loader
 

بشرى اعمارتي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود
25-10-2011
بشرى اعمارتي
Pedro abad

بايعتُ سنة 1996، بفضل الله، وبدأت الحياة الثانية أو بالأحرى الحياة الحقيقية.
طبعاً في أول الأمر كان حماسي يدفعني أن أُناقش كل أفراد العائلة والأصدقاء، لكنِّي كنتُ أسْرُد عليهم ما تعلمته من حقائق ومعارف عن الإمام المهدي عليه السلام.
ولكن للأسف كُلُّ أفراد عائلتي عارضوا ما أقوله وكانوا ولا يزالوا يقولون إنها جماعة ضالة، رغم أنهم لم يعارضوني حتى قطع العلاقة معي (ربَّما لأنَّ كلَّ إخواني وأخواتي مثقفين الحمد لله) ولكنَّهم دائماً يقولون أنَّها أفكار غير صحيحة ومعارضة لما تعلّموه وأختي بالتَّحديد، كُلّما كلَّمتُها عن فكرة أو موضوع تعود إلى مواقع المشايخ على الإنترنت، وتُحذِّرني من أن كلَّ المشايخ يعتبرون الجماعة ضالّة والعياذ بالله.
أما الأصدقاء، فهذا الموضوع يُرجعُني إلى أهمية الدُّعاء. منذ أن بايعتُ كنتُ لا أضيّعُ فُرصةَ التبليغ وخُصوصاً العرب والمغاربة ولكن كنتُ أعتَمِدُ على مهارتي في الإقناع ويقيني بأنَّ كلُّ ما أقولُهُ صوابٌ وحقٌّ وهو الإسلام الصحيح...ولكن المرة الأولى التي أَعطيتُ الدُّعاء أهميّة أكبر من سرد الدّلائل والكلام كان عندما تعرَّفتُ على فتاة مغربية من الناظور – اسمها سُهَيْلَة – كلَّمتُها عن الأحمدية، وأطلعتها على القناة MTA1، في ذلك الوقت (وهي كانت جارتي) ولكنِّي كنتُ أُركِّزُ أكثر على الدعاء بأن يهديها الله تعالى. وجدتُ أنَّ الله تعالى كان قد هيَّئ قلبها لقبول الأحمديّة، وهي كانت تدعوا بأن يظهر نبي في الدنيا لهداية النَّاس، أمَّا أنا فكنتُ مُجرَّد أداة والفضل فضل ربِّي الذي قبل الدُّعاء. بَايَعَتْ بسرعة، حتّى أنها عندما أرادت توقيع الاستمارة في المسجد، نصحتُها أن تنتظر وتَقْوَى أكثر، ولكنها رَفَضَتْ وأَكَّدَتْ على البيعة. بعد ذلك بايع أخوها "إبراهيم" أيضاً. زَوْجُها وهو باكستاني بشَّرهُ زوجي رحمه الله بالأحمدية، وهو أيضاً بايع بفضل الله، وبعد البيعة تزوَّجا ولهما الآن طفلان فريد وثوبية وكلاهما وقف نو والحمد لله.
عندما بَايَعتُ، كنتُ الوحيدة المغربيَّة العربية في جماعة إسبانيا، وخلال الاجتماعات والجلسات، رغم أننّي كنت أُحِسًّ بفرحة شديدة ولكن أحياناً، بسبب اللُغة، كنتُ أحِسُّ بعدم الانتماء، فكنت أدعوا الله وأقول: يا ربّ، أعطيني ولو مغربية أو عربية واحدة. كذلك خلال خطبة الجمعة. في أوائل MTA كنت أجلس مع زوجي رحمه الله لسماع الخطبة ولكن لا أفهم. كنت أضطرُّ لسماع الترجمة، ولكنَّ الترجمة ...لا يُوجَدُ فيها حلاوة صوت الخليفة فكنت أُحسُّ بالحزن لذلك. أحَدُ الأيّام قرَّرتُ أنَّني لا بُدَّ أن أسمع صوت الخليفة وإن لم أفهمه. وبعد ذلك كنت أسمع الترجمة. هكذا بدأتُ تَعَلُّم الأُورديّة.
عندما بدأ برنامج "أوردو كلاس" كُنتُ أُتابعه بِكُلِّ شوق، وتعلَّمتُ الكثير على يد الخليفة الرابع رحمه الله. بدأت أَتكلَّم قليلاً وأفهم الأُورديّة. وكنتُ أقرأ كُتُب المسيح الموعود بالأُرديّة وأُحاوِلُ أن أفْهمَها. عندما شرَّفَنَا أمير المؤمنين بالحضور في إسبانيا لأوّل مرة، عقد اجتماعاً مع المسؤولات في الجماعة وأنا كنت من ضمنهنَّ. خلال الاجتماع تكلَّم أمير المؤمنين مع جميع الأخوات بالأورديَّة وهنَّ أيضاً سمعن وفهمن كلام حضرته ولكن أنا كان عليَّ أن ألْتَجأ إلى ترجمة إحدى الأخوات، حَزِنْتُ جدا لذلك، وعندما خرجتُ من الاجتماع كنتُ أبكي وأقول في نفسي: المرة المقبلة عندما يأتي أمير المؤمنين سأفهم كلامه وسأكلّمه بالأورديَّة. وفعلاً عندما حضر حضرته في ما بعد قابلته لوحدي مع بَناتي، وكلَّمتُه بالأورديَّة.
أنا أُلِحُّ على تَعَلُّم الأورديَّة لعدة أسبابُ:
1- هي لسان مبعوث هذا الزمان
2- هي لحد الآن اللغة الأساسية للجماعة أو مُعظم أدبيَّاتها بالأُورديَّة
3- لسان الخليفة الأُورديَّة
وكذلك لأنَّ فيها عِبارات قد افتقدناها نحن العرب لسوء الحظ، مثل الاحترام والوقار في الكلام حتَّى مع الصِّغار.
أما عن دعائي لكي يكون هناك أخوات مغربيات عربيّات، فالحمد لله تحقق بعد 15 سنة؛ فقد أنزل الله علينا من فضله، والآن هناك 8 أخوات مغربيات في جماعتنا، وكانت فرحتي لا تُقدَّر. كلُّ قوم يطلبون من مبْعوثِ وقتهم مائدة من السماء أو رزقاً من الله، ورزقنا ومائدتُنا من الله هي لقاء الإخوان الجدد كل يوم، الذين يزيدون الجماعة إيماناً ويقيناً برحمة وفضل الخالق البارئ على هذه الجماعة.
نسأل دُعائكم لكي يَستمِرَّ هذا الفضل الربّاني ويزداد كل آن وحين ويبايع العرب أفواجا...


 

خطب الجمعة الأخيرة