
البرهان السابع
من تسمية الكتاب الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بأنه:
القرآن
القرآن نبوءة في كلمة واحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
يُضاف إلى مقالة: (من البراهين على وجود الخالق)
ليس ثمة أسهل من البرهان على أن دين الله الإسلام هو دين الله الحق الذي فيه الخير الشامل على المستوى الإنساني والفردي. ولكن قبل أن نقيم البرهان على ذلك لا بد من التأكد من أننا نعرف البرهان على وجود الله من جوانب متعددة. وأهم جانب في هذا البيان هو التركيز على تحقق النبوءات التي وردت في القرآن الكريم أو جاءت على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك لأنّ النبوءة هي علم بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله. فإذا ثبت صدق نبوءة جاءت في القرآن أو في بيان رسول الله فهذا بالتأكيد يدل على صدقه أنه رسول من عند الله وأن الكتاب الذي أُنزل عليه (القرآن) هو أيضا من عند الله وكذلك دين الإسلام الذي يدعو إليه هو دين الحق من عند الله، وأن كل ما جاء فيه حق وعدل وصدق ولو اختلف المفسرون، وبذلك ينحلّ الإشكال المتعلق بالتساؤل:
هل الإسلام والرسول والقرآن من عند الله ويجب علينا أن نصدق بهم جميعا أم لا؟
وللبرهان على ذلك نبدأ ببيانِ نبوءةٍ ومعجزة خالدة جاءت في القرآن الكريم في كلمة واحدة ويشهد عليها العالم كله حتى اليوم، وستبقى كذلك إلى يوم الدين. هذه النبوءة هي الاسم الذي أَطلقه الله على الكتاب الذي أنزله الله على سيدنا محمد خاتم النبيين ص : {القرآن}، حيث أمر الله الرسولَ أن يبلّغ الناس به قائلا:
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (الأنعام 19)
{ وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ} (الحجر 87)
{ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ} (ص 1)
فأين النبوءة والمعجزة في كلمة {القرآن} هنا؟ وكيف تُبرهن على وجود الله وصدق رسوله وصدق القرآن ذاته؟
إنّ هذه النبوءة والمعجزة تكمن في معنى كلمة (القرآن) وفي تحققها المشهود في العالمين واعتراف حتى خصوم الإسلام بذلك، وإليك البيان:
نقرأ في معاجم اللغة العربية أنّ (القرآن) على وزن (فعلان) تُفيد المبالغة والكثرة، وتُفيد الجمع. وبهذا فإنّ كلمة (القرآن) تعني: الكتاب المجموع الذي يُقرأ ويُقرأ ويُقرأ بكثرة مبالغة جداً. وبذلك نجد أن كلمة (القرآن) التي نزلت في وحي الله على محمد صلى الله عليه وسلم تُشكّل نبوءة تقول لمحمد والعالمين: "إن هذا الوحي الذي يُنزّل عليك الآن يا محمد سوف يُجمع في كتاب يقرؤه الناس ويقرؤونه ويقرؤونه بكثرة بالغة تزيد على أي كتاب آخر."
إن هذا الكلام يشكّل نبوءة متضمَّنة في لفظة (القرآن) وكان لا بد أن تتحقق، وإلّا فإنّ مصداقية الرسول في دعوته إلى الله ودينه الإسلام كانا سيتعرضان للهجوم والنقد والتكذيب والعياذ بالله. وأما إذا جُمع وحي الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في شكل كتاب، وشهد العالم على أنه أكثر كتاب يقرأ، لأنه (القرآن) فإنّ هذا سيؤكد صدق الرسول الكريم في دعوته إلى الله ودينه (الإسلام) وأنه الرسول من عند الله الذي أوحى إليه هذا الكتاب (القرآن) وحقق النبوءة التي يشير إليها اسمه (لقرآن).
وهكذا بكلمة واحدة—(القرآن) نجد في أيدينا نبوءةٌ عظيمة برهَن الله بها على:
1) أنه موجود
2) وأن القرآن كتابه
3) وأن الإسلام دينه
4) وأنّ محمدا صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله
وإليك البيان:
*ومن الجدير بالانتباه أن القرآن لم يُجمع في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرءآنه}، وكانت هذه نبوءة تحققت بعد وفاة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، إذ تم جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه
في بيان المعاجم اللغوية الموثقة جاء ما يلي:
*قرأتُ الشيء أي جمعتُ بعضه إلى بعض /مجمع البيان
*قرأ الشيء قرءا وقرآنا: جمعه وضم بعضه إلى بعض/ المعاني _ الجامع
*وجاء في شهادة الباحثين والمستشرقين من غير المسلمين أنه لم يتحرف وأنه الكتاب ذاته الذي تلاه محمد صلى الله على أصحابه ونقلوه لنا.
*بحسب نظام الشروق والغروب للشمس ودوران الأرض فإن كل مكان في الأرض يكون فجرا وظهرا وعصرا ومغربا وعشاء حيث يقرأ المسلم في صلاته ما تيسّر من القرآن الكريم ويدعو ربه في بقاع الأرض كلها.
*في زمننا هذا تتم قراءة القرآن الكريم في المحطات الفضائية على مدار الساعة من دون انقطاع ولا دقيقة واحدة، وليس هذا متحققا لأي كتاب آخر سوى القرآن جميع المفكرين والباحثين.
*سؤال: كيف عَلم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنّ القرآن الكريم سيُجمع حتما في كتاب، وسيكون الأكثر قراءة في العالم، إذ أنه يُقرأ الآن يوميا وعلى مدار الساعة من قِبل آلاف الملايين من المسلمين وغيرهم باعتراف العالم أجمع؟!
* ألا يبرهن هذا التحقق المشهود للنبوءة المتعلقة بانتشار وقراءة القرآن الكريم أن الله موجود وأنه يعلم الغيب .. وأن القرآن حق .. والإسلام حق .. وسيدنا رسول الله وخاتم النبيين حق؟"
والحمد لله رب العالمين.
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.