"لقد فرض الله تعالى علينا كمسلمين أحمديين واجب إبقاء راية الإسلام خفاقة عاليًا ما دام هناك حياة على الأرض. لقد أوكل إلينا واجبًا وتحديًا مقدسًا لإنقاذ البشرية، والسعي باستمرار نحو ذلك اليوم الذي ستصل فيه رسالة الإسلام في المحبة والسلام إلى قلوب البشرية جمعاء". - حضرة ميرزا مسرور أحمد يخاطب أكثر من 6900 شاب مسلم أحمدي من جميع أنحاء المملكة المتحدة.
في 01/10/2023، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، خطابًا ملهمًا للإيمان في ختام الاجتماع الوطني لمجلس خدام الأحمدية في المملكة المتحدة.
حضر هذا الحدث الذي استمر ثلاثة أيام والذي أقيم في أولد بارك فارم في كينغسلي أكثر من 6900 شاب وفتى وكان بمثابة إلهام للحاضرين لممارسة دينهم بتفان وإخلاص.
خلال خطابه، أخذ حضرة الخليفة تعهدًا مهمًا من الخدام يذكرهم بمسؤولياتهم الأساسية في ضمان تعريف العالم بالتعاليم السلمية الحقيقية للإسلام وحتى يظل الشباب مرتبطًا بمؤسسة الخلافة المباركة.
طوال خطابه، أشار حضرته إلى خطاب الخليفة الثاني للجماعة الإسلامية الأحمدية، حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه)، والذي أوجز فيه توقعاته من أعضاء مجلس خدام الأحمدية.
في بداية كلمته، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"بدأ حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه) بالقول إن من سنة الحياة أن يأتي الناس إلى هذه الدنيا ثم يغادرونها. يولد الإنسان ويعيش حياته ويترك هذا العالم. وفي الوقت نفسه، أوضح حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه) أن للمجتمعات والأمم القدرة على العيش والازدهار إلى الأبد. بعض المجتمعات موجودة منذ عقود أو حتى قرون. وفيما يتعلق بالجماعة الإسلامية الأحمدية، فقد قال إن على الشباب المسلمين الأحمديين أن يتعهدوا بإخلاص بالوفاء بالتزاماتهم لضمان الحفاظ على جماعتنا ونجاحها الدائم. وهذا يتطلب من المسلمين الأحمديين جيلًا بعد جيل العمل بالتعاليم الحقيقية للجماعة الإسلامية الأحمدية والسعي لإيصال رسالتها إلى جميع أنحاء العالم".
وتابع حضرة الخليفة موضحًا الألم العميق الذي شعر به المسيح الموعود (عليه السلام) من أجل أن يعود الناس إلى الله تعالى.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"مما لا شك فيه، في هذا العصر، على كل خادم مخلص أن يسعى لتحقيق المهمة الكبرى المتمثلة في جلب البشرية إلى الإيمان بالمسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام)... لقد أعطانا الله تعالى، كمسلمين أحمديين، واجب إبقاء راية الإسلام خفاقة عاليًا ما دام هناك حياة على الأرض. لقد أوكل إلينا واجبًا وتحديًا مقدسًا لإنقاذ البشرية، والسعي باستمرار نحو ذلك اليوم الذي ستصل فيه رسالة الإسلام في المحبة والسلام إلى قلوب البشرية جمعاء".
وقال حضرته أنه سيأتي يوم سيعني فيه انتصار الإسلام بالوسائل الروحية أن عددًا كبيرًا من الناس سينضمون للجماعة الإسلامية الأحمدية.
وذكر رؤيا للمسيح الموعود (عليه السلام) رأى فيها صفًا طويلًا من الملوك من جميع أنحاء العالم يمتطون الخيل ويشهدون على صدقه (عليه السلام).
وبالإشارة إلى الرؤيا، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"في هذه الرؤيا نبوءة رائعة، حيث بشر الله تعالى المسيح الموعود (عليه السلام) بأنه سيأتي يوم سيقبل فيه رؤساء الدول، سواء كانوا ملوكًا أو رؤساء أو غير ذلك، في بلدان مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وألمانيا، صدق الأحمدية. في الواقع، وبحسب وعود الله، سيأتي زمان تُقبل فيه الأحمدية بأعداد كبيرة بحيث تصبح سائر الأديان أمامها غير ذات أهمية"
ولكي يتم هذا النصر من خلال الوسائل الروحية، قال حضرة الخليفة إن على الشباب المسلم الأحمدي أن يسعى إلى أداء واجباته ومسؤولياته تجاه الله وخلقه.
وأوضح حضرة ميرزا مسرور أحمد عُمر رسالة المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) وقال:
"في هذا العصر، أرسل الله المسيح الموعود (عليه السلام) كصورة مطابقة لذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي كانت مرتبته أعلى بكثير من أي نبي من أنبياء الله. وهكذا، إذا عاشت جماعة النبي نوح لما يقرب من ألف سنة، فلا بد لعصر المسيح المحمدي الذي تفوق تعاليمه ومكانته بكثير تعاليم النبي نوح، أن يتجاوز تلك الفترة بكثير ويستمر لآلاف السنين إن شاء الله. في الواقع، لقد قال المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) إن الله تعالى قد وعده بأن تستمر جماعته ودين الإسلام إلى آخر الزمان".
"لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته سبحانه وتعالى، فأنا قدرة الله المتجسدة. وسيأتي من بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية".
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا معنى هذه الكلمات:
"هنا يقول المسيح الموعود (عليه السلام) بوضوح أنه بعد وفاته، ستقام مؤسسة الخلافة مرة أخرى في العالم وستبقى إلى نهاية الدنيا. وبالتالي، يجب على كل خادم أن يرتبط بإخلاص وصدق بالخلافة، وينبغي على الآباء الأحمديين أن يتعهدوا بأنهم عندما يسعون إلى غرس الرغبة في أبنائهم والأجيال القادمة لنشر الإسلام، فإنهم سيغرسون في نفوسهم أيضًا الأهمية الأساسية للبقاء مرتبطين بإخلاص بمؤسسة الخلافة."
ومضى حضرة الخليفة ليأخذ تعهدًا رسميًا من الشباب والذي أخذه في البداية حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه). كانت الأجواء، عندما أخذ المشاركون هذا العهد، مشحونة عاطفيًا بحيث أعرب الخدام عن تصميمهم على خدمة قضية نشر التعاليم السلمية للإسلام والبقاء مخلصين إلى الأبد لمؤسسة الخلافة.
وقف جميع الحاضرين ورددوا العهد خلف إمامهم، والذي نص على ما يلي:
"أقسم بالله العظيم، وأعلن أنني سأسعى دائمًا إلى تبليغ ونشر تعاليم الإسلام والأحمدية واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم المبارك إلى أركان الأرض حتى آخر أنفاسي. ومن أجل الوفاء بهذا الالتزام المقدس، سأكرس حياتي إلى الأبد في سبيل الله سبحانه وتعالى. وسأبذل كل التضحيات الممكنة، مهما تعاظمت، من أجل أن تظل راية الإسلام المباركة خفاقة عاليًا في جميع البلدان إلى آخر الزمان. كما أتعهد بالسعي، بثقة لا تتزعزع، لحماية ونصرة مؤسسة الخلافة حتى آخر رمق في حياتي. وسأحث أبنائي وذراريهم دائمًا على البقاء متمسكين بقوة بالخلافة والسعي لكسب بركاتها حتى تظل الخلافة الأحمدية محفوظة إلى آخر الزمان، وحتى يستمر نشر الإسلام عن طريق الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى يوم القيامة بحيث تُرفع راية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى من أي راية أخرى في الدنيا. اللهم آمين، اللهم آمين"
ثم كرر حضرة ميرزا مسرور أحمد العهد بلغته الأردية الأصلية وقال:
"بعد أن عاهدتم بهذا العهد، عليكم أن تسعوا جاهدين للوفاء به. وعليكم قراءة كلماته بانتظام حتى تكونوا دائمًا على دراية بمسؤولياتكم. فكروا في ذلك بجدية وانتبهوا لالتزاماتكم تجاه دينكم، مع العلم أنه لا يمكنكم أن تهدأوا حتى يأتي اليوم الذي تصل فيه تعاليم الإسلام الحقيقية والسلمية إلى كل قرية وبلدة ومدينة وبلد في العالم ويقبل صدقها غالبية الناس في جميع أنحاء العالم."
وقال حضرة الخليفة إن اللهاث وراء المال والمساعي المادية لا ينبغي أبدًا أن يصرف الشباب المسلمين الأحمديين عن أهدافهم النبيلة.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن أكبر عائق يحول دون انتصار أي أمة أو جماعة هو أن يلهث أفرادها وراء شهوة المال والثروة. مثل هذه الشهوات المادية يمكن أن تفسد الناس بسهولة وتضعف عزمهم على تقديم التضحيات من أجل دينهم وتحقيق أهدافهم الدينية. لذلك، عليكم جميعًا من تعيشون هنا في الدول الغربية، أن لا تنشغلوا أبدًا بالرغبة في كسب المال أو بأن تصبحوا أثرياء. بل توكلوا دائما على الله أنه سيرزقكم إن شاء الله، وسوف يعيلكم ويلبي احتياجاتكم بطرق تفوق تصوركم، وسوف يزيل كل الصعاب من طريقكم إذا ما أخلصتم له. لذلك، لا تدخلوا في سباق لكسب المال أو الكماليات غير الضرورية. بل يجب أن يكون سباقكم في ما يفضي إلى الله عز وجل".
ومع اختتام الخطاب، أكد حضرة الخليفة مرة أخرى على الحاجة الماسة للشباب المسلمين الأحمديين لفهم مسؤولياتهم والوفاء بها.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب أن نفهم مسؤولياتنا حتى لا يحدث، لا سمح الله، بسبب إهمالنا أو تقاعسنا، أن يستغني الله تعالى عنا ويعطي مهمة إشعال الثورة الروحية للأجيال القادمة. بل على كل خادم وكل أحمدي أن يركز كل أدعيته وطاقاته على إحداث نهضة روحية ثورية في الإنسانية، ترتفع فيها راية وحدانية الله وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلى من أي راية أخرى في العالم."