْ بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين. ونَجِّني من علماء السوء وأقوالهم، وكِبرهم ودلالهم، ونَجِّني من قوم ظالمين. وأَنْزِلْ نصرًا من السماء، وأَدْرِك ْعبدك عند البلاء، ونَزِّلْ رجسك على الكافرين. وصرتُ كأذلّةٍ مطرودَ القوم، ومورد اللوم، فانصُرْنا كما نصرتَ رسولك ببدرٍ في ذلك اليوم، واحفظنا يا خير الحافظين. إنّك الربّ الرحيم، كتبتَ على نفسك الرحمة، فاجعَلْ لنا حظًّا منها وأَرِنا النصرة، وارحمنا وتُبْ علينا وأنت أرحم الراحمين." لم يمض على هذا الدعاء إلا شهر واحد فقط حتى استجاب الله تعالى دعاءه وأرى آية صدقه من خلال حدوث كسوف الشمس وخسوف القمر اللذين ورد ذكرهما في الحديث النبوي الشريف، وأشير إليهما أيضا في الآية القرآنية: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (القيامة:9-10)


النسخة الالكترونية للكتاب

 

تنبيه للقراء الكرام

نظراً لكون عملية التنقيح للترجمة والتصحيح للأخطاء مستمرة ما دام هنالك ما يقتضي ذلك، فيرجى العلم بأن النسخة الإلكترونية هي النسخة النهائية والمرجعية، والتي يتم تعديلها كلما اقتضى الأمر ثم إعادة رفعها على الموقع. أما النسخة المطبوعة، فقد تتضمن بعض

التعديلات التي ستظهر عند إصدارالطبعات الجديدة.

خطب الجمعة الأخيرة