إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
"علينا أن نجعل رمضاننا شجرة تثمر دوما، عندها سيكون عيدنا عيدا حقيقيا." – حضرة ميرزا مسرور أحمد
ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد، خطبة عيد الفطر في 10/04/2024 من المسجد المبارك في إسلام أباد، تيلفورد.
وقد تمكن ملايين المسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم، من الاستماع مباشرة إلى خطبة العيد التي ألقاها خليفتهم والانضمام إلى الدعاء الصامت الذي أمه إمامهم من خلال قناة إم تي إيه.
طوال الخطبة، أوضح حضرة الخليفة كيف ينبغي الاحتفال بالعيد الحقيقي من خلال مواصلة الأعمال الصالحة التي تم القيام بها خلال شهر رمضان ورعاية احتياجات المحرومين من وسائل الراحة الأساسية، والذين يواجهون ظلم الظالمين في جميع أنحاء العالم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد في بداية خطبته:
"اليوم نحتفل بفضل الله تعالى بالعيد، فقد هيأ الله لنا عيدًا آخر في حياتنا، لكننا لن ننال الفرحة الحقيقية للعيد إلا إذا نلنا الفيوض من إنعاماته سالكين سبل رضاه"
وقال حضرة الخليفة إن الكثير من الناس كتبوا إليه خلال شهر رمضان يطلبون الدعاء لهم حتى يستفيدوا من رمضان ويتمكنوا من القيام بالأعمال الصالحة لتحقيق هذا الغرض. ودعا أن يثمر الله جهودهم، مذكرًا بأن "الشجرة المثمرة الجيدة هي ما تحمل الثمار على الدوام، وليس التي تحمل الثمار سنة واحدة لمدة قصيرة وتنتهي".
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب علينا أن نجعل رمضاننا شجرة تثمر دوما. عندها سيكون عيدنا عيدًا حقيقيا".
وقال حضرته إنه خلال شهر رمضان، يفتح الله تعالى أبواب رحمته، والآن بعد رمضان، يجب على المسلمين الأحمديين أن يفكروا في كيفية الاستمرار في نيل رحمة الله تعالى.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"من الواجب علينا أن نقوّي إيماننا ونفحص أعمالنا، فالمهمة الكبرى للمؤمن أن يتقدم يوميا على درب الإيمان ويقويه بانتظام، ويزيِّن أعماله بالحسنات دوما لكي يرث أفضال الله دوما.
فنظرا للأوضاع التي يعيشها العالم اليوم يجب علينا أن نبذل كل محاولة ممكنة للتقرب إليه تعالى عاملين بأحكامه. فكل أنواع النيران قد أحاطت بالعالم، ولاتقاء هذه النار ثمة حاجة ماسة أن نحب الله تعالى ذا العجائب".
ولفت حضرته الانتباه إلى الصعوبات التي يعيشها الناس في جميع أنحاء العالم وقال إنه بدلاً من الانشغال بأفراح العيد فحسب، على المسلمين الأحمديين أيضًا الاهتمام بذكر الله والاستغفار.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إذا كنا اليوم نحتفل بالعيد هنا، فهناك أناس قد ضيَّق الشياطين الأرض عليهم، حيث لا يتيسر لهم حتى الخبز ناهيك عن توفر السقف فوق رؤوسهم، فاستغفروا الله تعالى لأنفسكم في هذه الأوضاع واشكروه وفي الوقت نفسه، اذكروا في دعواتكم هؤلاء المحرومين أيضا أن یسهّل الله عليهم ويخرجهم من هذه النار."
وقال حضرة الخليفة إن من أعظم أعمال الإحسان في يوم العيد التبرع للجمعيات الخيرية التي تسعى جاهدة لمساعدة المحرومين وتخفيف معاناتهم وإشباع جوعهم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب ألا تسعوا للتخفيف من معاناة من هم في حرب ومعاناة في فلسطين أو السودان فقط، بل يجب، بدافع المواساة والرحمة، مدُّ يد العون للذين يعانون من الجوع في العالم عمومًا، ولا تساعدهم الدول العظمى إلا إذا اعترفوا بكونها ربًّا لهم وأقروا بأنهم هم يرزقونهم. ثم ما ستشعرون به من طمأنينة القلب برؤية الفرحة على وجوههم تلك هي فرحة العيد الحقيقية."
ومذكرًا بأن العيد ليس مجرد وقت للاحتفال، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ولذلك ينبغي أن نتذكر دائمًا أن العيد ليس عبارة عن الأكل والشرب والاحتفال بالفرح فحسب، بل هو عبارة عن أداء حقوق الله وحقوق العباد باتباع التقوى. ومن بلغ هذه المنزلة واجتهد في سبيلها، فإنه ينعم بالعيد الحقيقي، العيد الذي يورث أفضال الله، العيد الذي يحسّن الدنيا والعقبى".
واستشهد حضرته بالآية 89 من سورة الكهف من القرآن الكريم والتي تقول:
"وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا".
وقال إن هذه الآية تحدد ماهية الفرح الحقيقي، والذين ينالون المكافآت المبينة في الآية، هم الذين يحتفلون بالعيد الحقيقي.
وفي حديثه عن كيفية نيل التقوى، أوضح حضرة الخليفة المبدأ الذهبي المتمثل في تذكر أن الله تعالى يراقب ويرى دائمًا جميع أعمالنا.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب على المؤمن أن يضع في الحسبان دائما أن الله يسمع كل قولي ويرى كل عملي ويعلم كل شيء ولا يخفى عليه شيء. فلو حدث ذلك لنجا الإنسان كليا من شراك الشيطان واحتمى بملاذ الله تعالى. ولكن لا بد من التذكّر أيضا أن هناك حاجة إلى الاستغفار دائما للاحتماء بملاذ الله تعالى، ولو فعل المرء ذلك لما انتهت هذه البركات ولأدى ذلك إلى عيد دائم."
وبالحديث مرة أخرى عن أوضاع العالم، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا يسعنا أن نقدّر كيفية تكبُّد الناس مصاعب الفقر في العالم. ففي السودان مثلا يأكل الأطفال خبزا مرة واحدة يوميا ببيع ثيابهم. فمنهم من يبيع قميصه ومنهم من يبيع سرواله، فيأكلون وجبة واحدة ويقولون في أنفسهم: سنرى ماذا يجب أن نفعل للحصول على وجبة تالية، ولا بد أن نبيع الآن قميصا أو قميصين للحصول على الطعام، ويقال إن أهل فلسطين لا يجدون عُشر السعرات الحرارية التي هم بحاجة إليها. فهذا هو حال الذين لا يجدون الطعام، وأضف إلى ذلك أولئك الذين يموتون جوعا. ففي مثل هذه الظروف يجب أن تتذكروا الفقراء دائما لكسب الحسنات واحتفال العيد".
وفي ختام كلمته، حث الخليفة المسلمين الأحمديين على الدعاء من أجل الأوضاع في العالم ولتحسين روحانيتنا.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"وفقنا الله تعالى لأن نقوي إيماننا وأن تصدر منا تلك الأعمال الحسنة التي تدوم وتكون جاذبة لفضل الله تعالى وقربه، وأن تقع علينا نظرة رحمة الله تعالى دومًا، وأن نكون مستظلين دائمًا برداء مغفرته، وأن نبقى محفوظين من الشيطان والنار التي أشعلها"
وبعد الخطبة، عايد حضرته الجميع وأمّ الدعاء الصامت.