ألّفه حضرة المسيح الموعود عليه السلام ليردّ على تُهم الشيعة بحق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دافعَ عليه السلام عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقدّم الأدلة الساطعة على أنه رضي الله عنه هو من تحققت فيه آية الاستخلاف تحققًا كاملا. وذكَر مناقبه وأعماله العظيمة للإسلام وأوّلياته وصحبته وملازمته للرسول صلى الله عليه وسلم في الحياة وفي الممات. كما دافع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبيّن مناقبه وأعماله العظيمة. وأكد أنهما أوذيا كما أوذي الأنبياء وجرت عليهما سنّتهم وهذه علامة ميراثهما لهم. وكذلك دافع عن عليٍّ رضي الله عنه وبيّن أن الشيعة قد أساءوا إليه بما نسبوه إليه مما لا يليق بمكانته ومقامه العظيم. كما دافع حضرته عن عثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم وبيّن أن القرآن يشهد لهم أن الله تعالى قد ألزمهم كلمة التقوى وكانوا خيرة عباد الله الصالحين. وفي الباب الأول من هذا الكتاب الذي يتكون من مقدمة وتمهيد وبابين إضافةً إلى رسالة وثلاث قصائد، تناولَ حضرته عليه السلام مسألةَ الخلافة وناقشها وبيّن حقيقتها ودلل عليها. كما تناول في الباب الثاني مسألة المهدي وحقيقة بعثته، وتحدث عما آلته إليه الأمة الإسلامية من سوء حال بسبب الفتن الداخلية والخارجية. وبيّن حضرته أن الله أرسله إماما مهديا لإصلاح أحوال الأُمة ومسيحا موعودا لمقاومة الفتنة النصرانية الخارجية، وساق الأدلة على هذه الدعوى. ولم يقتصر هذا الكتاب على تقديم الأدلة النقلية والعقلية فحسب، بل برزت فيه صبغة تحليلية أيضا امتاز بها حضرته، وبيّن من خلالها كيفية نشوء الآراء والأفكار الفاسدة وآثار تلك الآراء على من يعتقدون بها إضافة إلى مآل تلك الآراء ومؤداها ونتائجها.
تنبيه للقراء الكرام
نظراً لكون عملية التنقيح للترجمة والتصحيح للأخطاء مستمرة ما دام هنالك ما يقتضي ذلك، فيرجى العلم بأن النسخة الإلكترونية هي النسخة النهائية والمرجعية، والتي يتم تعديلها كلما اقتضى الأمر ثم إعادة رفعها على الموقع. أما النسخة المطبوعة، فقد تتضمن بعض
التعديلات التي ستظهر عند إصدارالطبعات الجديدة.