المتصفح لهذا الكتاب سيجده قد صِيغَ بلغة عربية أصيلة عريقة تُظهر جليًّا مقدرة حضرته عليه السلام، وتبرز نقاء العين التي كان ينهل منها، ناهيك عما يفيض به الكتاب من معارف قرآنية فريدة وعلوم روحانية مبتكرة، وعاطفة جياشة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، وتأثُّرٍ بالغ لحالها المتردّي. في مستهل الكتاب يخبر عليه السلام أن الله تعالى أقامه مجدِّدًا ومحدَّثا ومسيحًا موعودًا وناداه قائلا: "واصنعِ الفُلك بأعيينا ووحينا، وأَنذِرْ فإنك من المأمورين"؛ وأخبره الله أن المسيح ابن مريم عليه السلام قد مات كغيره من الأنبياء. ثم يخاطب المسلمين قائلا: "أيها الناسُ، اذكروا شأن المصطفى صلى الله عليه وسلم، واقرأوا كتب النصارى، وانظروا إلى صولتهم على عِرض سيد الورى. فلا تُطروا ابنَ مريم، ولا تعينوا النصارى، يا وُلدَ المسلمين. أَلِرَسُولِنا الموتُ، والحياة لعيسى؟ تلك إذًا قسمةٌ ضيزى"!! كما يسوق الأدلةَ على موت عيسى عليه السلام ، موضحًا المرادَ من نزوله في الأمة المحمدية. ويبين أن الدجال هم قُسُس النصارى، وأن يأجوج ومأجوج هم الأمم الغربية. ثم يردّ عليه السلام على المشايخ الذين سارعوا إلى تكفيره بسبب دعواه. ثم يندد بالمتصوفة الغارقين في بدعاتِ البراهمة، نابذين وراء ظهورهم القرآنَ والسنّةَ، ومتقاعسين عن الذود عن بيضة الملة. كما يدعو مشايخ الهند إلى أن يكفّوا عن تكفيره وتفسيقه، أو يباهلوه ليميز الله الصادقَ من الكاذب. بعده يوجّه كلامه إلى العرب بنبرة رقيقة مليئة بالحب والتقدير، موضحًا لهم بأن الله لما رأى المتنصرين في هذا الزمن قد بالغوا في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتقاره، وأَطرَوا ابنَ مريم إطراء كبيرًا، اشتد غضبه، فخاطبه وقال: إني جاعلك المسيح، لكي يعلم هؤلاء الغُلاةُ أن عيسى ما تفرَّدَ كتفرُّد الله، وأنه سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل أحدًا من أمة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم عيسى آخر. ثم يعرّف حضرته نفسه وعائلته، وظروفَ انتقالهم إلى قريتهم المسماة بـ قاديان، بالهند. وفي الكتاب أبواب أخرى.
تنبيه للقراء الكرام
نظراً لكون عملية التنقيح للترجمة والتصحيح للأخطاء مستمرة ما دام هنالك ما يقتضي ذلك، فيرجى العلم بأن النسخة الإلكترونية هي النسخة النهائية والمرجعية، والتي يتم تعديلها كلما اقتضى الأمر ثم إعادة رفعها على الموقع. أما النسخة المطبوعة، فقد تتضمن بعض
التعديلات التي ستظهر عند إصدارالطبعات الجديدة.